الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي المستقيل (AFP)
تابعنا

ما المهم: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، أن كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي سيترك منصبه بحلول نهاية هذا العام، وأضاف ترمب في تصريحات صحفية أن "جون كيلي سوف يغادر، لا أدري إن كان بوسعي القول إنه سوف يتقاعد، لكنه شخص عظيم".

ولم يعلن الرئيس الأميركي عمن سيخلف كيلي في منصبه، ولكن أحد المسؤولين في البيت الأبيض قال لرويترز إن ترمب يتشاور مع نيك آيزر، مساعد نائب الرئيس مايك بنس، ليتولى المنصب، وأضاف "الرئيس وآيزر ما زالا يبحثان الشروط المحددة له لتولي المنصب".

وكانت شبكة CNN الأميركية ووسائل صحفية أخرى ذكرت قبل أيام أن علاقة ترمب وكيلي شهدت توتراً وصدامات خلال الأشهر الماضية، وأن الأخير يتعرض لضغوط كي يقدم استقالته.

وتقلّد جون كيلي منصب كبير موظفي البيت الأبيض في يوليو/تموز من العام الماضي، بعد رحيل سلفه راينس برايبوس الذي تُعد فترة تولِّيه المنصب من أقصر الفترات في تاريخ الولايات المتحدة، حيث امتدت من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز 2017.

المشهد: يأتي رحيل كيلي في سياق سلسلة طويلة من إقالات أو استقالات كبار موظفي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة قبل أقل من عامين في يناير/كانون الثاني 2017، ورحل عن الإدارة منذ ذلك التاريخ أكثر من 50 اسماً لموظفين رفيعي المستوى.

ووفقاً لدراسة أجرتها الباحثة في مركز بروكينغز كاترين دون تينباس، في مارس/آذار الماضي، فقد حدث استنزاف بنسبة 43% لكبار موظفي إدارة ترمب، وهي نسبة هائلة في تاريخ الإدارات الأميركية، تأتي بعدها إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون التي شهدت تغييرات بنسبة 11% خلال عامها الأول.

وتُرجِع تينباس السبب وراء كل هذه التغييرات التي شهدتها إدارة ترمب إلى أن الرئيس الأميركي "يعطي أولوية لمبدأ الثقة والولاء على الكفاءة، لذلك فإن البيت الأبيض يعمل بطريقة فوضوية".

ويقول أحد المسؤولين الأميركيين الكبار لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية "حرفيّاً، لا يمكن معرفة السبب الذي يجعل الرئيس الأميركي يغير رأيه بين لحظة وأخرى". وجاء تصريح المسؤول بعد خروجه غاضباً من اجتماع في المكتب البيضاوي غيّر خلاله ترمب قراراً سياسيّاً هامّاً كان اتخذه قبل أسبوع.

ويلفت أستاذ العلوم السياسية عبد الله الشايجي إلى أن رحيل جون كيلي له أهمية خاصة، لأنه يعد آخر الموظفين المخضرمين في إدارة ترمب، أو بالتعبير السياسي الأميركي The adults in the room.

تسلسل زمني: منذ تولِّي ترمب الرئاسة مطلع عام 2017 وتشكيل فريقه الرئاسي، عاشت الإدارة الأميركية حالة من التقلبات على مستوى كبار الموظفين الذين رحلوا أو رُحِّلوا من مناصبهم، بالأغلب بسبب خلافات مع ترمب. وهذه أبرز الأسماء المغادرة:

فبراير/شباط 2017: استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين.

مايو/أيار 2017: إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) جيمس كومي.

يوليو/تموز 2017: استقالة المتحدث باسم فريق ترمب القانوني مارك كورالو.

يوليو/تموز 2017: استقالة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر.

يوليو/تموز 2017: إقالة مستشار مجلس الأمن القومي ديريك هارفي.

يوليو/تموز 2017: استقالة كبير موظفي البيت الأبيض راينس برايبوس.

أغسطس/آب 2017: إقالة كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون الإستراتيجية ستيف بانون.

ديسمبر/كانون الأول 2017: استقالة نائبة مستشار الأمن القومي دينا باول.

ديسمبر/كانون الأول 2017: استقالة (أو إقالة) مديرة الاتصال العام والإعلام في البيت الأبيض أوماروزا مانيغولت.

مارس/آذار 2018: إقالة وزير الخارجية ريكس تيليرسون.

مارس/آذار 2018: إقالة نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) أندرو مكابي.

أغسطس/آب 2018: تنحِّي محامي البيت الأبيض دونالد ماكغان.

أكتوبر/تشرين الأول 2018: استقالة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي.

نوفمبر/تشرين الثاني 2018: استقالة المدعي العام الأميركي جيف سيشنز.

ديسمبر/كانون الأول 2018: الإعلان عن رحيل كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي.

بين السطور: جدير بالذكر أن راينس برايبوس وجون كيلي اللذين شغلا منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدراة ترمب تباعاً قد جاءا من خلفية عسكرية، فالأول شغل منصب رئيس الأركان، بينما كان الثاني جنرالاً في مشاة البحرية الأميركية.

وعلق محررو صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير: "ما الفارق الذي يمكن أن يُحْدثه كبير موظفي البيت الأبيض مع رئيس عنيد ومندفع ومتقلب يحكم البلاد عبر تغريدات ينشرها على تويتر؟" مشيرين إلى أن "كيلي أخبر البعض أن أهم إنجازاته تتمثل في كبح جماح ترمب ومنعه من اتخاذ خطوات عسكرية متهورة، مثل سحب القوات من المناطق الحساسة".

ما التالي: يقول الباحث في المركز العربي بواشنطن جو معكرون لـTRT عربي، إن "كيلي أتى إلى إدارة ترمب في فترة تخبُّط ليجلب الاستقرار إلى البيت الأبيض، لكنه لم ينجح في نهاية المطاف، وكانت علاقته معقدة مع الرئيس ترمب وعائلته".

ويضيف معكرون أن "رحيل كيلي يشير إلى أن ترمب يريد التركيز على الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد يكون أقل انضباطاً على مستوى الخطاب السياسي في الفترة المقبلة، لا سيما مع بدء كشف تفاصيل تحقيق مولر".

ويلفت معكرون إلى أن "المرشح لخلافة كيلي لديه خبرة كبيرة في الانتخابات، ومن المرجح أن يركز على هذا الملف".

وفيما يتعلق بمستقبل الإدارة الأميركية الحالية، يرى معكرون أن "هذه الإدارة لن تكون مستقرة لأسباب راجعة إلى أسلوب ترمب، فالرئيس ليس لديه عقيدة سياسية واضحة ويغذي التنافس بين مستشاريه ومواقفه مثيرة للجدل".

TRT عربي
الأكثر تداولاً