تابعنا
وجوه مستقلّة وأخرى حزبية تشارك في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها بتونس، أودعت ملفّاتها لدى الهيئة العليا للانتخابات، قبل أن تغلق هذه الأخيرة أبوابها اليوم الجمعة.

أغلقت هيئة الانتخابات في تونس اليوم الجمعة أبوابها أمام الحالمين بمنصب رئاسة الجمهورية، بعد نحو أسبوع كامل من تلقِّي ملفات المترشحين للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، والتي شهدت مشاركة واسعا لجميع أطياف الشعب التونسي بين وجوه مستقلة وأخرى حزبية.

وبلغ العدد الإجمالي للمترشحين حتى صباح الجمعة 68 مترشحاً، بحسب ما أكده نائب رئيس هيئة الانتخابات لـTRT عربي فاروق بوعسكر.

وأودع رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم الجمعة، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فيما يواصل مهامه على رأس الحكومة.

وسيتنافس الشاهد - 43 عاماً - باعتباره مرشحاً عن حزبه "تحيا تونس" مع عديد الأسماء ذات الثقل الحزبي والشعبي على غرار مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو، ووزير الدفاع المستقيل حديثاً من الحكومة عبد الكريم الزبيدي، ورجل الأعمال نبيل القروي، والرئيس السابق المنصف المرزوقي.

مورو مرشح النهضة

أعلن مجلس شورى حركة النهضة عن ترشيح رئيس البرلمان بالنيابة عبد الفتاح مورو -71 عاماً- لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، في خطوة خالفت توقعات كثيرين، في ظل تباين المواقف بين المكتب التنفيذي للحركة الذي يساند فكرة المرشح التوافقي من خارجها، ومجلس شوراها الذي كانت له الكلمة الفصل.

ويقول القيادي في النهضة محمد بن سالم في حديثه لـTRT عربي، إنه "آن الأوان أن يكون للنهضة باعتبارها أكبر حزب في البلاد مرشَّح خاص بها على خلاف انتخابات 2014 حين ارتأت عدم ترشيح أي من قياداتها وتركت لقواعدها حرية التصويت.

ولم يُخفِ بن سالم صعوبة القرار الذي اتخذه مجلس شورى الحركة بعد أسابيع من المشاورات المضنية بين قيادات الحركة ورئيسها، مُعرِباً عن أمله أن تُجرَى الانتخابات في مناخ ديمقراطي نزيه بعيداً عن سياسات الشيطنة وتشويه الخصوم وأن تُحترم فيها أدنى معايير الأخلاق السياسية.

وزير الدفاع الزبيدي من أبرز المرشحين

وقدّم وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي بدوره أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية كمرشَّح مستقل بعد أن أعلن عن استقالته من منصبه، ولم يكُن اسم الرجل مطروحاً خلال الأشهر الفارطة إلى حين وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، إذ كان ملازماً له في أيامه الأخيرة.

وصعد نجم الزبيدي بعد نجاح تنظيم الجنازة العسكرية للرئيس الراحل، إذ تعالت أصوات وجوه سياسية وحزبية بينها "نداء تونس" تدعم علناً ترشُّحه للانتخابات الرئاسية وتراه الشخصية الأكثر كفاءة لخلافة الرئيس الراحل.

وسيكون الزبيدي الذي سيواصل مهامَّه على رأس وزارة الدفاع رغم استقالته، وجهاً لوجه في منافسة مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي ظن كثيرون أنه "العصفور النادر" الذي سترشحه "النهضة"، فيما كشفت مصادر خاصة من داخل النهضة أن الأخير اشترط أن تدعمه الحركة سرّاً في الدور الأول ثم تعلن عن ذلك إذا نجح في الوصول إلى الدور الثاني، وهو ما رفضته قيادات الحركة.

