يحشد جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوده ودباباته على الشريط الحدودي مع غزة (Reuters)
تابعنا

لم يصادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الإسرائيلي (الكابينت)، في اجتماعه ليلة الخميس، على تنفيذ عملية عسكرية ضد غزة، ولكنه اعتمد قراراً بـ"الرد بقوة" على مسيرات العودة السلمية على الشريط الحدودي بين إسرائيل والقطاع، وعلى أي إطلاق للطائرات الورقية والبالونات المحترقة.

عدم موافقة الكابينت على عملية عسكرية على غزة، لا يعني عدم حصول عدوان إسرائيلي على القطاع، أو أنه لن يرتقي شهداء في صفوف المتظاهرين خلال مسيرات العودة، وردٌّ فلسطيني في المقابل.

جمعة الاختبار

عقب سقوط صاروخ أُطلق من غزة على منزل في مدينة بئر السبع وفق ما أفاد به جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحرك هذا الأخير وشن سلسلة غارات ضد أهداف متفرقة في غزة.

و خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليتوعد غزة باستخدام "قوة كبيرة"، فيما قال عضو الكابينت الإسرائيلي، يواف غالانت، إن "قواعد اللعبة في قطاع غزة تجاه حماس تغيرت، وإن إسرائيل لن تقبل من الآن فصاعداً بما ادّعى أنه "إرهاب النار وإرهاب السياج".

هذا التصعيد في التصريحات السياسية، وحشد جيش الاحتلال الإسرائيلي لجنوده ودباباته على الشريط الحدودي مع غزة، يصفه عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، في تصريح لـ"TRT عربي"،  بأنه "استعراض لإرضاء الشارع الإسرائيلي من جهة، ولإخافة الشعب الفلسطيني من جهة، لكنه لن يتجاوز الأمر إلى عدوان جديد".

التحركات الإسرائيلية استعراض لإرضاء الشارع الإسرائيلي من جهة ولإخافة الشعب الفلسطيني من جهة، لكنه لن يتجاوز الأمر إلى عدوان جديد

عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران

من هنا تأتي أهمية هذه الجمعة، الـ30 منذ انطلاق مسيرات العودة السلمية في غزة في مارس/ آذار الماضي، إذ تعد اختباراً حقيقياً لكافة الأطراف. مع إعلان "الكابينت" الإسرائيلي عن ترقبه لما ستسفر عنه مسيرات الجمعة في القطاع.

وأوضح بدران، أنه "ستكون من الحماقة لو استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي المتظاهرين السلميين"، مضيفاً "أن المقاومة الفلسطينية جاهزة للرد، وتنسق مع جميع فصائلها في غرفة عمليات مشتركة بهذا الشأن".

مقابل هذه الجاهزية العسكرية التي يتحدث عنها القيادي في حماس، يتحدث عن "حالة من الإرباك يعيشها الاحتلال لأنه يعلم ألا نتائج سياسية قد تنتج عن تهديداته، وأن القوانين الدولية وكل الشرائع تضمن مقاومة الشعوب ضد الاحتلال".

وفي ذات السياق استبعد المحلل السياسي، عدنان أبو عامر، في تصريح  لـTRT عربي" أن تبادر المقاومة إلى قصف المستوطنات الإسرائيلية إن بقيت وتيرة المسيرات على حالها".

وقال أبو عامر: "المقاومة لا ترغب أن تكون البادئة في التصعيد، لكن إذا جاءت حصيلة الشهداء عالية، أو بادرت قوات الاحتلال بقصف أهداف داخل غزة، حينها قد تكون السيناريوهات مفتوحة والخيارات جميعها قائمة".

جهود مصرية للتهدئة

"التهدئة" بين فصائل المقاومة في غزة وإسرائيل، تمر عبر طريق مصرية، لكن لا يبدو أنها ستفضي إلى نتيجة حتى الآن، إذ تبحث شروطها الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس، منذ نحو شهرين مع السلطات المصرية دون نتائج تذكر.

والخميس، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وفداً أمنياً مصرياً يترأسه وكيل جهاز المخابرات العامة أيمن بديع. إلا أنه عقب زيارة الوفد، خرج عضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية، ليقول في تصريحات صحافية "أكدنا للوفد الأمني المصري موقفنا باستمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها بكسر الحصار، إضافة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني".

ويقول حسام بدران إن "الجهود المصرية مقدرة، ونحن طيلة المرحلة الماضية تعاملنا بجدية وإيجابية ومحددات واضحة، لكننا نسعى إلى تثبيت وقف إطلاق النار، كما أننا حريصون على تحقيق المصالحة  لكن هذا الأمر يحتاج إلى قرار من الحكومة الفلسطينية".

هذا القرار ينتظره الفلسطينيون بشكل عام، وفلسطينيو غزة بشكل خاص وملحّ، بعد أن أكد المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف أن "غزة تنفجر من الداخل"، وأنها باتت "على شفير نزاع مدمر ستكون عواقبه وخيمة على الجميع".

المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط: غزة تنفجر من الداخل (Reuters)
TRT عربي
الأكثر تداولاً