تفاصيل الليلة التي سمحت "دينا" لإسرائيل بسرقة برنامج إيران النووي (AP)
تابعنا

عشية آخر أيام يناير/كانون الثاني 2018، كانت المخابرات الإسرائيلية في غاية السعادة بنجاح عملية سرقتها "نصف طن" من وثائق أرشيف البرنامج النووي الإيراني. حيث "وصل إلى تل أبيب رقمياً، فور اقتحام المبنى المعني في طهران، وحتى قبل مغادرة العملاء لمقر العملية، في إيران نفسها" كما وصف ذلك مدير الموساد الأسبق، يوسي كوهين، مزهواً بإنجازه.

في عملية كان المفتاح فيها بتاء المؤنث، جاسوسة اسمها الحركي "دينا"، تمكّنت من اختراق إحدى المنشآت النووية الإيرانية الأكثر سرية. هذه الشخصية تعود مجلة "Le point" الفرنسية إلى قصتها، في ملف بعنوان "أمازونيات الموساد"، تسرد عبره حكايات أدوار قادها نساء داخل نشاط الموساد الاستخباراتي.

الليلة التي سُرق فيها برنامج إيران النووي

يروي تقرير "Le point" أن في الليلة التي نُفّذت فيها عملية السرقة، كانت دينا تتجول برفقة جاسوس موساد آخر اسمه سامي في محيط البناية الواقعة في شورآباد ضاحية العاصمة الإيرانية.

ولم تكن أول مرة توجد فيها دينا بشورآباد، ولا بمقربة من البناء القديم ذي السقف البيضاوي والجدران المصفرة الوسخة الذي يطلقون عليه اسم "المستودع". هي التي تتحدث لغات عديدة، من بينها الفارسية التي اكتسبت فيها طلاقة، لطالما تجوّلت هناك ثم طفقت عائدة لشقتها كي تبعث الصور والتقارير المفصّلة إلى مكتب العمليات في تل أبيب.

كانت مهمتها رصد ومراقبة تلك البناية السرية التي كانت إحدى سلسلة منشآت لتطوير السلاح النووي الإيراني. أنهت عملها عند الساعة العاشرة والنصف من ليلة 31 يناير/كانون الثاني، وغادرت هي وزميلها محيط المبنى المستهدف، فاسحين المجال لعملاء آخرين تسللوا إليه وصوروا على طول ستّ ساعات نحو 50 ألف صفحة من الأرشيف، بالإضافة إلى 183 قرصاً مضغوطاً تحتوي على 550 ألف ملف إلكتروني آخر.

سنة 2019 كانت دينا من بين الذين كرّمهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بنيامين نتنياهو، بـ"جائزة رئيس الموساد للبطولة والشجاعة"، وذلك "تقديراً للاختراقات غير المسبوقة التي حققوها في عدة عمليات رئيسية أسفرت عن الحصول على معلومات استخباراتية استراتيجية، وعملية استخباراتية تميّزت بتأثيرها وعمليات متميزة متعددة جرت خارج حدود دولة إسرائيل" بحسب ما جاء في بيان رئاسة الحكومة الإسرائيلية وقتها.

أمازونيات الموساد

يقتبس ملف مجلة "Le point" الفرنسية عنوانه والقصص التي يسردها من كتاب "أمازونيات الموساد". حيث يتطرق صاحباه الكاتبان الإسرائيليان مايكل بارزوهار ونسيم مشعل إلى الدور الذي لعبه نساء الموساد في إنجاح العمليات النوعية التي نفّذها ضد أهدافه.

وإضافة إلى دينا ودورها في سرقة أرشيف البرنامج النووي الإيراني، يسرد قصة إيزابيلا بيدرو التي زعم الكاتبان أنها "حصلت على خطة بناء السدّ العالي في مصر قبل بنائه في الستينات". وشيري بن توف التي قيل إنها "ساهمت في اختطاف موردخاي فعنونو، فاضح أسرار مفاعل ديمونة النووي للصحافة البريطانية عام 1986".

هذا وتعددت مهام النسوة داخل الموساد، وتراوحت ما بين اختراق حكومات للحصول على معلومات حساسة، مراقبة الأهداف وتجميع البيانات، بل وحتى تنفيذ عمليات اغتيالات.

هذا وذكر تقرير سابق للقناة الثانية الإسرائيلية بعنوان: "لمحة عن عالم نساء المخابرات الإسرائيلية"، أن واحدة من ضمن النساء الاتي كرّمهن نتنياهو بـ"جائزة رئيس الموساد للبطولة والشجاعة" كانت "تُعتبر بمثابة عنصر أساسي ومهم في علاقة الموساد بدول الخليج، وهو ما أفضى في النهاية إلى توقيع اتفاقيات تطبيع".

TRT عربي