صورة (AFP)
تابعنا

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن الأزمة التي شهدتها تشاد بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي، تهدد الإستراتيجية التي بالغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نجاحاتها في منطقة الساحل الإفريقي، والتي ظهرت نتائجها الكارثية في مقتل 19 مدنياً بقرية في مالي بعد غارة فرنسية أخطأت الهدف.

وسيطر ديبي على السلطة في انقلاب عام 1990 ودعمته فرنسا القوة الاستعمارية السابقة ورفض التخلي عن الحكم. ومنحت الانتخابات المزورة والتواطؤ الغربي غطاء لديكتاتورية فاسدة، مما عزز عدم المساواة ونهب الثروة النفطية لتشاد.

لا يعرف بالضبط ظروف وفاة ديبي، لكن ما هو مؤكد أن ابنه محمد تولى السلطة بعده. وجرى رفض نقل السلطة العائلي غير القانوني من قوات المتمردين الزاحفة نحو العاصمة والتي تلقت تدريباً في ليبيا على يد المرتزقة الروس، ورفضته أيضاً الجماعات المعارضة المقموعة وضباط في الجيش غاضبون.

كيف ستتطور الأمور على المدى البعيد؟ إنه أمر مفتوح على الاحتمالات إلا أن فرنسا التي تحدثت عن ظروف غير عادية يبدو أنها تفضل رجلاً قوياً ثانياً وهو “ديبي الابن”. والتقى إيمانويل ماكرون مع رجله الجديد في إفريقيا أثناء جنازة ديبي يوم الجمعة.

وهذا يهم لأن فرنسا هي ممثل مهم لأوروبا والولايات المتحدة وهي من تقود عمليات مكافحة الإرهاب في تشاد ومنطقة الساحل. رغم أن سكان المنطقة يعارضون نشاط ووجود فرنسا في مناطقهم، إلا أن وجود 5.100 جندي فرنسي وقاعدة عسكرية في نجامينا يقول الكثير عن نشاط فرنسا بالمنطقة.

وكانت الصفقة واضحة، ومنذ 2012- 2013 عندما سيطر متطرفون إسلاميون على مناطق واسعة من شمال مالي، فمقابل مساعدة ديبي في قتال الجهاديين من القاعدة والجماعات الأخرى المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية وإرسال قواته إلى مالي وحوض بحيرة تشاد لقتال بوكو حرام فقد جرى غض الطرف عن قمعه ونهبه للبلاد.

وأكد ماكرون هذه الصفقة في اجتماعه الافتراضي في فبراير/شباط مع مجموعة الخمس الساحلية. وضاعف من الإستراتيجية الموجودة ضد "الجهاديين" وتعهد بالحفاظ على مستوى القوات الفرنسية، مُرحباً بمشاركة متواضعة من بريطانيا وقوات أوروبية ومحذراً من تداعيات خطيرة لو فشلت مهمة فرنسا “الخيرية”.

وقال ماكرون “لدينا مصير مشترك مع الساحل” و”لو سقط الساحل بيد الإرهابيين الإسلاميين فكل إفريقيا ستقع في أيديهم وستعيش أوروبا تداعيات هذه المأساة بشكل واضح، ولهذا أعتقد أن هذا واجبنا”. ووعد بمواصلة العمليات في 2012 لـ“قطع رأس” الجماعات الإرهابية.

وتهدد أزمة تشاد هذه الإستراتيجية التي بالغ ماكرون في نجاحاتها وظهرت نتائجها الكارثية في مقتل 19 مدنياً بقرية في مالي بعد غارة فرنسية أخطأت الهدف. وحمّل تحقيق للأمم المتحدة فرنسا المسؤولية وهو ما رفضته.

وأكثر من هذا تُتهم فرنسا بإخفاء مواقف استعمارية وتجاهل الشعوب وحقها في السيادة ومفاقمة التهديد الجهادي من خلال نشر المتشددين حول المنطقة وبشكل زاد من المظالم وفتح الباب أمام التجنيد.



TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً