تسارعت تطورات مشهد الأزمة في السودان، لكن طغى عليه ظهور علني هو الأول لعمر البشير، منذ أن أطاح به الجيش من الرئاسة في 11 أبريل/نيسان الماضي.
وبث التلفزيون السوداني الرسمي، للمرة الأولى، تسجيلاً مصوراً من داخل سجن كوبر المركزي بالعاصمة الخرطوم، يظهر فيه البشير وهو يصعد سيارة لاندكروزر بيضاء اللون، مرتدياً الزي السوداني "الجلباب والعمامة".
ونُقل البشير إلى نيابة مكافحة الفساد، التي توجّه إليه تهمتي "حيازة نقد أجنبي" و"الثراء غير المشروع"، وفقاً لبيان صادر عن النيابة.
وقال مصدر في هيئة الدفاع عن البشير، إن "72 من الخبراء القانونيين والمحامين المتطوعين سيجتمعون الإثنين في الخرطوم، لدراسة التهم الموجهّة إلى البشير، وإعداد مذكرة قانونية خلال مدة الاستئناف (أسبوع) التي حددتها النيابة العامة".
ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن مصدر في النيابة أنه في حال رفض الاستئناف، ينتقل الأمر إلى وكيل النيابة الأعلى، الذي يُعتبر قراره نهائياً قبل أن يُحال الملف إلى المحكمة المختصة.
ومنذ الإطاحة بالبشير يشهد السودان اضطرابات وأعمال عنف، خصوصًا في العاصمة، وسط اتهامات متبادلة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود الحراك الشعبي.
وأفادت اللجنة المركزية لأطباء السودان (تابعة للمعارضة)، عبر صفحتها على فيسبوك، بسقوط 128 قتيلاً منذ أن فضت قوات أمنية اعتصاماً أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 3 يونيو/حزيران الجاري.
وتتهم قوى التغيير المجلس العسكري بفض الاعتصام، مستخدماً قوات "الدعم السريع".
واعتبر نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو حميدتي، خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد، فض الاعتصام بمثابة "فخ" نُصب لقوات "الدعم السريع".
وأضاف حميدتي "مشكلتنا في التفاوض (مع قوى التغيير) هي تشكيل مجلس تشريعي غير منتخب يريد استبعاد المنظومة العسكرية".
