نحو 100 ألف شخص استجابوا للحملة (فيسبوك)
تابعنا

تتوالى ردود الفعل الفلسطينية على الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، التي كان آخرها قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية. ويروج الاحتلال الإسرائيلي سياسة الضمّ وغيرها من جرائمه عبر صفحات لضباط من جيش الاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي صفحات توجّه رسائلها إلى الجمهور الفلسطيني والعربي باللغة العربية، وتجمّل الانتهاكات وتبرّر الجرائم وتضلّل المتابعين.

ولما كانت هذه الصفحات خطراً على المتلقي، قرّر الفلسطينيون محاربتها، إذ أطلقت صفحات فلسطينية حملة بعنوان "يا عندي يا عند المنسق"، دعت كل من سجّل إعجابه بصفحة "المنسق" عبر فيسبوك، إلى إلغاء ذلك.

ويخيّر النشطاء الفلسطينيون أصدقاءهم بين إلغاء الإعجاب بصفحة المنسق وإلغاء أنفسهم من قائمة أصدقائهم.

وأدّت مشاركة جمع كبير من الفلسطينيين في الحملة إلى سحب ما يقارب 100 ألف متابع إعجابهم بصفحة المنسق، خلال أقل من 48 ساعة، وهو رقم يزداد بسرعة.

والمنسق عضو في هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووحدة المنسق هي وحدة تتبع وزارة الجيش، ورئيسها هو عضو في هيئة الأركان الإسرائيلية، وتهدف إلى تطبيق سياسة الحكومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعادة تنشر صفحته أخباراً وإعلانات عن النشاطات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، بما يشمل ساعات عمل الحواجز والمعابر، وطرق الحصول على تصاريح الدخول إلى إسرائيل، لغرض العمل أو العلاج.

ويعتقد القائمون على الحملة أن "المنسق" عبر صفحته على فيسبوك يحاول استغلال حاجات الفلسطينيين، من ناحية العمل أو العلاج، لـ"تبييض صورة" الاحتلال الإسرائيلي، فيما رأى ناشطون أن تسجيل الإعجاب بصفحة "المنسق"، يعني دعم جرائم الجيش الإسرائيلي وانتهاكاته، وأنه شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.

وقالت صفحة "مش هيك" القائمة على الحملة، إن الهدف من إلغاء الإعجاب بصفحة المنسق أن "لا يساهم الفلسطينيون بانتشارها، ولتهشيم صورة المنسق وكل أشكال الاحتلال الناعمة، ولإنقاذ المواطنين من عواقب الإسقاط والخيانة، وتجنيبهم حيل هذه الصفحة".

عشرات الآلاف يستجيبون للحملة

ويُعَدّ احتفال صفحة "المنسق" الإسرائيلي الناطقة باللغة العربية، بتجاوز عدد متابعيها أكثر من 600 ألف معجب ومتابع، أمراً خطيراً للفلسطينيين ومحاولة لاختراق الوعي العربي، كما يرى النشطاء.

ويعتقد المختصّ في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، في تغريدة له على تويتر، أن "الدخول لصفحة المنسق يعني الاهتمام بمن لا يستحق إلا الإهمال، والمساهمة في التخفيف من حدة رفض الاحتلال، وترويض النفوس وتبريد حالة العداء، وتبديل اللغة المناسبة معه من الرصاص إلى الحوار".

واستغرب المرداوي في تغريدة أخرى بقاء البعض في صفحة المنسق، داعياً الجميع إلى أن يوضحوا لأصدقائهم خطورة البقاء في تلك الصفحات وعدم دعمها ولو بـ"لايك".

واعتبرت الصحفية الفلسطينية كريستين ريناوي، في منشور لها على فيسبوك، أن "العالم تغيّر وقواعد اللعبة أيضاً تغيرت، فالفلسطينيون يقودون حملة رقمية ضد ما يسمى (المنسق)، داعين الأصدقاء عندهم إلى إلغاء الإعجاب بصفحته"، وهو ما سمّته "شكلاً جديداً من أشكال المواجهة في عالم الديجيتال وبأقل الأمكانيات".

وأضافت ريناوي: "واضح أن الأرقام تقلّ، آلاف أو حتى عشرات الآلاف خلال سويعات ألغوا إعجابهم بصفحة المنسق بعد حملة شبابية على فيسبوك، عنوانها: #يا_عندي_يا_عند_المنسق".

وتساءلت: " هل سيردّ المنسق لخسارة لايكاته؟ وكيف؟ هذا الاحتلال اعتاد القمع والاعتقال والتحقيق والسجن والإقصاء وإلخ، ما العقاب الرقمي يا تُرى؟! وهل سيكون هنالك عقاب بالأصل؟ مَن ومَن سيلاحقون".

العالم تغيّر وقواعد اللعبة أيضاً تغيرت؛ الفلسطينيون يقودون حملة رقمية ضد ما يسمى "المنسق" داعين الأصدقاء عندهم إلى إلغاء...

Posted by Christine Rinawi on Friday, 29 May 2020

أما الناشط جاد قدموني، فقد اعتبر أن هذه الحملة تؤسّس لمرحلة جديدة "لها ما بعدها ولا عودة لما قبلها"، موضحاً أن هذه الخطوة تعني أن الفلسطينيين لن يسكتوا بعد اليوم على أي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف: "إلغاء الإعجاب يعني أننا لن نقبل كما قبلنا سابقاً حضوراً عسكرياً من الاحتلال مع مسؤولين كبار يحتفلون في افتتاح مشاريع في الضفة".

انك تشيل الإعجاب عن صفحة المنسق مش مجرد حركة ع الفيسبوك .. * شيل الإعجاب خلينا نأسس مرحلة لها ما بعدها ولا عودة لما...

Posted by Jad Qaddomi on Saturday, 30 May 2020

من جانبه اعتبر المتابع لشؤون الأسرى سهل نفاع، أن "الهدف الواضح للناس من تلك الصفحات هو التواصل مع الفلسطينيين لتقديم الخدمات الإنسانية (علاج، تصاريح عمل، تسهيل زيارة أقارب، إلخ)، لكن الحقيقة أن الاحتلال يحاول أن يخفي الوجه الحقيقي له، ويقدم تسهيلات للراغبين في الحصول على الخدمات اليومية بشكل دعائي تجميلي (النص الحنون)".

وأضاف أن المنسق يحاول أن يجعل التواصل اليومي مع الاحتلال مباشراً وبعيداً عن الجهات الرسمية، بالتالي الحصول على المعلومات الشخصية وصولاً إلى الإسقاط، وكسر الحواجز النفسية والجغرافية مع الفلسطينيين، وإقناعنا بفكرة التعايش المشترك.

#خليك_واعي ليه لازم نلغي متابعة صفحة المنسق؟ الهدف الواضح للناس هو التواصل مع الفلسطينيين لتقديم الخدمات الإنسانية (...

Posted by ‎سهل نفاع‎ on Friday, 29 May 2020

قلقٌ إسرائيلي

وأثارت الحملة جدلاً في إسرائيل، إذ علقت قناة "كان" العبرية قائلة: "منذ الليل، بدأ النشطاء الفلسطينيون على الشبكات الاجتماعية مقاطعة الصفحات المتعلقة بإسرائيل والتركيز على صفحة فيسبوك الخاصة بمنسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية الجنرال كميل أبو ركن، حتى الآن الحملة أدت إلى إزالة عشرات الآلاف من الإعجابات من الصفحة".

أما موقع "والا" العبري فوصف الحملة بـ"الشرسة والمقلقة"، وأضاف: "الفلسطينيون يغادرون الصفحة بسرعة كبيرة".

وقال أمير بوخبوط المحلل العسكري لموقع "واللا" العبري، إن الحملة الفلسطينية ضد صفحة الفيسبوك التابعة لمنسق أنشطة الحكومة في المناطق "عدوانية ومثيرة للقلق".

وأضاف في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر: "علامة أخرى على وجود صدع يتسع مع السلطة الفلسطينية في ضوء نية تنفيذ الضم".

وعلقت القناة 12 الإسرائيلية قائلة: "حملة شرسة يشنّها الفلسطينيون عبر الإنترنت لمقاطعة صفحة فيسبوك الخاصة بمنسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية الجنرال كميل أبو ركن".

TRT عربي
الأكثر تداولاً