الشارع المصري يترقب خروج مظاهرات تطالب برحيل السيسي يوم الجمعة  (Reuters)
تابعنا

تشتعل منصات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بحرب على استقطاب الرأي العامّ بين مؤيدين للرئيس المصري ومعارضين له، من خلال وسوم إلكترونية وتعليقات، وذلك عشية تظاهُرات محتمَلة للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتكثفت الوسوم منذ الجمعة الماضية يوم نزلت إلى الشارع في القاهرة ومدن مصرية أخرى تظاهرات محدودة فرّقها الأمن، تطالب السيسي بالرحيل، ومن ضمنها #ارحل_ياسيسي و#انت_انتهيت_ياسيسي، و#سيسي_مش_رئيسي.

في المقابل أطلق مؤيدو النظام حملة إلكترونية مضادة عبر وسم #تحيا_مصر_السيسي، داعين للتظاهر دعماً للسيسي.

وكانت سلسلة من الفيديوهات التي نشرها المقاول المصري محمد علي على فيسبوك مستخدماً وسم #الفيديو_الجديد ومتهماً فيها السيسي وبعض قيادات الجيش بالفساد، هي التي أشعلت فتيل الحراك الأخير.

ويتهم علي السيسي وقيادات الجيش بالفساد وبناء القصور على حساب الشعب المصري، وهو ما اعترف به السيسي الذي قال إنه يبني القصور "من أجل مصر".

خلونا مركزين وبلاش يشتتونا .. نازلين يوم الجمعه نجيب حريتنا ياشعب مصر وننهي عصر الذل والعبودية #ثورة_شعب #الجمعه_الجايه

Posted by ‎أسرار محمد علي - Mohamed Ali Secrets‎ on Wednesday, 25 September 2019

وبدأ عدد كبير من المصريين يتجاوبون مع الدعوة ويتناقلونها على مواقع التواصل الاجتماعي، وجدّد محمد علي الدعوة هذا الأسبوع.

وكتب عالم الفضاء المصري عصام حجي الذي يعمل في وكالة ناسا بالولايات المتحدة، تغريدة على تويتر الأربعاء، قال فيها إن "الدعوة للتظاهر السلمي يوم الجمعة ليست دعوة للدمار والخراب والفوضى كما يصورها الإعلام المضلّل، بل هي دعوة للاستماع إلى آمال وأحلام وطموح ملايين المصريين بحياة كريمة بعيداً عن أي انتماء سياسي".

قمع الإعلام

في المقابل غرّد النائب المصري مصطفى بكري، ملقياً اللوم في الدعوة إلى التظاهر على جماعة الإخوان المسلمين، إذ قال إن "الشعب المصري لن يكون أداة لعودتكم إلى الحكم مرة أخرى، وهو الذي ذاق منكم الأمرّين، الشعب واعٍ بحقيقة أهدافكم وكذب شعاراتكم ولن يفرط في بلاده مرة أخرى".

ويرجَّح أن مواقع التواصل الاجتماعي تخضع بشكل أو بآخر لتحكم أكبر من السلطات المحلية اليوم، وهو ما كان ملحوظاً حينما تعطلت خدمة الماسنجر على موقع فيسبوك عقب تظاهرات الجمعة، إضافة إلى حجب بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية.

ورصدت منظمة سكاي لاين الدولية شكاوى عدة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حول صعوبة الوصول إلى موقع فيسبوك وتطبيقات واتساب وماسنجر، إضافةً إلى ضعف في استخدام شبكة الإنترنت في المنازل، التي تصل من شركات عدة.

وتقول سكاي لاين إن ذلك "أمر غير قانوني بتاتاً في عصر أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي الأداة الأهم في نقل المعلومات والأخبار".

وأشارت إلى أن مصر حجبت عدداً من المواقع أهمها موقع قناة BBC عربي والحرة الأمريكية، إضافة إلى حجب شبكة أريج المختصة بالصحافة الاستقصائية الإلكترونية في العالم العربي.

ولعب موقع فيسبوك دوراً كبيراً في ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، إذ استخدمه المتظاهرون آنذاك كمنصة أساسية لتخطيط الاحتجاجات وتنظيمها.

وأطلقت وسائل الإعلام الموالية للسيسي حملة مضادة لاتهامات الفساد المنتشرة على الإنترنت من خلال تشويه صورة محمد علي، إلى جانب التركيز على إلقاء اللوم على جماعة الإخوان المسلمين التي تطلق عليها السلطات المصرية "التنظيم الإرهابي"، وقد حظرتها بعد إطاحة الجيش تحت قيادة السيسي في 2013، بالرئيس المنتخب ديمقراطيّاً محمد مرسي.

وتركز وسائل الإعلام الموالية أيضاً هجومها على قناة الجزيرة القطرية متهمة إياها بالتحريض على الفوضى في مصر.

وشارك عديد من الفنانين المصريين من مؤيدي السيسي في الحملة على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، عبر نشر فيديوهات يطالبون فيها الشعب بعدم الاستماع إلى أصوات من الخارج تهدف إلى "التخريب والفوضى".

الأمن يتوعَّد

الأمن المصري اعتقل نحو ألفي شخص خلال الأيام الأخيرة بينهم أكاديميون انتقدوا نظام السيسي علانية على تويتر وفيسبوك.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية إنها ستتصدى بكل حسم لما قالت إنه "خروج على القانون أو زعزعة للاستقرار أو السلم الاجتماعي" وفق بيان نقلته وسائل إعلام محلية.

من جانبه، قال مدير جماعة حقوقية مصرية، إن ما لا يقل عن 1900 شخص اعتُقلوا منذ بدء الاحتجاجات ضد عبد الفتاح السيسي في القاهرة ومدن مصرية أخرى يوم الجمعة الماضي.

وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لوكالة رويترز/ إن الاعتقالات حدثت بين يومَي الجمعة والأربعاء، ووصفها بأنها جزء من "أعنف حملة في تاريخ مصر الحديث".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً