ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان (Getty Images)
تابعنا

خرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن صمته في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي. في جلسة يوم الأربعاء ضمن فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض، قال إن "الحادث مؤلم للسعوديين ولكل إنسان وبشع وغير مبرر تماماً". وأضاف أن السعودية تتعاون مع السلطات التركية من أجل الوصول إلى نتائج وتقديم المذنبين للمحاكمة وأخذهم العقاب الرادع.

العلاقات السعودية التركية

قال محمد بن سلمان، عن محاولات استغلال الظروف لإحداث شرخ بين السعودية وتركيا "لن يستطيعوا ذلك طالما يوجد في السعودية ملك اسمه سلمان بن عبد العزيز وولي عهد اسمه محمد بن سلمان، ورئيس في تركيا اسمه أردوغان".

جاءت هذه المغازلة لتركيا "عقب جفاء في العلاقات التركية السعودية" كما يصف الوضع المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان في تصريح لـ"TRT عربي". وقال أوزجان: "من الواضح مع ما تكشفه التحقيقات التركية يوما بعد آخر عن القضية، أن سلطات البلاد تملك وثائق تحرج السعودية وتمسّ بشكل مباشر ولي العهد السعودي، لذا يسعى إلى إبراز وجود تنسيق جيد مع السلطات التركية".

هذا "التنسيق الجيد" بين السعودية وتركيا، لم يكن واضحاً مع تكرار أنقرة مطالباتها للرياض بالتعاون في التحقيق، وإشارتها إلى تأخر عدد من إجراءاته بسبب "عدم التعاون السعودي" كما وصف الأمر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، ولم يكن واضحاً في كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي سبقت تصريحات ولي العهد السعودي.

وكان محمد بن سلمان قد استبق تصريحاته بإجرائه اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي بحث حسب التصريحات الرسمية "مسـألة بذل الجهود المشتركة لكشف جميع جوانب جريمة قتل خاشقجي".

ويقول عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد الزلفة لـ"TRT عربي" إن "ولي العهد السعودي يتحدث عن العلاقات القوية بين السعودية وتركيا"، مضيفاً أنه "بدون السعودية وتركيا لا يمكن أن تزدهر المنطقة أو تكون هناك قوة إقليمية".

من الواضح مع ما تكشفه التحقيقات التركية يوماً بعد آخر عن قضية خاشقجي، أن سلطات البلاد تملك وثائق تحرج السعودية وتمسّ بشكل مباشر ولي العهد السعودي، لذا يسعى إلى إبراز وجود تنسيق جيد مع السلطات التركية

المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان

اقتصاد قطر قوي رغم الخلافات

إشارة أخرى تم رصدها في تصريحات ولي العهد تمثلت في حديثه عن "قوة الاقتصاد القطري" في الوقت الذي تستمر فيه الرياض وحلفاؤهامنذ يونيو/ حزيران 2017 في حصار قطر.

ويرى المحلل السياسي القطري علي الهيل في تصريح لـ"TRT عربي" أن "أصابع الاتهام في قضية خاشقجي تشير إلى محمد بن سلمان حتى بغياب تصريحات رسمية في هذا الجانب، وهو يجد نفسه معزولاً وفي زاوية حادة وحرجة أمام العالم، يحاول معها تحسين جواره وترقيق الخطاب تجاه قطر واسترضاء الدوحة".

ويضيف الهيل أن "مغازلة محمد بن سلمان لقطر تأتي لأسباب غير صحيحة، فهو لم يتحدث بكلمة طيبة عنها قبل قضية خاشقجي، ليأتي الآن ويتحدث عن قوة اقتصادها، هذا الاقتصاد الذي كان قوياً وما زال ولسنا بحاجة إلى محمد بن سلمان ليتحدث عن مستقبله أو ليحدد زمناً لتطوره"، في إشارة إلى قول ولي العهد السعودي إن "قطر على اختلافنا معها لديها اقتصاد قوي وستكون مختلفة تماماً بعد 5 سنوات".

أصابع الاتهام في قضية خاشقجي تشير إلى محمد بن سلمان حتى بغياب تصريحات رسمية في هذا الجانب، وهو يجد نفسه معزولاً وفي زاوية حادة وحرجة أمام العالم، يحاول معها تحسين جواره وترقيق الخطاب تجاه قطر واسترضاء الدوحة

المحلل السياسي القطري علي الهيل

من جهته قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد الزلفة إن ولي العهد السعودي "كان يتحدث عن مستقبل منطقة بأكملها، والشرق الأوسط يشمل قطر أيضاً، أي أنها لن تكون استثناء عن دول المنطقة بغض النظر عن الخلافات الآنية"، إلا أنه أشار إلى أن "الكرة تبقى في ملعب قطر للعودة إلى الحضن الخليجي ووقف دعم الإرهاب" بحسب قوله.

الكرة تبقى في ملعب قطر للعودة إلى الحضن الخليجي ووقف دعم الإرهاب

عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد الزلفة

وعن تداعيات قضية خاشقجي في ظل استمرار التحقيقات وكذلك الضغوط الأميركية والدولية، يقول المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان إن "المستقبل السياسي للسعودية ولولي العهد بالخصوص مرتبط بقضية خاشقجي".

TRT عربي
الأكثر تداولاً