"عاد منتصراً".. تَعرَّف أبرز ما حقّقه أردوغان في قمة مدريد (AA)
تابعنا

وصفت مجلة الإيكونوميست البريطانية الاتفاقية الموقعة بين تركيا والسويد وفنلندا قبل قمة قادة الناتو في العاصمة الإسبانية مدريد، التي أسفرت عن رفع أنقرة قرار النقض، بأنها انتصار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ كتبت: "رجب طيب أردوغان يعود إلى الوطن منتصراً".

واستهلت المجلة تقريرها بالتذكير بتاريخ أردوغان كلاعب كرة قدم في الدوري شبه الاحترافي عندما كان شابّاً، مشيرةً إلى أن الرئيس التركي لا يتردد في ارتكاب أخطاء مهنية (في إشارة إلى لعبة كرة القدم) لينال ما يريد في السياسة الدولية، مدّعيةً أن حقّ النقض التركي ضد فنلندا والسويد كان "خطأً احترافياً" كما هو الحال في كرة القدم.

فطوال الشهر الماضي، وتحت تهديد خطير من روسيا، كان نفوذ فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو مفاجئاً بقدر الجهود التي بذلها البلدان الإسكندنافيان لإقناع أنقرة بالعدول عن قرارها الرافض وتعهدهما بالاستجابة الكاملة لجميع الشروط التي تراعي مخاوف أنقرة الأمنية.

أردوغان ينتصر

في 28 يونيو/حزيران الجاري، وخلال اجتماع قادة الناتو في مدريد لحضور القمة، حقق الرئيس أردوغان مطالب أنقرة لقاء السماح لكل من السويد وفنلندا بدخول حلف شمال الأطلسي، وسط تحية من زملائه قادة الدول الأعضاء. الأمر الذي دفع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إلى التغريد على حسابه على تويتر كاتباً: "أنباء رائعة ونحن نستهلّ قمة الناتو".

ولم يقتصر كيل المديح للرئيس أردوغان على مجلة الإيكونوميست، بل كتبت كبرى الصحف العالمية عناوين مشابهة، أبرزها صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي كتبت عن الاختراقات التي حققتها تركيا خلال القمة الرباعية أن "تركيا مستعدة لقبول السويد وفنلندا في الناتو بعد حصولها على جميع ما تريد".

فيما كتبت صحيفة الغارديان البريطانية أن مخاوف تركيا حُلّت وجرى التوصل إلى اتفاق بعد توقيع مذكرة اتفاق ثلاثية، أُكّد من خلالها أن البلدين سيتعاونان بالكامل مع تركيا في حربها ضد جميع التنظيمات الإرهابية التي تستهدف أمنها.

تركيا تنال كل ما أرادت

قالت مصادر في الرئاسة التركية لوكالة الأناضول إن أنقرة نالت ما أرادته من فنلندا والسويد الراغبتين في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وإنها عززت مكاسبها في مكافحة الإرهاب، بعدما شدّدَت على أهمية ذكر تنظيمات PKK/YPG/PYD وكولن الإرهابية في اتفاقية دولية مباشرة وواضحة.

وفي مذكرة مشتركة وقّعوها مع تركيا، تَعهَّد البلدان بـ"التضامن والتعاون الراسخَين في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره". كما وعدا بالتخلي عن دعم تنظيم PKK الإرهابي، بالإضافة إلى جميع فروعه في سوريا والعراق مثل YPG وPYD.

كما اتفقا على رفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا، والتزام زيادة التعاون معها من خلال تعديل التشريعات الوطنية الخاصة بصادرات الأسلحة إلى حلفاء الناتو. كذلك إنشاء آلية تعاون منظمة حول تبادل المعلومات الاستخبارية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، فضلاً عن اتخاذ خطوات ملموسة لتسليم المجرمين الإرهابيين واتخاذ ترتيبات تعاقدية ثنائية. في المقابل ستدعم تركيا طلبهما للانضمام إلى التحالف.

تركيا.. لاعب مهمّ

لم تقتصر نجاحات تركيا على استجابة السويد وفنلندا بخصوص الحرب ضدّ الإرهاب ورفع الحظر عن الصناعات الدفاعية، بل أمتدت لتحقيق تقارُب ملموس مع الولايات المتحدة، التي ترى أن تركيا تلعب بحرفية لتحقيق توازن فعَّال بشأن الأزمة الأوكرانية، فضلاً عن دورها الكبير في أزمة الحبوب العالقة بالمواني الأوكرانية.

وفي تصريح أدلى به في بداية لقائه نظيرَه الأمريكي جو بايدن على هامش قمة زعماء الناتو بالعاصمة الإسبانية مدريد، قال الرئيس أردوغان إن بلاده تواصل مساعيها لحلّ أزمة الحبوب الناجمة عن الحرب الروسية-الأوكرانية، عبر اتباع "سياسة متوازنة".

في المقابل شكر بايدن الرئيس أردوغان على "العمل الرائع" الذي يؤدّيه لتسهيل نقل الحبوب الموجودة في أوكرانيا التي لا يمكن نقلها من المواني إلى الأسواق العالمية، و"السماح بإحراز تقدم في عملية عضوية السويد وفنلندا في الناتو".

TRT عربي