مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (Others)
تابعنا

للأسبوع الثاني على التوالي، تتسع رقعة الغضب داخل الشارع الإيراني، الذي اندلع في أعقاب مقتل الشابة ماهسا أميني داخل مخفر شرطة الأخلاق، لتشمل مناطق مختلفة في أنحاء البلاد. وهو ما خلف سقوط 41 قتيلاً في صفوف المحتجين حتى الآن، واعتقال أكثر من 1200 شخص يمثل النساء قسماً كبيراً منهم، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

وفي الأثناء ذاتها، تتحدث مصادر إعلامية عدة عن تحضيرات جارية، على قدم وساق، لفسح الطريق أمام مجتبى خامنئي كي يحل محل والده، علي خامنئي، في منصب المرشد الأعلى لإيران. ذلك رغم الانتقادات الكبيرة التي تطال الرجل، وتنديد الحركة الاحتجاجية الجارية بتدخله في السلطة.

مجتبى مرشداً؟

وفي تقرير أخير، وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نجل المرشد الأعلى الإيراني، مجتبى، بأنه "رجل الظل القوي خلف المرشد في إيران". مؤكدة ذلك بقول مسؤولين أمريكيين وإيرانيين، الذين أجمعوا على أنه المسؤول عن إمبراطورية والده التجارية، ويمتلك نفوذاً في تعيين المسؤولين الأمنيين، ذلك دون حيازته أي منصب حكومي رسمي، وفق الادعاءات.

هذا النفوذ الذي يمكن أن يخفي مشروعاً يجري في الكواليس من أجل توريثٍ لمنصب المرشد، تضيف الصحيفة الأمريكية: فيما سيكون ذلك سابقة في تاريخ الجمهورية التي أسستها ثورة شعبية ضد الملكية عام 1979. ويحتاج مجتبى لنيله المنصب الديني السياسي، إلى أن يصبح مرجعاً، وهو ما منحته إياه مؤخراً حوزة مدينة قم العاصمة الدينية للبلاد.

وفي أواخر أغسطس/آب الماضي، وضعت وكالة أنباء الحوزة الدينية بمدينة قم صفة "آية الله" أمام اسم مجتبى خامنئي، في دلالة على رفع رتبته الفقهية إلى مرجع ديني يمكن تقليده في القضايا الشرعية، وبهذا لن يكون ثمة مانع شرعي أمام مجتبى خامنئي ليخلف والده، ويستلم أعلى سلطة دستورية في البلاد بعد موافقة مجلس خبراء القيادة.

ويأتي هذا التحرك في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية دولية كثيرة عن تدهور صحة المرشد الأعلى الحالي، ما أثار أسئلة بشأن خليفته في المنصب. وقالت "وول ستريت جورنال" إن "الإيحاء بأن خامنئي يهيئ نجله لخلافته أثار الجدل في إيران، إذ أرست ثورة 1979 حكم رجال الدين ورفضت النظام الملكي الوراثي باعتباره نظاماً فاسداً".

وكان زعيم "الحركة الخضراء" المعارضة في إيران، مير حسن موسوي، قد حذّر في مقال له مما أسماه "مؤامرة" التوريث. وكتب موسوي متسائلاً: "نسمع خبر هذه المؤامرة منذ 13 عاماً، إن لم يبحثوا عنها حقاً، فلماذا لا ينفون ذلك ولو لمرة واحدة؟".

ورددت المظاهرات الحاشدة المندلعة بعدد من المناطق الإيرانية عبارات التنديد في حق القيادات لحاكمة، وهتف المحتجون ضد خامنئي ونجله.

من هو مجتبى خامنئي؟

يعد مجتبى ثاني أبناء المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، ولد عام 1969، وتلقى تعليمه في مدرسة العلوي الشهيرة بطهران. هذا قبل أن ينقطع عن الدراسة في سن السابعة عشرة، ويحمل السلاح في الحرب الدائرة وقتها ضد العراق، حيث أصبح عضواً في كتيبة "حبيب بن مظاهر"، التي يقودها إلى الآن.

وتزوج مجتبى بابنة غلام علي حداد، الذي لم يكن شخصية بارزة وقتها، قبل أن يرتقي بعد ذلك الزواج درجات السياسة في البلاد، وصولاً إلى منصبه الحالي في "مجمع تشخيص مصلحة النظام"، أحد أجهزة الحكم والمؤسسة الاستشارية العليا في البلاد حسب ما ينص عليه دستورها. وقبلها، تولى صهر المرشد منصب رئاسة البرلمان، في سابقة تحوز بها شخصية غير معممة ذلك المنصب.

وعودة إلى مجتبى خامنئي، حسب مقال لصحيفة "إندبندنت"، برز دوره أول الأمر عقب فوز محمد خاتمي بانتخابات 1997، إذ نشب بينه وبين المرشد نزاع على السلطة، وقتها جمع مجتبى حوله مجموعة من الأمنيين والقضاة لمواجهة الحكومة. وخلال انتخابات عامي 2005 و2009، حسب المصدر ذاته، لعب مجتبى دوراً رئيسياً في فوز أحمدي نجاد بالرئاسة ضد معارضه مهدي كروبي.

ويمتلك مجتبى خامنئي نفوذاً كبيراً داخل الحرس الثوري، حيث تحدثت تقارير إعلامية عن شنه مؤخراً حملة تطهير لبعض فرقه وتغيير واسع لقياداته. كما يمتلك نفوذاً اقتصادياً مهماً في إيران، بسيطرته على أكبر المؤسسات الاقتصادية مثل مؤسسة "المستضعفين" ولجنة تنفيذ أمر الإمام ومقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني، وإدارة الأماكن الدينية والأوقاف، وفق ما ذكرت "إندبندنت".

TRT عربي
الأكثر تداولاً