ويقول نائب رئيس الهيئة السياسية لحزب تحيا تونس مصطفى بن أحمد لـTRT عربي، إن إعلان الشاهد ترشحه يندرج ضمن استراتيجية حزبية تهدف إلى تشبيب الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، "من خلال تقديم مرشح شابّ له من الكفاءة والحصيلة السياسية والاقتصادية الناجحة خلال مسيرته رئيساً للحكومة ما يؤهِّله ليكون رئيساً للبلاد وخليفة للباجي قائد السبسي".

ولم يُخفِ بن أحمد صعوبة المنافسة الانتخابية، بالنظر إلى الأسماء المترشحة وثقلها الشعبي والحزبي، معرباً عن أمله في أن تدور ثاني انتخابات بعد الثورة في كنف احترام معايير المنافسة الشريفة بعيداً عن منطق التشويه وهتك أعراض الخصوم.

المرزوقي مرشح "الثورة"

بدوره طرح الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي - 74 عاماً - ملفّ ترشحه لهيئة الانتخابات، وهو الذي سبق وحاز المرتبة الثانية في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية بعد الثورة في 2014، حين حسمت أصوات الناخبين لصالح الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.

ويقدّم المرزوقي نفسه حقوقياً ورجلاً مدافعاً عن قيم الثورة التونسية ومبادئها ومعادياً شرساً للثورة المضادة في الداخل التونسي والخارج.

نبيل القروي

ويُتداول اسم رجل الأعمال وصاحب قناة "نسمة" التونسية الخاصة نبيل القروي مرشحاً مستقلّاً بقوة في المشهد الانتخابي، في ظلّ استطلاعات للرأي بوَّأته المرتبة الأولى لنيات التصويت، رغم الجدل الذي يدور حول حياة الرجل المهنية والذي تتعلق به تهم بالفساد المالي والتهرب الضريبي فضلاً عن صدور قرار قضائي بمنعه من السفر.

وفشلت سابقاً محاولات رئيس الحكومة يوسف الشاهد إقصاء نبيل القروي على أثر مبادرة تشريعية لتنقيح القانون الانتخابي تَوَجَّه بها إلى البرلمان وصُدّق عليها، لكن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي رفض ختم المشروع ليظلّ معلَّقاً.

ويُتهم القروي بـ"التحيل السياسي" من خلال استغلال قناته التليفزيونية لعرض نشاط جمعية خيرية أسَّسها بعد وفاة نجله، ليكسب بها تعاطف آلاف الفقراء في تونس ويصعد في سلم نيات التصويت بشكل صاروخي.

رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة - 57 عاماً - الحامل للجنسيتين التونسية والفرنسية، اسم يُطرح بدوره بقوة في سباق المنافسة نحو قصر الرئاسة بقرطاج، وهو المرشح عن حزب "البديل" التونسي، الذي استطاع أن يُحرِز مفاجأة في الانتخابات المحلية بجهة باردو بالعاصمة، بعد أن حل في المرتبة الثانية ونجح في افتكاك رئاسة البلدية من مرشحة حركة النهضة.

مشاركات "فلكلورية"

العرس الانتخابي، كما يحلو لكثيرين في تونس تسميته، لم يخلُ بدوره من مشاركات وُصفت بـ"الفلكلورية" لمواطنين تونسيين أودعوا ملفات ترشحهم هيئة الانتخابات، بعد أن منحهم الدستور حق المشاركة، ليجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع منافسين من الطراز الثقيل.

ويُنتظر أن تبتّ هيئة الانتخابات في ملفات جميع المترشحين ومدى استيفائهم الشروط القانونية للتقدم لهذا الاستحقاق الانتخابي، في أجل أقصاه 14 أغسطس/آب القادم، لتنطلق بعدها الحملة الانتخابية الرئاسية للمرشَّحين في داخل البلاد، انطلاقاً من 2 سبتمبر/أيلول 2019.

أودع رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم الجمعة، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (الصفحة الرسمية لحزب تحيا تونس)
يُتداول اسم رجل الأعمال وصاحب قناة "نسمة" التونسية الخاصة نبيل القروي مرشحاً مستقلّاً بقوة في المشهد الانتخابي (الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس)
TRT عربي