تابعنا
يتواصل تصاعد التوترات في الخليج مع تقارير تشير إلى أنَّ ناقلتي نفط تعرضتا لـ"هجوم" أسفر عن وقوع انفجار.

يأتي تصاعد التوترات في الخليج في أعقاب هجوم على أربع سفن في الخليج الشهر الماضي قبالة السواحل الإماراتية. على الرغم من عدم التوصل إلى منفذي الهجوم، لم يوقف ذلك الإدارة الأمريكية والإمارات عن زعم ضلوع إيران في الهجوم. ولم تقدم الولايات المتحدة ولا الإمارات أدلَّة يمكن التحقق منها باستقلالية.

وتنكر إيران من جهتها الاتهامات وتَعتبر الهجمات عمليات تحت راية مزيفة تستهدف تقديم التبرير الضروري للتدخل أو العزلة الدولية.

وليست الهجمات والتوترات الحالية في الخليج بالأمر الطارئ على الإطلاق، إذ تعرض السطور التالية بعضاً من الهجمات السابقة المشهودة في إحدى أكثر البقاع استراتيجيةً في العالم.

حرب الناقلات البحرية

كانت الحرب العراقية-الإيرانية إحدى أطول الحروب في القرن العشرين، إذ نتج عنها أكثر من مليون وفاة وآلاف الخسائر.

سلَّح كل طرف من طرفي القتال الممرات البحرية في محاولة لتدمير بعضهما اقتصادات بعض، ولا سيما الإضرار بالصناعات النفطية، عبر حرب استنزاف اقتصادي.

نفّذ كل من العراق وإيران هجمات على السفن الدولية التي كان من المنتظر لها أن ترسو في مواني كل منهما، من أجل وقف الصادرات النفطية التي مولت جهود الحرب على كلا الجانبين.

وقفت إيران في بدايات الحرب وصول السفن الدولية إلى العراق، ومع مساعدة السعودية للعراق في نقل نفطه إلى الخارج، وسَّعت إيران نطاق عملياتها في الخليج ليضمّ دولاً أخرى.

وفي السنوات الثلاث الأولى من الحرب، كان العراق الطرف المعادي الرئيسي في الحرب، غير أنه بعد عام 1984 بدأت إيران في الانتقام. ومع نهاية الحرب بلغت حصيلة السفن المتجهة إلى إيران التي هاجمها 283 سفينة، وعلى الجانب الآخر هاجمت إيران 168 سفينة.

هوجمت سفن تحمل أعلام أكثر من 38 دولة، مما أضاف بُعداً دولياً للصراع وهدّد بجذب أطراف دولية أخرى.

عملية فرس النبي

لغّمَت إيران الخليج خلال الحرب العراقية-الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، ولا سيما ضد الشحنات العراقية. وعندما دُمّرت سفينة حربية أمريكية بعد اصطدامها بلغم بحري في عام 1988، انتقمت الولايات المتحدة بلا هوادة.

بعد أربعة أيام من الهجوم، دمرت الولايات المتحدة البحرية الإيرانية تدميراً بالغاً وقلَّصَت قدراتها العملياتية إلى درجة اقتربت من الصفر.

تنبع أهمية العملية من أنها أضعفت البحرية الإيرانية لسنوات عديدة، وهي انتكاسة لم تتعافَ منها إلا ببطء شديد.

الرحلة رقم 655 للخطوط الجوية الإيرانية

بعد مدة وجيزة من عملية فرس النبي، وقع واحد من أكثر فصول الحرب العراقية-الإيرانية إثارة للجدل، ففي 3 يوليو/تموز 1988، قُتل 290 مدنياً عندما استهدفت البحرية الأمريكية طائرة إيرانية اعتقدت أنَّها طائرة F14 إيرانية.

زعم الأمريكيون أنَّهم أسقطوا الطائرة بالخطأ، حتى مع إرسال الطائرة إشارة مدنية ومرورها عبر مسار مدني في المجال الجوي الإيراني.

ردّ نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش على إسقاط الطائرة المدنية بالقول: "لن أعتذر على الإطلاق نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية. لا أهتم بماهية الحقائق".

مناوشات أخرى

حاولت الولايات المتحدة، منذ وقوع الثورة الإيرانية عام 1979، إما احتواء الحكومة الإيرانية أو إطاحتها.

ونتج دائماً عن الوجود الأمريكي في الخليج تصاعد التوترات بين الجانبين، نظراً إلى أنَّ كلاهما يسعى للتأكيد على حضوره.

على سبيل المثال، اعترضت طائرات إيرانية في عام 2014 مدمرة بحرية أمريكية وحذرتها بأنَّ عليها مغادرة ممرات مضيق هرمز، عندما كانت المدمِّرة تنفِّذ تدريبات عسكرية.

وحدثت مناوشة مماثلة في 2015، عندما اقتربت مروحية أمريكية من طائرة مراقبة إيرانية في نطاق في 50 متراً.

عندما دُمّرت سفينة حربية أمريكية بعد اصطدامها بلغم بحري في عام 1988، انتقمت الولايات المتحدة بلا هوادة  (Getty Images)
كانت الحرب العراقية - الإيرانية إحدى أطول الحروب في القرن العشرين، إذ نتج عنها أكثر من مليون وفاة وآلاف الخسائر  (Getty Images)
TRT عربي