قوافل الأتراك تعود إلى القدس (وسائل التواصل الاجتماعي) (Others)
تابعنا

أعلن رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، أن جولات القدس التي توقفت بسبب تفشي فيروس كورونا، ستبدأ من جديد بداية العام الجاري. وكتب أرباش مغرداً على حسابه الخاص على موقع تويتر: "امش يا أخي، دع القدس تمنح قدميك القوة"، و"نبدأ جولات القدس مرة أخرى في 2021-2022، تحت قيادة مديرية الشؤون الدينية، المديرية العامة لخدمات الحج والعمرة، دائرة العمرة وزيارة القدس ".

وشهد العقدان الأخيران تزايداً في أعداد السياح الأتراك الذين يسافرون في قوافل لزيارة مدينة القدس المحتلة لا سيما الحجاج الذين "يقدسون حجتهم" في طريق عودتهم من مكة المكرمة، وذلك بتشجيع من رئاسة الشؤون الدينية التركية وبدعم سياسي من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعا في أكثر من المناسبة المسلمين حول العالم إلى زيارة القدس لدعم صمود أهلها والحفاظ على طابعها الإسلامي.

بالتزامن مع التزايد الملحوظ في عدد الأتراك الذين يزورون القدس سنوياً فضلاً عن تنامي دور المنظمات التركية التي تدعم صمود المواطنين في المدينة المقدسة، بدأت إسرائيل عديداً من التدابير المشددة بحق الزائرين الأتراك والمنظمات الخيرية لتحجيم دور تركيا المتنامي في الدفاع عن القدس وإبقائها حية في قلوب ووجدان المسلمين حول العالم.

"القدس تعادل نصف حج"

منذ العصر العثماني يتمسك الأتراك بـ "عادة تقديس الحج"، نسبة إلى زيارة مدينة القدس بعد فريضة الحج، إذ كانت زيارة المسجد الأقصى ركناً أساسياً اعتاده الحجاج قبل الحج أو خلال رحلة العودة، وهي ممارسة إسلامية تهدف إلى ربط المسجد الأقصى بشعائر ركن الإسلام الأعظم، الحج، وبالمسجد الحرام والمسجد النبوي.

فيما يرى المحلل السياسي التركي الدكتور برهان كور أوغلو أن زيارة القدس "تعادل نصف حج لدى الشعب التركي"، الأمر الذي يكشف الدوافع القوية وراء تشبث الأتراك بزيارة المدينة ومعالمها الدينية على المستويين الشعبي والسياسي.

وخلال العقدين الماضيين لم يتوقف الرئيس أردوغان عن مطالبة الأتراك خصوصاً والمسلمين عموماً بالإكثار من زيارة القدس، كما لم يتوانَ عن الدفاع عن المدينة المقدسة عندما أعلنها ترمب عاصمة لدولة إسرائيل نهاية عام 2017، إذ دعا أردوغان دول العالم إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين، ونادى بضرورة زيارة مدينة القدس والدفاع عنها.

وعلى الرغم من كثرة الضغط والإجراءات المشددة التي تنتهجها سلطات الاحتلال للحد من زيارة الأتراك للمدينة المقدسة، بلغ عدد الأتراك الذين زاروا القدس خلال عام 2018 أكثر من 43 ألفاً، فيما وضعت الحكومة التركية عام 2015 هدفاً للوصول بععد زوارها إلى 100 ألف سائح تركي سنوياً، وتسعى السلطة الفلسطينية لإيصال عدد السياح الأتراك للقدس إلى 250 ألفاً سنوياً.

دعم تركي وتوجس إسرائيلي

متظاهرون في المسجد الأقصى يرفعون العلم التركي وصور الرئيس أردوغان. (AA)

معرباً عن اهتمام تركي كبير بالقدس، قال قال عبد الله أقتشاي، الأمين العام لجمعية "تراثنا": "بعد دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان للذهاب إلى القدس، بدأ الناس يذهبون أكثر. وهناك تثير صور الرئيس أردوغان والملصقات والعلم التركي الانزعاج. على الرغم من ذلك ومن كل سياسات الترهيب والعقبات سنستمر في التوجه إلى القدس والوقوف إلى جانب إخواننا هناك".

من جانبه يقول مركز القدس لشؤون السياسة والمجتمع الإسرائيلي، إنه "خلال السنوات الأخيرة الماضية رُصدت زيارات لمجموعات من الأتراك الذين يتلقون دعماً حكومياً لمدينة القدس"، مشيراً إلى أن ما يجري هو "سياحة دينية" هدفها الأساسي ليس الاستمتاع بالقدس ومناطقها السياحية، بل إظهار الوجود التركي في المسجد الأقصى.

كما لفت المركز الإسرائيلي إلى أن الأتراك هم المجموعة الوحيدة تقريباً التي تزور القدس من دول العالم الإسلامي، وأكّد أن هذه الزيارات تأتي لاعتقاد الأتراك أن المسجد الأقصى المحتل يجب إعماره بحشد كبير من الحجاج الذين يعيدون إليه طابعه الإسلامي.

وشارك المركز في التحريض على الأتراك من خلال الزعم أنهم "وحدهم من بين السياح المسلمين الذين يشاركون الفلسطينيين في احتجاجاتهم ومشاجراتهم مع المتدينين اليهود الذين يقتحمون الأقصى، مشيراً إلى أنه في القدس يُشاهد في بعض الأحيان سُياح مسلمون "لكنهم يبدون سعداء ويزورون مناطق مختلفة".

تشديد وتضييق إسرائيلي

في حديثها لوكالة الأناضول، أشارات مريم كايا، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في "جمعية الوعي المقدسية"، إلى أن إسرائيل تقيد حرية السفر بمنح حق الزيارة مرة واحدة في السنة لأولئك الذين يذهبون إلى القدس من تركيا، وقالت: "إسرائيل بحاجة إلى وضع معيار لممارساتها في المطار حتى لا تعوق حرية الناس في السفر".

وتشير المنظمات غير الحكومية وشركات السياحة والناشطون الأتراك إلى أن السفارة الإسرائيلية في أنقرة تفرض كثيراً من القيود والصعوبات للحد من عدد التأشيرات التي تمنحها للمواطنين الأتراك الراغبين في زيارة القدس، الأمر الذي يدفع الأتراك إلى عدم التقديم لأنهم يعتقدون أن إسرائيل لن تمنحهم تأشيرات، أو أنه حتى إن فعلوا ذلك فسوف يتسبب ذلك في مشكلات تعسفية في المطار.

ولا يعني منح إسرائيل التأشيرة أن السائح سيدخل القدس، إذ يمكن أن يُمنع دخوله في مطار بن غوريون ويُضطر مجبراً إلى العودة. وفي حال السماح لأفراد القافلة بالدخول عبر المطار، فإنهم يخضعون لتفتيش دقيق ومطول بالأشعة السينية.

وفي إشارة إلى أن أكثر من 43 ألف شخص ذهبوا إلى القدس من تركيا عام 2018، ولكن 500 ألف إسرائيلي قدموا إلى تركيا بحرية، قال أقتشاي: "لا نريد الظلم؛ يجب تطبيق مبادئ المعاملة بالمثل".

TRT عربي