وزير الدفاع التركي يتابع تطورات عملية المخلب-السيف / صورة: AA (AA)
تابعنا

ردّاً على تفجيرات شارع استقلال بقلب إسطنبول في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تشن القوات التركية عملية عسكرية في شمالي سوريا والعراق تحت اسم "المخلب-السيف"، بهدف اجتثاث إرهاب تنظيم YPG/PKK من مصدره.

ونجح الجيش التركي منذ بدء العملية في تحييد 254 إرهابياً وتدمير 471 هدفاً كانوا يتحصنون فيه، وفقاً لما صرَّح به وزير الدفاع التركي خلوصي أقار. وتستند العملية إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينصّ على الحقّ المشروع في الدفاع عن النفس.

وبموجب هذه الأحداث، تمتلك تركيا الشرعية الأخلاقية والواجب الوطني في الدفاع عن أرضها وحماية شعبها. وهي الحقيقة التي لطالما لم ينتبه لها حلفاؤها الغربيون، بل وسعوا إلى التضييق على أنقرة واستنكار عملياتها العسكرية. وهنا أتى دور الدبلوماسية التركية التي نجحت في جعلهم يرون الأمور بشكل واقعي ودفعتهم إلى تغيير موقفهم إزاءها.

الحلفاء يغيّرون موقفهم

تتوالى ردود الفعل الداعمة لتركيا في حربها ضد الإرهاب منذ إعلانها شنّ العملية العسكرية "المخلب-السيف" ردّاً على انفجار إسطنبول في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تنفيذاً للتعهدات السابقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمعاقبة الجناة في عقر دارهم.

وأعلن حلف الناتو الذي تُعَدّ تركيا ثاني قوة عسكرية فيه، دعمه لحق تركيا في الدفاع عن نفسها. أتى ذلك على لسان أمينه العامّ ينس ستولتنبرغ في حوار مع قناة "SVT" السويدية، قائلاً إن مخاوف أنقرة المتعلقة بالإرهاب ترجع إلى تَعرُّضها لهجمات إرهابية أكثر من أي دولة أخرى في الحلف، وحثّ كلّاً من فنلندا والسويد على التعاون مع أنقرة في مكافحة الإرهاب.

السويد انضمت هي الأخرى إلى الكوكبة الداعمة لتركيا، إذ صرّح وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم في حديثه لصحيفة "إكسبريسن" السويدية، بأن "تركيا لها الحقّ في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب". وأضاف بيلستورم بخصوص العملية العسكرية، أن شمال سوريا منطقة "يستخدمها إرهابيون كقواعد لعملياتهم، وتركيا دولة تتعرض لهجمات إرهابية، والدول التي تتعرض لمثل هذه الهجمات تملك حق الدفاع عن نفسها".

وغيرت ألمانيا موقفها أيضاً بشأن حرب تركيا على الإرهاب، وهو ما أعربت عنه وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، في مؤتمر صحفي بُعيد لقائها نظيرها التركي سليمان صويلو، بقولها: "نتضامن تماماً مع تركيا وندعمها في مكافحتها الإرهاب".

كذلك لحقت الولايات المتحدة، التي طالما انتُقدَت صِلاتها بتنظيم PKK/YPG الإرهابي في الشمال السوري، بمجموعة الدول المعترفة بحقّ تركيا في الدفاع عن نفسها، حسبما عبّر منسّق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الذي صرَّح بأن "تركيا لا تزال تعاني تهديداً إرهابياً، بخاصة في جنوبها. لديهم بالتأكيد كل الحقّ في الدفاع عن أنفسهم ومواطنيهم".

وضمن ردود الفعل الدولية الإيجابية بشأن عملية "المخلب-السيف"، قال الناطق باسم الكرملين الروسي ديميتري بيسكوف إن العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا حقّ مشروع لها، وإن موسكو تحترم وتتفهم مخاوف أنقرة الأمنية.

نجاح دبلوماسي تركي

تغيير موقف عدد من الدول الغربية تَطلَّب من الدبلوماسية التركية نشاطاً استثنائياً، نقطة بدايته هي التذكير الدائم بهذه القضية في الخطاب تجاه تلك الدول، وجعلها حجر الأساس في العلاقات معها.

وهو ما يظهر في عدد من خطابات الرئيس طيب رجب أردوغان، الذي ما فتئ يطالب حلفاءه الغربيين بوقف دعم الجماعات الإرهابية.

من ناحية أخرى تستعمل تركيا كل وسائل الضغط لإسماع صوت قضيتها العادلة، وحقها في ضمان الأمان لشعبها وأراضيها، وهي المنطلقات التي من أجلها اختارت رفض التصديق على طلب انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، دون مراجعة البلدين موقفهما تجاه نشاط تنظيم YPG/PKK الإرهابي على أراضيهما.

وفي أواخر يونيو/حزيران الماضي، دفعت تركيا كلّاً من السويد وفنلندا إلى الموافقة على مطالبها، وتوقيع مذكرة تفاهم ثلاثية تَعهَّدتا فيها بالتعاون التامّ مع أنقرة في مكافحة التنظيمات الإرهابية، مقابل موافقتها على انضمامهما إلى الناتو. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكّد سابقاً أن مذكرة التفاهم مع فنلندا والسويد انتصار دبلوماسي لبلاده، مشدداً على أن على البلدين "الإيفاء بوعودهما".

في هذا الصدد أكَّد رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون، في 8 نوفمبر الجاري التزام بلاده كل التعهدات التي قطعتها لتركيا في مكافحتها للإرهاب.

TRT عربي