نهض الكثير من جميع أنحاء العالم معارضين لعمليات التهجير الإسرائيلية للفلسطينيين- نيويورك (Tayfun Coskun/AA)
تابعنا

من المصالحة الخليجية وحتى العدوان على غزة والأحداث في السودان، كانت هذه بعض اللحظات التي شكلت الشرق الأوسط هذا العام.

وخلال هذا العام الذي أوشك على الانتهاء، لم تتراجع التوترات بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط، لكن في الوقت ذاته، حدثت بعض الاتجاهات الإيجابية في الخليج مع تحقيق المصالحة الخليجية.

كما ساعدت عودة العلاقات بين قطر ودول الخليج الأخرى على تعزيز الدبلوماسية بين طهران والرياض التي تتصادم مصالحهما عبر بلدان المنطقة من اليمن إلى العراق ولبنان.

وأدت الدبلوماسية المتزايدة أيضاً إلى جهود إيجابية أخرى وقعت بين تركيا ومصر حيث بدأ البلدان عملية تقارب رسمية في مايو/أيار الماضي. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قررت أنقرة وأبو ظبي أيضا تطبيع العلاقات بعد أن ساءت في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 يوليو/تموز عام 2016.

وعلى العكس في الأراضي المحتلة، واصلت إسرائيل تصعيد عدوانها على الفلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة إلى قطاع غزة، بل وشنت حملة جوية وحشية ضد القطاع خلفت مئات الشهداء والمصابين.

المصالحة الخليجية

في الخامس من يناير/كانون الثاني، وقعت السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب مصر، اتفاقية مع قطر في مدينة العلا السعودية بهدف عودة العلاقات مع الدوحة، وأعقب ذلك زيارات متبادلة بين أمير قطر وولي العهد السعودي.

وفي يونيو/حزيران 2017، فرضت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً كاملاً على قطر، بعد اتهام الأخيرة بالعلاقة مع إيران، وكذلك دعمها "تنظيمات إرهابية" وهو ما نفته الدوحة مراراً.

أحداث الشيخ جراح والحرب على غزة

أدت عمليات التهجير القسري من سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسكان الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، وهو حي قديم يقع منذ أكثر من تسعة قرون في القدس المحتلة، إلى اندلاع جولة أخرى من التوترات بالمنطقة.

إذ داهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي، منازل الفلسطينيين بقرار من محكمة إسرائيلية، وهو ما وواجهه السكان وداعميهم مقاومة شرسة، أشعلت موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء فلسطين من القدس إلى الضفة الغربية وأخيراً غزة.

لكن هذه المرة، لم يكن الفلسطينيون وحدهم. فقد نهض الكثير من جميع أنحاء العالم، من الولايات المتحدة إلى دول غرب أوروبا، وخرجوا في مظاهرات معارضة لعمليات التهجير الإسرائيلية في حي الشيخ جراح ودعماً للقضية الفلسطينية.

كما امتدت مواجهة الشيخ جراح إلى غزة، التي تخضع منذ فترة طويلة لحصار بري وبحري وجوي إسرائيلي. وردت المقاومة في القطاع على عدوان الاحتلال الإسرائيلي في القدس بإطلاق مئات الصواريخ على مدن إسرائيلية حتى تل أبيب، وأعقب ذلك قصف إسرائيلي مكثف من البر والجو، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء.

حيث استشهد ما لا يقل عن 256 فلسطينياً، من بينهم 66 طفلاً، بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي ونزح عشرات الآلاف إلى مناطق أخرى. وأصيب أكثر من 1900 فلسطيني. وقتل 13 إسرائيلياً وأصيب 200 إسرائيلي وفقاً لتل أبيب.

وبعد 15 يوماً، أوقفت إسرائيل عدوانها ضد القطاع تحت ضغط دولي هائل.

رحيل نتنياهو

في عام 2021، حدث تطور مهم آخر في السياسة الإسرائيلية، فقد خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة، بنيامين نتنياهو، من المشهد السياسي بعد أربعة انتخابات متتالية غير حاسمة وغير مسبوقة.

ويواجه بنيامين نتنياهو المتشدد، تهماً مختلفة بالفساد، ورغم علمه بلائحة الاتهام المقدمة ضده في أوائل عام 2020، لم يُظهر أبداً أي استعداد لترك منصبه.

بعد الانتخابات الأخيرة في مارس/آذار، تمكن نفتالي بينيت، حليف نتنياهو السابق، من جمع قوى مختلفة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين لتشكيل حكومة ائتلاف في خطوة غير متوقعة، تمكنت من الإطاحة أخيراً بزعيم الليكود.

ورغم رحيله، لا يزال كثيرون يعتقدون أن آرائه المتشددة تستمر في السيطرة على إسرائيل.

أحداث السودان

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطاح الجيش بالحكومة السودانية المؤقتة، التي تشكلت بعد احتجاجات أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.

حيث أطاح القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد عبد الفتاح البرهان، بحكومة عبد الله حمدوك، التي تأسست بعد اتفاق بين القادة العسكريين وقادة الاحتجاجات في أغسطس/آب 2019.

لكن العسكريين واجهوا معارضة شرسة من قبل الشارع، أجبرت البرهان الذي تعرض لضغوط دولية قوية، من التقرب لحمدوك لإعادته للسلطة.

بعد الرفض الأولي قرر حمدوك، الذي يدعمه حلفاء غربيون، قبول عرض البرهان. ورغم أن الاتفاق يدعم مصالح الجيش، فهو يعد أيضاً بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين منذ انقلاب أكتوبر/تشرين الأول.

لكن المواطنين الرافضين لحكم الجيش عارضوا صفقة حمدوك-البرهان، وواصلوا الاحتجاج في الشوارع، ما دفع حمدوك للتلويح بإمكانية تنحيه.

التقارب التركي والإماراتي

رغم الخلافات حول قضايا مختلفة، قررت الدولتان إيجاد أرضية مشتركة لتطبيع العلاقات بينهما الشهر الماضي، خصوصاً بعدما شهدتا تراجعاً في التصعيد بينهما عقب توقيع اتفاق العلا مع قطر والمصالحة الخليجية.

كذلك أطلقت كل من تركيا ومصر، حليفة الإمارات العربية المتحدة، مباحثات استكشافية لتطبيع العلاقات بينهما ما عزز على ما يبدو التقارب بين أنقرة وأبو ظبي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، التقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، وأعلن حينها عن صندوق استثمارات في تركيا بقيمة 10 مليارات دولار، إضافة إلى عقد العديد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون في القطاعات المختلفة كقطاعي الطاقة والصحة.

تأجيل الانتخابات الليبية

جاءت في آخر التطورات الرئيسية في المنطقة قرار اللجنة العليا للانتخابات الليبية تأجيل الانتخابات التي طال انتظارها في البلاد بسبب عدم الاستعداد الكافي لإجرائها.

ورغم قرار اللجنة تأجيل الانتخابات لمدة شهر على الأقل، لم تعلن أي إعلان رسمي لجدولها حتى الآن. وتهدف الانتخابات إلى إنهاء الحرب التي أنهكت البلاد والخلافات المستمرة على قيادتها. لكن التوترات المستمرة حتى الآن توحي بصعوبة المهمة.

وكانت حكومة طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة وقوات خليفة حفتر، قد اتفقتا بعد سنوات من الاقتتال العنيف، في مارس/آذار الماضي، على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف نظرياً على العملية الانتخابية والانتقال السلمي إلى الحكم الديمقراطي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً