موقع الهجوم المسلح الذي وقع شمالي رام الله ما أدي لمقتل جنديين إسرائيليين (Reuters)
تابعنا

ما المهم: تعيش الضفة الغربية المحتلة تصعيداً أمنياً كبيراً لم تشهده منذ سنوات، وذلك بعد أسبوع وقعت فيه عمليتان للمقاومة أسفرتا عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة نحو 14مستوطناً وجندياً آخرين. فيما تشهد الأيام الأخيرة اقتحاماً متكرراً لمدينة رام الله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

المشهد: استشهد فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية، مساء الخميس، بعد تنفيذه عملية دهس في مدينة البيرة قرب رام الله.

وقُتل جنديان إسرائيليان وأصيب آخران في هجوم مسلح نفذه مقاومون فلسطينيون شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية المحلتة، ظهر الخميس، وذلك بعد ساعات من استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال.

واستُشهد الشاب مجد مطير بعد تنفيذه عملية طعن فجر الخميس في البلدة القديمة في القدس، أصيب فيها عنصران من شرطة الاحتلال.

شاهد: لحظة تنفيذ شاب فلسطيني عملية طعن في القدس المحتلة، فجر اليوم.

Posted by ‎شبكة قدس الإخبارية‎ on Wednesday, 12 December 2018

واختطفت قوات إسرائيلية خاصة (مستعربوين) الشاب صالح البرغوثي، بعد إطلاق النار صوب مركبته، بتهمة تنفيذه هجوماً على مستوطنة "عوفرا" قرب رام الله، الأحد الماضي، أسفر عن إصابة 11 جندياً ومستوطناً إسرائيلياً، فيما نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن عائلة الشهيد قولها إنه أُعدم بعد اعتقاله.

ودارت مواجهات عنيفة في محيط منزل عائلة البرغوثي، ما أدّى إلى إصابة اثنين برصاص الاحتلال الحيّ، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

واستُشهد أشرف نعالوة بعد أن طُورِد منذ تنفيذه هجوماً في مستوطنة "بركان" قرب نابلس، أسفر عن قتل وجرح مستوطنين، في أكتوبر/تشرين الأول.

يأتي ذلك في سياق حملة عسكرية مكثّفة يجريها جيش الاحتلال في مدن الضفة الغربية وقراها، أسفرت ليل الخميس عن اعتقال 54 فلسطينياً.

وتبنّت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عمليتيْ البرغوثي ونعالوة، وقالت في بيان نُشر على موقعها "إن مقاومتنا ستظل حاضرةً على امتداد خارطة الوطن".

وفرضت قوات الاحتلال لإسرائيلي طوقاً على مدينة رام الله وأغلقت الطرقات أمام الفلسطينيين، إثر عملية إطلاق النار التي وقعت ظهر الخميس ومقتل الجنديين فيها.

الخلفية والدوافع: يقول الباحث الفلسطيني ساري عرابي لـTRT عربي إن هذه العمليات الأخيرة ليست أمراً استثنائياً، بل هي استمرار لمسلسل مقاومة طويل ممتد منذ صيف عام 2014، الذي أطلق سلسلة هبّات متتالية في القدس والضفة الغربية، وعدداً من العمليات الفردية.

وأضاف عرابي "العمليات منذ ذلك الحين تتوزّع بين فردية ومنظمة، أو متباعدة ومكثّقة، لكنها تترجم رغبة واضحة لدى الفلسطينيين في استعادة الضفة الغربية لدورها النضالي من أجل التحرر في فلسطين".

وعن حملات المداهمة والاقتحام والاعتقال التي تقوم بها قوات الاحتلال طيلة الفترة الماضية، يقول عرابي إنها ليست جديدة، لكنها تكثفت بعد عملية نعالوة، و"تحولت من كونها ليلية وموزعة في كامل الضفة، إلى حملات طيلة اليوم مع تركيز على شمال الضفة ومحيط مدينة طولكرم".

وينفي عرابي ارتباط الحملة الأخيرة بمطاردة نعالوة فقط، ويقول إن لها أبعاداً استخباراتية وأمنية مفتوحة، كما أنها تدخل في إطار "ملاحقة خلايا حركة حماس وفصائل أخرى في الضفة الغربية".

ما التالي: يرى عرابي في حديثه لـTRT عربي أن الضفة الغربية بعد الأحداث الأخيرة أمام احتمالين اثنين؛ الأوّل "تصاعد الأحداث بشكل مكثّف سواء من جهة العمليات أو المشاركة الشعبية، أو من جهة التصعيد العسكري من طرف الاحتلال"، لكن هذا الاحتمال مستبعد حسب عرابي، من باب أن الاحتلال غير معني بالتصعيد وفتح جبهة مواجهة مباشرة.

لهذا السبب، يرجح عرابي الاحتمال الثاني، باتجاه "مجرى الأحداث نحو هدوء نسبي، مع استمرار عمليات متفرقة من الجانب الفلسطيني، وعمليات أمنية من جانب الاحتلال".

شارع 60 الذي وقعت فيه عملية إطلاق النار ظهر الخميس (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً