ولي العهد السعودي والرئيس الروسي أثناء "قمة العشرين" في الأرجنتين الشهر الماضي (AFP)
تابعنا

ما المهم: نقلت شبكة بلومبيرغ الأميركية، رفض مبعوث روسيا إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف "أيّ تدخل أجنبي في مسألة انتقال الحكم في المملكة العربية السعودية"، وتحذيره أميركا من أي مسعى للتأثير في المسألة. التصريح الذي يكشف عن دعم روسي محتمل لولي العهد السعودي، واستغلال موسكو لتضارب الآراء بين الإدارة والكونغرس الأميركيين فيما يخصّ دعم الرياض.

المشهد: ردّ بوغدانوف على سؤال حول حقّ الأمير محمد بن سلمان في أن يخلف والده بالقول "بالطبع، الأمر واضح تماماً، نحن على اتصال مع السعوديين ولا نرى أيّ مخاوف، خاصّة حول هذا الأمر".

وقال إنه لا يوجد أيّ "أساس لتدخل الولايات المتحدة في تحديد الشخص الذي سيحكم المملكة الآن أو في المستقبل"، وأضاف أن "الأمير محمد له كلّ الحق في وراثة العرش عندما يموت الملك سلمان".

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنّ بلاده تقف "ضدّ التدخل في شؤون المملكة"، وقال إنّ "الشعب والقيادة هما وحدهما من لديهما الحق في ذلك". وأضاف "لقد اتخذ الملك قراراً، هذه مسألة سعودية".

الخلفية والدوافع: يأتي التصريح الروسي عقب عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك الحالي إلى البلاد على إثر قضية الصحفي خاشقجي، وتحدّث مسؤولون أميركيون عن احتمال دعمه ليكون ولياً للعهد بدلاً من ابن أخيه الذي اهتزّت صورته في الغرب.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن موسكو، من جهتها، مستمرة في دعم محمد بن سلمان، في مرحلة يعيش فيها تحت ضغط تبعات مقتل خاشقجي.

وكان الكونغرس الأميركي أقرّ مشروع قانون يُحمّل ولي العهد السعودي مسؤولية قتل خاشقجي منتصف الشهر الجاري.

وعلى عكس الكونغرس يستمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دعم ولي العهد السعودي، وقال عنه في مقابلة سابقة مع وكالة رويترز إنه "زعيم السعودية، وهي حليف جيد للغاية".

من جهتها، تحاول موسكو تعزيز علاقتها مع السعودية، ويبدو أنها نجحت نسبياً. ظهر ذلك في التحية الوديّة، والتقارب الذي بدا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان خلال اجتماع مجموعة العشرين في الأرجنتين الشهر الماضي، في مقابل العزلة التي واجهها ولي العهد من قادة العالم الآخرين في المحفل ذاته.

إضافة إلى ذلك، بدأت روسيا والسعودية مؤخراً بالتنسيق على أعلى مستوى فيما يخصّ خفض إنتاج النفط بغية رفع أسعار الخام، والضغط على باقي مجموعة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك).

يقول الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة أحمد حسين في حديثه مع TRTعربي إن "السياسة الخارجية الروسية اعتمدت منذ زمن على بناء تحالفاتها بغضّ النظر عن طبيعة الأنظمة، بل تجد نفسها في العلاقات مع الأنظمة الشمولية التي تفتح الأبواب أمامها على شبكة مصالح، وهذا ما يمكن أن تقدمه السعودية".

ويضيف حسين "روسيا حققت مكاسب سياسية في سوريا، لكنها لا تستطيع تحمّل تكلفة عملية إعادة الإعمار اقتصادياً، وهناك توجّه اليوم مفاده أن السعودية يمكن أن تكون الخيار المناسب لتمويل هذه العملية، خصوصاً بعد فشل الروس في توفير دعم أروبي".

ما التالي: وعن تبعات هذا التقارب مستقبلاً، يقول حسين إن "تحوّلات المشهد الدولي، وتخلّي الإدارة الأميركية في عهد ترمب عن الأدبيات التقليدية للعلاقات الدولية، فتح الباب أمام إمكانية التحرّك الروسي".

ويضيف "لطالما رغبت روسيا في الدخول إلى منطقة الخليج التي تعتبر منطقة نفوذ أميركي، وأزمات الإقليم اليوم والانسحاب التدريجي للولايات المتحدة يشكّلان فرصة أمامها، لذلك قد نشهد تقارباً بين الروس والعائلة الحاكمة في السعودية في المستقبل القريب".

من جهته، يقول المحلّل السياسي الروسي ليونيد سوكيانين في تصريحه لـ TRT عربي إن "روسيا تتحرك وفق ما يخدم مصالحها القومية والاقتصادية والإستراتيجية، والتقارب مع السعودية يخدم روسيا فيما يخصّ التنسيق حول سوق النفط العالمية، كما أن الانخراط السعودي في قضايا المنطقة وخصوصاً سوريا أمرٌ لا يمكن تجاوزه، وروسيا تسعى للتنسيق مع السعودية فيما يخصّ هذا الأمر".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً