تواصل النزاع في العاصمة السودانية الخرطوم مع تعثر المفاوضات / صورة: AA (AA)
تابعنا

قال القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الاثنين، إنه "لا فائدة من الحوار السياسي دون تحقيق وقف إطلاق النار".

وفي مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة" الإخبارية المصرية، قال البرهان إن "المتمردين احتلوا المرافق الخدمية ودخلوا الأحياء السكنية وعطلوا حياة الناس".

ومساء الأحد، أعلنت السعودية، استمرار المحادثات التي تستضيفها بجدة، بين ممثلي الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، "أياما"، للوصول إلى "وقف فعال لإطلاق النار".

وأضاف البرهان في مداخلته "لا فائدة من المفاوضات مع قوات الدعم السريع إذا لم تخرج من الأحياء السكنية وتُخلي العاصمة من الوجود العسكري".

وأشار إلى أنه لا وجود لقوات الدعم السريع في أي موقع عسكري، بل يقتصر وجودها داخل الأحياء السكنية والمرافق الخدمية.

وأردف بأن "هناك أضراراً بليغة أصابت الأسر السودانية بخاصة في الخرطوم، جراء المعارك الحالية بسبب تصرفات المتمردين".

وأشار البرهان إلى "استقرار الأوضاع في جميع أنحاء البلاد، ما عدا الخرطوم التي تشهد عمليات عسكرية، و أن هناك مخاوف من انتقال القتال إلى ولايات أخرى".

وأفاد بـ"اقتراب الجيش من إنهاء وجود" قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.

وشدد على أن "الحل السلمي هو الطريق الأمثل لحل الأزمة السياسية في البلاد".

مفاوضات جدة

وتلبية لمبادرة سعودية-أمريكية، أرسل القائدان العسكريان للجيش وقوات الدعم السريع ممثلين عنهما إلى مدينة جدة السبت لعقد مباحثات وصفتها واشنطن والرياض بـ"المحادثات الأولية".

وأفاد دبلوماسي سعودي لوكالة الصحافة الفرنسية الاثنين بأنّ "المفاوضات لم تحرز تقدماً كبيراً حتى الآن". وتابع أنّ "وقفاً دائماً لإطلاق النار ليس مطروحاً على الطاولة. كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة".

قضايا إنسانية

وذكر الجيش السوداني في وقت سابق أنّ وفده إلى المفاوضات "لن يتحدث سوى عن الهدنة وكيفية تنفيذها بالشكل المناسب لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية".

وفي حين لم يعلق السفير الأمريكي جون غودفري مباشرة على محادثات جدة، إلا أنه قال في بيان "أولويتنا العاجلة هي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار" وتمكين المساعدة الإنسانية.

من جهتها، تحاول الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، في مدينة بورتسودان (شرق) على البحر الأحمر، التفاوض لإيصال مساعدات إلى الخرطوم ودارفور حيث قُصفت أو نُهبت المستشفيات ومخازن المساعدات الإنسانية.

وحذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية علماً بأن مرافق تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى تعرضت لـ"أعمال نهب على نطاق واسع" ومن بينها برنامج الأغذية العالمي في الخرطوم خلال نهاية الأسبوع، وفق ما قال متحدث باسم الأمم المتحدة يوم الاثنين.

والأحد، وصل مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى جدة بهدف لقاء ممثلي طرفي النزاع، إلا أنّ دوره في المفاوضات غير واضح حتى الآن.

وقالت متحدثة باسم غريفيث، الأحد، إنّه يسعى إلى بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان.

وأفاد مسؤول ثان في الأمم المتحدة أنّ غريفيث "طلب الانضمام إلى المفاوضات"، مشيراً إلى أنه لم تجرِ الموافقة على طلبه بعد.

و يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اجتماعاً في 11 مايو/أيار لمناقشة "تأثير" المواجهات في السودان "على حقوق الإنسان".

ويعتقد خبراء أن الحرب قد تطول مع عدم قدرة أيّ من الطرفين على حسمها ميدانياً.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الأحد أن العاهل السعودي وولي العهد وجّها مركز الملك سلمان للإغاثة "بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي"، لتوفير مساعدات إغاثية وإنسانية وطبية للنازحين.

وأسفرت المعارك الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عن سقوط 750 قتيلاً وخمسة آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، فضلاً عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 117 ألفاً إلى الدول المجاورة.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري استقبال مصر "منذ بداية الأزمة أكثر من 57 ألفاً من الأشقاء السودانيين، فضلاً عن مساهمتها في إجلاء أكثر من أربعة آلاف مواطن أجنبي".

وأفادت الأمم المتحدة بفرار 30 ألف سوداني إلى تشاد و27 ألفاً إلى جنوب السودان.

جهود دبلوماسية

تأتي محادثات جدة بعد سلسلة غير مثمرة من المبادرات الإقليمية العربية، وأخرى إفريقية أجرتها خصوصاً دول شرق القارة عبر منظمة إيغاد للتنمية.

كذلك يسعى الاتحاد الإفريقي إلى التهدئة بين الطرفين، خصوصاً مع استنفاده آخر بطاقات الضغط على السودان بتعليق عضويته عام 2021 بعدما نفذ البرهان مدعوماً من دقلو انقلاباً عسكرياً أطاحا فيه بالمدنيين من الحكم.

ويرى الخبراء أن هناك تبايناً في دعم القوى الاقليمية لطرفي النزاع في السودان. كما يعتقدون أن غياب القاهرة وأبوظبي عن محادثات جدة يضعف الآمال في التوصل إلى اتفاق.

وكان شكري قد توجه، الاثنين، إلى تشاد والتقى الرئيسَ التشادي محمد إدريس ديبي للتشاور بشأن "دعم جهود وقف إطلاق النار والتعامل مع الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني نتيجة الاقتتال الدائر"، على ما أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية.

ومن المقرر أن يتوجه شكري إلى جنوب السودان للقاء الرئيس سلفا كير من أجل الشأن نفسه.

بدوره، التقى مبعوث قائد الجيش السوداني دفع الله الحاج مع كير في جوبا عاصمة جنوب السودان الاثنين. وقال الحاج في وقت لاحق للصحفيين إن "استجابتنا لمبادرة السعودية والولايات المتحدة لا تستبعد دور إيغاد" وكير.

وأضاف الحاج أنه إذا "ألقى المتمردون أسلحتهم فسوف نعفو عنهم".

وخلال اجتماع طارئ، الأحد، لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة تطرق إلى تطورات الملف السوداني، قال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط إن المفاوضات بين طرفي النزاع "تستحق الدعم، وأكرر مناشدتي بالتمسك بهذه الفرصة".

وحذر أبو الغيط من أن يتحول النزاع الحالي إلى "جولة أولى في حرب تقسم السودان إلى أقاليم متناحرة، وتجعل منه ساحة لمعارك تهدد وجوده".

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلّفت قتلى وجرحى وأوضاعاً إنسانية صعبة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً