أكثر من 7 ملايين تونسي يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التونسية 2019 (AFP)
تابعنا

أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين التونسيين في الجولة الأولى من االانتخابات الرئاسية تمهيداً لبدء عملية فرز الأصوات.

وتخطت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة في تونس 35% في منتصف النهار، وفق ما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

وقالت الهيئة خلال مؤتمر صحافي إن النسبة بلغت 35% قبيل ساعة من غلق صناديق الاقتراع أي على الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي.

وافتتحت مراكز الاقتراع في تمام الثامنة بالتوقيت المحلي أبوابها، أمام الناخبين للمشاركة في ثاني انتخابات رئاسية تشهدها البلاد بعد ثورة الياسمين في 2011.

واستقبلت مراكز الاقتراع الناخبين بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي للبلاد، ومن المتوقع أن تُغلَق في الخامسة مساءً في كل الولايات.

وفتح 250 مركزاً للاقتراع غربيّ البلاد أبوابه متأخراً لأسباب أمنية ،وسيغلق بعض مكاتبه قبل الموعد الرسمي بساعتين لدواعٍ أمنية أيضاً، وفقاً للهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس.

ويتولى 70 ألف عنصر أمن مسؤولية تأمين مراكز الاقتراع، حسب ما أعلنته وزارة الداخلية، فيما وزّعت هيئة الانتخابات 14 ألف صندوق انتخاب على 4564 مركز اقتراع، مدعمة بحماية عسكرية.

وستُجرى عمليات الفرز في كل مكتب اقتراع، ويُنتظر أن تنشر منظمات غير حكومية ومراكز لاستطلاع الآراء توقعاتها الأولية، على أن تقدّم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية في 17 سبتمبر/أيلول.

وستشهد تونس انتخابات تشريعية في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ويُرجح أن تكون قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في حال عدم فوز مرشح من الدورة الأولى. وبالتالي ستتأثر النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية حتماً بنتائج التشريعية، كما يرى مراقبون.

مَن أبرز مرشحي سباق الانتخابات الرئاسية؟

يخوض 24 مرشحاً من مختلف التيارات السياسية سباق الانتخابات الرئاسية بتونس، بينهم مستقلون هم: منجي الرحوي عن حزب الجبهة الشعبية، ومحمد عبّو عن التيار الديمقراطي، وعبير موسي عن الحزب الدستوري الحر، ونبيل القروي عن حزب قلب تونس.

ويتنافس أيضاً لطفي المرايحي عن الاتحاد الشعبي الديمقراطي، ومهدي جمعة عن البديل التونسي، وحمّادي الجبالي مستقلّاً، وحمّة الهمامي عن الجبهة، والمنصف المرزوقي عن حزب الحراك، ومحمد الصغير النوري مستقلّاً، ومحمد الهاشمي الحامدي عن تيار المحبة.

أيضاً يتنافس عبد الفتاح مورو عن حركة النهضة، وعمر منصور مستقلّاً، ويوسف الشاهد عن حزب تحيا تونس، وقيس سعيّد مستقلّاً، وإلياس الفخفاخ عن حزب التكتل من أجل العمل والحريات، وسلمى اللومي عن حزب الأمل، وسعيد العايدي عن حزب بني وطني، والصافي سعيد مستقلّاً، وناجي جلّول مستقلّاً، وحاتم بولبيار مستقلّاً، وعبيد البريكي عن حركة تونس إلى الأمام، وسيف الدين مخلوف عن ائتلاف الكرامة.

ويتصدر 6 من المرشحين استطلاعات الرأي للفوز بسدة الحكم في قصر قرطاج، هم: نبيل القروي، وعبد الفتاح مورو، وقيس سعيد، ويوسف الشاهد، وعبد الكريم الزبيدي، والمنصف المرزوقي.

وكان مرشحان أعلنا انسحابهما من السباق الرئاسي، هما محسن مرزوق وسليم الرياحي، لصالح وزير الدفاع المرشَّح مستقلّاً عبد الكريم الزبيدي الذي ظهر فجأة على الساحتين الإعلامية والسياسية إثر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي في 25 يوليو/تموز الفائت.

نبيل القروي.. المرشح السجين

يُعرف عن رجل الإعلام والسياسة نبيل القروي، البالغ من العمر 56 عاماً، أنه رجل إعلام يمتلك مجموعة "قروي أند قروي" للإعلام والإعلان، وأطلق قناة "نسمة" الخاصة عام 2007.

انتسب إلى حزب "نداء تونس"، وظلّ فيه 3 سنوات قبل أن يغادره، ونشط في العمل الخيري عبر جمعية "خليل تونس"، ثم غادرها وترشح للانتخابات ممثّلاً عن حزب "قلب تونس" الذي أسّسه في يونيو/حزيران الماضي.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي التونسية، يتصدر القروي قائمة المرشحين للفوز في الانتخابات الرئاسية، رغم اتهامات تلاحقه بالفساد والتهرب الضريبي سُجن على أثرها، ورفض القضاء التونسي إطلاق سراحه.

عبد الفتاح مورو.. مرشح أهم خزان انتخابي

يتقدم عبد الفتاح مورو للانتخابات الرئاسية وهو يستند إلى أهم حزب في تونس من حيث التنظيم والانضباط.

أسّس مورو حركة "النهضة" نهاية الستينيات، برفقة رئيسها الحالي راشد الغنوشي. وهو حاليّاً رئيس مجلس نواب الشعب بالنيابة، بعد أن أصبح رئيسه محمد الناصر رئيساً مؤقتاً لتونس، بعد وفاة السبسي.

نجح مورو في الانتخابات التشريعية عام 2014 ضمن قائمة النهضة، ويخوض الانتخابات الرئاسية مرشحاً عن الحركة.

وتذهب تقارير إعلامية إلى أن خلافات داخلية لحركة النهضة قد تؤثر على حظوظ مورو بغياب تعبئة شاملة لصالحه، رغم إعلان عديد القيادات أن مورو هو مرشح جدي للحركة وليس مرشحاً تكتيكيّاً.

يوسف الشاهد.. رئيس الحكومة الليبرالي

لم يكُن يوسف الشاهد البالغ من العمر 44 عاماً، والمعروف بين السياسيين في تونس، قبل دخوله حزب نداء تونس الليبرالي، وتكليف السبسي له حل نزاعات نشبت داخل الحزب في 2015.

كلّفه السبسي رئاسة الحكومة في أغسطس/آب 2016، باعتباره من قيادات الحزب الفائز بانتخابات 2014.

إلا أن خلافاً نشب بينه وبين نجل السبسي، المدير التنفيذي للحزب، حافظ قايد السبسي، عام 2018، مما دفع الشاهد إلى مغادرة الحزب، وتأسيس حزب "تحيا تونس" الربيع الماضي.

وحسب مراقبين، لم يكن بإمكان الشاهد البقاء في رئاسة الحكومة دون دعم حركة "النهضة" له، بعد أن طالب السبسي العام الماضي بإقالته.

إلا أن حملة الشاهد، التي برزت فيها معالم القوة والثراء من خلال تنقُّله بمواكب سيارات رباعية الدفع في مناطق فقيرة يعاني فيها الناس الفقر والتهميش، بعثت برسائل سلبية.

ما دفع عدداً من المحتجين إلى رفع شعار "ارحل" في وجه موكب الشاهد، خلال زيارته مدينة صفاقس السبت، معتبرين أن سياسته دمرت التعليم والصحة والاقتصاد.

قيس سعيد.. الوجه الجديد

بسم الله و الحمد الله يا ابناء شعبنا في كل مكان أتوجّه إليكم جميعا غير مقتصر على النّاخبات...

Posted by ‎الاستاذ قيس سعيد‎ on Wednesday, 11 September 2019

يبدو المرشح الأكاديمي قيس سعيد أعزل من أي ماكينة حزبية أو لوبيات قوية تقف وراءه، وقد رفض تمويل الدولة حملته الانتخابية.

ويذهب المحلل السياسي شكيب درويش خلال تصريحات له لوكالة الأناضول، إلى أن سعيد أعطى انطباعاً بأنه على درجة من الاستقامة والزهد والنزاهة.

