الرئيس الصيني شي جين بينغ وهو يرتدي الزي العسكري (Others)
تابعنا

بعد أسابيع قليلة من التمديد له لولاية ثالثة زعيماً للحزب الشيوعي الحاكم ظهرت صورة للرئيس الصيني شي جين بينغ وهو يرتدي الزي العسكري خلال زيارة لمركز قيادة، بشكل بارز على الصفحة الأولى من صحيفة بيبولز ديلي يوم الأربعاء. وفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.

وقالت الصحيفة مستهلة تقريرها بمقولة للرئيس بينغ جاء فيها إن الصين في وضع أمني "غير مستقر وغير مؤكد" وسط التوترات بشأن تايوان، ودعّمتها أيضاً بإفادة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني أن شي جين بينغ طلب من جيش التحرير الشعبي "تركيز كل طاقته على القتال" استعداداً للحرب.

فـ"زمن اللا يقين" الذي تعيشه الصين حالياً، وفقاً للتصريحات المنسوبة إلى شي، أدخل البلاد في سباق تسلح عسكري ملحوظ على نطاق واسع في محيط تايوان وصولاً إلى جزر سليمان في أقصى جنوب شرق المحيط الهادئ، ما استدعى دخول دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا مضمار هذا السباق، وهو الأمر الذي دفع بدوره الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في أقصى الشرق في محاولة للحفاظ على مصالحها وطمأنة حلفائها في الأزمتين التايوانية والكورية اللتين قد تشتعل إحداهما أو كلاهما في أي وقت الآن.

"عواصف خطيرة"

قال الرئيس الصيني إن على الجيش "تعزيز التدريب العسكري بشكل شامل استعداداً للحرب"، بعد أن حذر في مؤتمر للحزب مؤخراً من "عواصف خطيرة" تلوح في الأفق. ونُقل عنه قوله إنه يتعين على الجيش أيضاً "الدفاع بحزم عن السيادة الوطنية والأمن القومي"، لأن الصين كانت في وضع أمني "غير مستقر وغير مؤكد".

وبينما أمر شي الجيش بالتركيز على الاستعداد للحرب عام 2013 بعد فترة وجيزة من توليه السلطة، ومرة ​​أخرى عام 2017، يقول محللون سياسيون إنه صعَّد من لهجته هذه المرة بشكل ملحوظ.

فحسب ويلي لام الزميل البارز في مؤسسة جيمس تاون ومقرها واشنطن "إنه يبعث برسالة إلى الولايات المتحدة وتايوان". وقال إنه على الرغم من أن القوة العسكرية للصين لم تكن على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، فإن صنع القرار مع بينغ لم يكن دائماً قائماً على الحسابات المنطقية. حسبما نقلت الغارديان.

وفي خطابه أمام مؤتمر الحزب العشرين الذي اختتم أعماله في بكين الشهر الماضي شن الرئيس الصيني هجوماً مبطناً على دعم الولايات المتحدة الواضح بشكل متزايد لتايبيه، وألقى باللوم على "التدخل الأجنبي" في تفاقم التوترات. خصوصاً أن شي يرى مسألة الاستيلاء على تايوان وضمها إلى البر الرئيسي جزءاً مهماً من الإرث الذي يريد تخليده، لا سيما أنه قال بخطابه الافتتاحي في المؤتمر: "لن نعد أبداً بالتخلي عن استخدام القوة".

هل بات غزو تايوان مجرد وقت؟

في أعقاب إعلان الصين وجزر سليمان توقيعهم اتفاقية أمنية في أبريل/نيسان الماضي، ورغم تأكيد كلاهما أنه لن يجري بناء قواعد عسكرية في الجزر، فإن حدة التوترات بين بكين وواشنطن تصاعدت إلى مستويات غير مسبوقة. ففيما يرى حلفاء واشنطن أن هذه الخطوة تمثل تهديداً مباشراً لمصالحهم وأمنهم الاستراتيجي، رأى خبراء أن الصين بدأت تستعد رسمياً لاجتياح تايوان من عدة جبهات.

وعلى الرغم من تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن مراراً وتكراراً بأن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا تعرضت للهجوم، فإن شي استخدم في الأشهر الأخيرة نغمات شديدة العدوانية لحث كوادره على "الجرأة على النضال" وتعزيز "روحهم القتالية" للدفاع عن المصالح الوطنية في بيئة سياسية معادية.

وكانت معظم التوقعات تشير إلى أن عام 2027، وهو المعلم الرئيسي التالي على خريطة طريق التحديث العسكري الصيني والذكرى المئوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي، قد يكون الموعد الذي تبدأ فيه الصين غزو تايوان، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن بكين تريد الاستيلاء على تايوان ضمن "جدول زمني أسرع بكثير" من السابق، محذراً من أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يتبع نهجاً أكثر عدوانية.

العواصف الصينية تصل إلى طوكيو

لقرون تنافست اليابان والصين على الهيمنة في شرق آسيا، وصلت في بعض الأحيان إلى تهديد بقاء. وفي العقود التي تلت هزيمة اليابان بالحرب العالمية الثانية طالما شعرت طوكيو بالقلق من انتهاك بكين للمعايير الدولية والضغط على تايوان، فضلاً عن التحديث العسكري الصيني السريع الذي اعتبرته دوماً تهديداً أمنياً خطيراً. هذه الأمور دفعت اليابان إلى تحديد الصين باعتبارها خصمها الرئيسي في الكتاب الأبيض للدفاع لعام 2019.

فبعد أكثر من 7 عقود من تبنيها سياسةً سلميةً حملت رياح الحرب الأوكرانية والتهديدات الصينية الأخيرة حمى التسلح إلى اليابان من جديد، وباتت معها طوكيو تتطلع إلى تعزيز قدراتها العسكرية وزيادة إنفاقها الدفاعي في غضون السنوات الـ5 التالية.

من جهتها ترى طوكيو في سقوط تايوان تهديداً خطيراً لها، خصوصاً أنه قد تصبح الجزر الواقعة في أقصى الطرف الجنوبي الغربي من الأرخبيل الياباني غير قابلة للدفاع، كما يمكن للصين تقييد طرق التجارة الحيوية لليابان وزيادة الضغط حول جزر سينكاكو المتنازع عليها، وهي الأمور التي دفعت الحكومة اليابانية إلى التصريح -بأكبر قدر ممكن من القوة، بالنظر إلى نفور اليابان بعد عام 1945 من استخدام القوة- بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في أثناء إخضاع تايوان، خصوصاً أن نحو 90% من الجمهور الياباني يرون أن البلاد يجب أن تستعد لغزو صيني لتايوان، وفقاً لـبلومبيرغ.

TRT عربي