صورة أرشيفية (AFP)
تابعنا

سجل قطاع غزة، يوم الخميس، 6 وفيات بسبب فيروس H1N1، المعروف باسم "إنفلونزا الخنازير"، في حين يتلقى العلاج 6 أشخاص آخرون.

وليست هذه المرة الأولى التي تسجل فيها حالات الإصابة بهذا الفيروس في غزة، إذ سبق وأصيب به عدد من الفلسطينيين خلال السنوات الماضية، لكن مع استمرار الحصار الإسرائيلي للقطاع تستفحل خطورة الإصابة به أمام عدم توفر العلاج.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد اعتبرت أن انتشار الإصابة بفيروس H1N1 عام 2009 بمثابة كارثة، بعد أن تسبب في حدوث وفيات في العديد من دول العالم، وأعلنت عن انتهائها في شهر أغسطس/ آب من عام 2010، لكن الأمر لم يسرِ على قطاع غزة مع تسجيل حالات إصابة جديدة فيه.

إصابات موسمية

وسُجلت أولى الإصابات بإنفلونزا الخنازير في غزة هذه السنة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حسب تصريح مدير دائرة الطب الوقائي في الإدارة العامة للرعاية الأولية مجدي ضهير لـTRT عربي، معتبراً أن "الإصابات بالفيروس موسمية وتصاحب فصل الشتاء".

"الإصابات بالفيروس موسمية وتصاحب فصل الشتاء"

مدير دائرة الطب الوقائي بالادارة العامة للرعاية الأولية، مجدي ضهير

من جهتها قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان لها، إن حالات الإنفلونزا المسجلة "ناجمة عن أنواع مختلفة من الفيروسات المسبِّبة للإنفلونزا الموسمية بين المواطنين في غزة، والتي أدت إلى إصابة بعض الحالات بمرض شديد، فيما توفي البعض بسببها، الأمر الذي تتابعه وترصده الوزارة وتتخذ معه الإجراءات السليمة".

وشرح بيان الوزارة هذه الإجراءات بالقول إنها "إجراءات وقائية معتادة وتتمثل في تلقي اللقاح الواقي خاصة لكبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة وضعف المناعة، مع العمل على رفع مستوى النظافة والعناية الشخصية".

ولفت مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إلى أن مخازن وزارة الصحة تخلو من الأدوية ذات الفاعلية الكبيرة في الحد من أعراض الفيروس وتحديداً دواء (تاميفلو) بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

بيان صادر عن وزارة الصحه حول حاﻻت مرض الانفلونزا الموسمية . تفيد وزاره الصحة الفلسطينية انه قد تم تسجيل عدد من...

Posted by ‎وزارة الصحة الفلسطينية /غزة‎ on Thursday, 8 November 2018

غزة على شفا الانفجار

تحذر الأمم المتحدة من تفجر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بسبب القيود الإسرائيلية التي تشمل وصول الأدوية إلى القطاع المحاصَر منذ سنة 2007.

وبالنظر إلى تصريح مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، في أكتوبر الماضي، عن "وجود نقص خطير في الأدوية الأساسية بعد نفاد نحو 40% من مخزون الأدوية"، يكون من البدهي أن لا يتوفر في قطاع غزة أدوية تواجه أمراضاً مثل إنفلونزا الخنازير.

ومصدر القلق الأممي بشأن غزة ليس فقط بسبب نقص الدواء، بل عبّرت دي كارلو عن "القلق البالغ لنفاد الأموال المخصصة لوقود الطوارئ التي تدعم نحو 250 منشأة أساسية في غزة"، داعية إلى توفير 4.5 ملايين دولار لتأمين الخدمات الأساسية حتى نهاية العام 2018.

ويمكن القول إن غزة تعيش على صفيح ساخن اجتماعياً، وهو ما يصفه المبعوث الأممي للشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، بالقول إن "الوضع في القطاع يبقيه مستيقظاً ليلاً"، وهو ما أخطر بشأنه ملادينوف ودي كارلو مجلس الأمن الدولي قائلَيْن، إن "تصعيد أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين يهدد بإغراق غزة في الحرب".

وبالرغم من الحديث أكثر من مرة عن احتمال التوصل إلى اتفاق ينجم عنه تخفيف الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة مقابل التهدئة على الحدود والإفراج عن الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس"، فإن الأمر يبقى رهين وساطات لا تتقدم، وخلاف داخلي فلسطيني.

TRT عربي
الأكثر تداولاً