وأضاف درويش أن سعيد قليل الظهور في وسائل الإعلام التونسية، رغم حرص الأخيرة على إجراء مقابلات معه، إلا أنه خلال المرات القليلة التي ظهر فيها على التليفزيون التونسي الرسمي تحدث عن استرداد الأموال من الفاسدين ووضعها في حساب الجهات المحرومة، ودعا إلى الاهتمام بالأخلاق في الحياة السياسية والاقتراع على الأشخاص.

ويعتبر درويش أن سلوك سعيد وأطروحاته جعلت له جاذبية لافتة لدى كثير من الناس.

الكريم الزبيدي.. فارض الانضباط ووزير الدفاع

ثلاثة جوانب يرغب في تغييرها الدكتور عبد الكريم الزبيدي في النظام الانتخابي

Posted by ‎عبد الكريم الزبيدي رئيسا للجمهورية‎ on Monday, 9 September 2019

يشغل عبد الكريم الزبيدي البالغ من العمر 69 عاماً حاليّاً منصب وزير الدفاع، وكان تَولَّى مناصب وزارية قبل الثورة وبعدها.

ويحظى الزبيدي بدعم كل من "نداء تونس" بقيادة حافظ السبسي، وحزب "آفاق تونس" وأطراف أخرى، تقول تقارير إعلامية إنها نافذة وتمثّل لوبيات سياسية ومالية وجهوية مناهضة للثورة، فضلاً عن أوساط إقليمية مناهضة أيضاً للثورة.

يرى مراقبون أن الزبيدي كان محل ثقة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، ويرى البعض أنه الوريث الشرعي له، ويحظى بدعم جهة الساحل (محافظات سوسة والمنستير والمهدية) التي لا تريد خروج "المخزن" أي الحكم منها، كما يحظى الزبيدي بدعم رجال أعمال بالمنطقة منهم كمال اللطيف.

وخلال الحملة الانتخابية تبادلت حملتا الزبيدي والشاهد الاتهامات باستغلال موارد الدولة في الحملة الانتخابية.

المنصف المرزوقي.. المنافس السابق

رسالة إلى كل الناخبين تبرز اهم نقاط البرنامج الانتخابي في ثلاث نقاط رئيسية الدكتور المنصف #المرزوقي #المستقبل_يجمعنا www.moncefmarzouki2019.com

Posted by ‎منصف المرزوقي - Moncef Marzouki‎ on Friday, 6 September 2019

عُرف المرزوقي بدفاعه المستميت عن حقوق الإنسان ومعارضته الشرسة لنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.

أسّس عام 2001 بمشاركة عديد من المناضلين والقوى السياسية التونسية المجلس الوطني للحريات، فيما تعرضت الحكومة التونسية لضغوط دولية كبيرة للإفراج عنه ليرحل المرزوقي إلى فرنسا.

عاد المرزوقي إلى تونس عام 2006 دون موافقة السلطة، للدعوة إلى عصيان مدني بهدف إسقاط نظام بن علي، ولكنه رحل إلى فرنسا بعد 5 أيام تَعرَّض خلالها للترهيب والتضييق الشديد من الشرطة على حدّ قوله.

وعاد إلى تونس بعد فرار بن علي ليواصل نشاطه من موقعه رئيساً لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" المحظور سابقاً، وانتُخب رئيساً للجمهورية بأغلبية كبيرة عام 2011، لكنه خسر الرهانين التشريعي والرئاسي في انتخابات 2014.

واقترب من الإسلاميين بسبب اعتقاده بضرورة التمسُّك بالهُوية العربية الإسلامية، لكن بعض العلمانيين اعتبر ذلك من المآخذ عليه، مما يضعف فرص نجاحه في السباق الرئاسي لهذه الدورة.

يتولى 70 ألف عنصر أمن مسؤولية تأمين مراكز الاقتراع (AFP)
يخوض 24 مرشحاً سباق الانتخابات الرئاسية بتونس، ويتصدر 6 مرشحين استطلاعات الرأي للفوز  (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً