يساري تفضله الجاليات المغاربية.. مَن المرشح الفرنسي جان لوك ميلونشون؟ (Sarah Meyssonnier/Reuters)
تابعنا

يحتل جان لوك ميلونشون، المرشح الرئاسي لأقصى اليسار وزعيم حركة "فرنسا الأبية"، المركز الثالث حسب آخر سبر لآراء المصوتين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع إجراؤها يوم الأحد، 10 أبريل/نيسان الماضي. وبالتالي أصبحت الفرصة سانحة له لحصد مقعد في دورها القادم.

ويمكن لميلونشون أن يحقق المفاجأة بعد النسق المتصاعد الذي عرفته شعبيته، وزيادة التعبئة الشعبية لكبح صعود اليمين المتطرف. وفي هذا السياق يعد المرشح اليساري أكبر مدافع عن حقوق وحريات الأقلية المسلمة للبلاد في وجه الهجمات العنصرية الشرسة التي تتعرض لها، ويحظى بدعم كبير من قبل الجاليات المغاربية بفرنسا.

مفاجأة ميلونشون؟

هي المرة الثالثة التي يخوض فيها ميلونشون السباق الانتخابي الرئاسي في فرنسا، بعد محاولتين سابقتين خرج فيهما من الدور الأول. فيما يعول على السياق التصاعدي الذي تعرفه شعبيته منذ بداية مارس/آذار الماضي، حيث انتقل وفق استطلاعات الرأي من المركز الرابع إلى الثالث بنسبة 15.5% من التأييد، أي بالتقدم بخمس نقاط خلال أقل من شهر.

وتكمن مهمة ميلونشون الانتخابية المرحلية في تدارك الفارق الذي يفصله عن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي تأتي في المركز الثاني، حسب استطلاعات، خلف إيمانويل ماكرون المتصدر. حيث يُمنّي النفس الطرفان ماكرون ولوبان بمواجهة في الدور الثاني، يلعب فيها الرئيس الحالي مجدداً ورقة السد أمام صعود اليمين المتطرف.

وبدأ النسق التصاعدي في شعبية ميلونشون بعد إقامته مجموعة من اللقاءات الجماهيرية، أبرزها الذي كان بأحد الأحياء العمالية بمدينة ليون والذي كان بساحة الجمهورية بقلب العاصمة. فيما نجاح ميلونشون في هدفه رهين باجتماع الناخبين اليساريين على إعطائه أصواتهم، ذلك بعد فقدان الحزب الاشتراكي، الممثل التقليدي لتيار يسار الوسط، البوصلة، ومعاناة حزب الخضر في حشد قاعدة دعم واسعة. هذا وترسم استطلاعات الرأي هوة شاسعة بين ميلونشون ونظرائه من مرشحي اليسار بأطيافه.

وأعلنت المرشحة اليسارية ووزيرة العدل الفرنسية السابقة، كريستيان توبيرا، دعمها للتصويت لصالح ميلونشون، ودعت كل الأطياف اليسارية إلى ذلك لكونه "تصويتاً نافعاً" حسب وصفها.

يدافع عن المسلمين ويفضله المغاربيون

مثّل جان لوك ميلونشون أحد الأصوات المعارضة القوية ضد سياسات ماكرون التي تستهدف المسلمين، وكان حاضراً في أكثر من مرة خلال المظاهرات المناهضة للإسلاموفوبيا والعنصرية. كما يعتبر التصويت عليه خياراً قوياً لكبح هذه الهجمات الشرسة التي يتعرض لها المسلمون ووقف صعود اليمين المتطرف.

وفي برنامجه الانتخابي، يتعهد ميلونشون بإلغاء أي تعديلات طرأت على قانون اللائكية الفرنسي لسنة 1905، كما يتعهد بإلغاء قانون "الانعزالية الإسلامية" الذي سنته حكومة ماكرون ويتضمن اضطهاداً مباشراً ضد المسلمين وشكلاً مقنناً من الإسلاموفوبيا.

ويحظى ميلونشون بتأييد كبير من قبل الجالية المغاربية بفرنسا، حيث أبرز استطلاع رأي أن 38% منهم ينوون منحه أصواتهم، مقابل 25% بالنسبة للرئيس المنتهية ولايته.

ويتضمن برنامج مرشح أقصى اليسار مخططاً خاصاً بالأحياء الشعبية والضواحي التي تقطنها شريحة كبيرة من الجاليات المغاربية والإفريقية. وتعهد ميلونشون بمحاربة العنف البوليسي الذي يستهدف تلك الأحياء، كما العنف الاقتصادي والتمييز في الخدمات الاجتماعية، وإصلاح البنية التحتية من أجل تحقيق "جمهورية المساواة".

TRT عربي