من وقفة احتجاجية للكشف عن مصير جمال خاشقجي (AFP)
تابعنا

ستون عاماً قضاها الصحفي السعودي جمال خاشقجي بين مولده عام 1958 في المدينة المنورة ومقتله عام 2018 داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. وثمانية عشر يوماً فصلت بين لغز اختفاء خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول وإقرار السعودية في 20 أكتوبر/ تشرين الأول بمقتله بعد "شجار" داخل القنصلية. 

اشتهر جمال خاشقجي بعمله الصحفي ومسيرة مهنية حافلة في مؤسسات تنشر باللغتين العربية والإنكليزية. وإن كانت بدايته في الثمانينيات إلا أن اسمه لمع في التسعينيات في تغطية أحداث أفغانستان والشرق الأوسط والجزائر والكويت.

في نهاية التسعينيات، تولى جمال منصب نائب رئيس تحرير "عرب نيوز" عام 1999، وفي 2003 أصبح رئيساً لتحرير صحيفة "الوطن" حيث استمر في رئاسة تحريرها 53 يوماً وأُقيل دون إبداء الأسباب.

عمل خاشقجي بعدها مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل، سفير السعودية في العاصمة البريطانية لندن، قبل أن يعاد تعيينه في رئاسة تحرير صحيفة "الوطن" في 2007، حتى إقالته في العام 2010.

كان خاشقجي قريباً من الأمراء والقصور الملكية حيث عمل مع الأمير الوليد بن طلال في تأسيس قناة "العرب" الإخبارية وهي القناة التي بثت من العاصمة البحرينية المنامة ليوم واحد.

انتقال جمال إلى الولايات المتحدة والكتابة في واشنطن بوست لم يكن بإرادته المحضة. هذا الانتقال جاء بعد تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد وبدء مشوار جديد من التضييقات على الحريات وموجة جديدة من الاعتقالات داخل السعودية. قبل ذلك، كانت صحيفة الحياة أعلنت توقفها عن التعاون مع جمال في كتابة مقالات الرأي، وفق ما أعلن جمال، الذي قال أيضاً إن مسؤولين سعوديين طلبوا منه التوقف عن التغريد على تويتر. 

التأقلم مع هذه "التغييرات" و"الإيقافات" يحتاج إلى صبر وحكمة، ولعل دعوة جمال لمتابعيه على تويتر، لقراءة تأملية للآية القرآنية من سورة لقمان "واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور"، يظهر هذا الجانب من شخصية خاشقجي.

اضطر خاشقجي لاختيار الغربة، لكن حبه لوطنه لم يكن مشروطا ًبتواجده على رقعته الجغرافية، وهو ما تعبر عنه إحدى تغريداته على موقع تويتر لمناسبة اليوم الوطني السعودي.

قضى جمال أيام غربته في كتابة مقالات الرأي والتفاعل على تويتر والمشاركة في المؤتمرات والندوات التلفزيونية وإجراء المقابلات مع وسائل إعلام مختلفة بين مدن ودول عدة. 

لم يدفع خاشقجي ثمناً مهنياً فحسب، بل عائلياً أيضاً، حيث انفصل عن زوجته وتفرق عن أبنائه وأحفاده وسط شائعات أن الطلاق حصل بإجبار زوجته على ذلك وأن خاشقجي أعلم بالطلاق فقط. 

وسط هذا الوضع الاجتماعي والنفسي، تظهر "خديجة جنكيز "الشابة التركية، خطيبة خاشقجي، التي بلغت عن خبر اختفائه بعد دخوله القنصلية في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول. وخديجة باحثة ومتخصصة في الشؤون العُمانية.
خديجة التي رفضت تصديق وفاة جمال خاشقجي، وعبرت عن أملها بكشف حيثيات اختفائه، أقرت ليلة السبت بمقتله عقب البيان السعودي، في تغريدة تهز المشاعر على صفحتها على تويتر.

وليس أسوأ من أن يضطر الإنسان إلى أن يترك وطنه وأهله إلا أن تكون واحدة من آخر صوره، في المكان الذي يُبحث فيه حالياً عن جثته "غابات بلغراد" في مدينة إسطنبول.

من حساب خاشقجي على أنستغرام (Others)
من حساب خاشقجي على أنستغرام (Others)
من حساب خاشقجي على أنستغرام (Others)
جمال خاشقجي وخديجة جنكيز (Others)
<br> (Reuters)
TRT عربي
الأكثر تداولاً