غلاف الفيلم الاستقصائي الذي بثته القناة الفرنسية وأثار جدلاً واسعاً بالجزائر (TRT Arabi)
تابعنا
أثار فيلم وثائقي بثّته القناة الفرنسية "france 5" الثلاثاء، جدلاً واسعاً وردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر.

الفيلم المذكور الذي نشرته القناة الفرنسية تطرّق إلى الحراك الجزائري الذي أفضى إلى استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومهَّد لتحول ديمقراطي واسع في البلاد، لكنه يسلط الأضواء بشكل واضح على مشاكل الشباب الجزائري الذي شارك بالحراك مع الجنس والحرية، وسعى إلى إظهارهم بمظهر معاقري الخمور ومتعاطي المواد المخدرة.

واعتبر الجزائريون الفيلم لا يعبر عن ماهية حراكهم الذي ساهم في التحول الذي تعيشه البلاد اليوم، ومن ضمنه انتخاب رئيس جديد وملاحقة رموز النظام السابق المتهمين بالفساد.

منصات التواصل الاجتماعي بالجزائر عجّت بآراء تدين الفيلم وتنتقده، وهو فيلم أخرجه الصحافي الفرنسي الجزائري مصطفى كسوس، إذ أشار عدد كبير من النشطاء إلى أنه حرص على إظهار الجزائر على أنها دولة القبائل التي لا يمكن أن تتحد، ودولة يعيش شبابها التهميش والفساد.

في حين يقول النشطاء إن الحراك الشعبي خرج بشبابه الواعي والمثقف نساءً ورجالاً ضد كل أنواع الاستبداد وبغض النظر عن اختلافاتهم الفكرية أو الأيدلوجية.

وتفاعل النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي عبر وسم #روبورتاج_قناة_France5_لا_يمثل_حراكنا مبينين أن الإعلام الفرنسي لطالما كان هدفه تشويه الثورة الشعبية في الجزائر وطمس هوية الشعب عبر التاريخ.

كما دوّن رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري على تويتر، أن من خرجوا للحراك طيلة أيامه كان شباباً غير الذي بينتهم القناة الفرنسية.

وفي إطار ردود الفعل الرافضة لهذا التحقيق صرّح الصحفي الجزائري وأحد شباب الحراك مروان ونّاس لـTRT عربي، قائلاً إن "الفيلم الوثائقي لا يعكس إطلاقاً روح الحراك الشعبي الجزائري الذي أبهر العالم ولم يعكس أي رسالة إيجابية أو مطالب التغيير السياسي الذي يعد الهدف والغاية التي اجتمع حولها الجزائريون بمختلف اتجاهاتهم وقناعاتهم".

واعتبر ونّاس أن "الرسالة الوحيدة للفيلم الوثائقي هي إثارة الجدل بالتركيز على ثلاثة من الشباب للحديث عن تابوهات اجتماعية في سياق يتكلم عن الحراك الشعبي، فكان كمن يدس السم في الدسم، وللأسف الفيلم لا يوثق للحراك وإنما بحث في زاوية اجتماعية كانت قبل الحراك ولم يكن أصحابها يوماً في واجهة الحراك ولا كانت مطالبهم الفئوية من مطالبه".

وأضاف أن "الفيلم يوثق فقط للخلفية الاستعمارية لفرنسا وسياستها الرعناء ضد الجزائر، ويثبت مرة أخرى أنها لا تريد للجزائر أن تخرج من عباءتها".

وأعلنت الجزائر، مساء الأربعاء، استدعاء سفيرها في باريس للتشاور، احتجاجاً على بث الفيلم الوثائقي حول الحراك الشعبي.

وحسب بيان للخارجية الجزائرية بثه التلفزيون الرسمي، "تقرر استدعاء السفير الجزائري في باريس صالح لبديوي للتشاور".

وأضاف البيان أن القرار يأتي "على خلفية بث بعض القنوات العمومية (الحكومية) الفرنسية برامج هاجمت فيها ا لشعب الجزائري ومؤسساته".

واعتبر أن "هذا التحامل وهذه العدائية تكشف عن النية المبيتة والمستدامة لبعض الأوساط التي لا يروق لها أن تسود السكينة العلاقات بين الجزائر وفرنسا، بعد 58 عاماً من الاستقلال في كنف الاحترام المتبادل، وتوازن المصالح التي لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال موضوعاً لأي تنازلات أو ابتزاز من أي طبيعة كان".

TRT عربي
الأكثر تداولاً