الجانب الحدودي بين الأردن واسرائيل في منطقة الباقورة (Others)
تابعنا

"لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام."

الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين

كانت هذه الكلمات التي صرح بها الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين، قبل خمسة أيام من انتهاء اتفاقية تجديد استئجار أراضي الباقورة والغمر الواقعتين في الأردن للجانب الإسرائيلي، والتي استمرت لمدة 25عاماً وفقاً لمعاهدة السلام المعروفة بمعاهدة "وادي عربة" المبرمة بين البلدين عام 1994، وذلك عقب حراك وضغط شعبي، استمر لمدة أسابيع لاسترداد هذه الأراضي.

الملك عبدالله الثاني: الغمر والباقورة أراض أردنية وستبقى أردنية

Posted by The Royal Hashemite Court on Sunday, 21 October 2018

فما هي حكايتهما؟

الباقورة هي أرض زراعية تقع في منطقة الأغوار الشمالية في الأردن، تبلغ مساحتها حوالي 6آلاف دونم.

في الخامس من آذار من عام1926، منحت سلطات الانتداب البريطاني شركة الكهرباء الفلسطينية المملكة لبنحاس روتنبرغ أحد قادة الحركة الصهيونية، حق توليد الطاقة الكهربائية عن طريق استخدام مياه نهري اليرموك والأردن لتوليد وتوزيع الكهرباء، لمدة سبعين عاماً. ثم اقر المجلس التنفيذي لشرق الأردن، ببيع ستة آلاف دونم للشركة، لإنشاء مولدات في الأراضي الواقعة عند ملتقى نهري الأردن واليرموك.

الغمر تقع في منطقة وادي عربة، و تبلغ مساحتها 4000 دونم تقريباً، إذ تبعد عن طريق البحر الميت كيلو متراً واحداً فقط، عقب حرب 1948، توسع الإسرائيليون بالزراعة في أراضي الغمر، وتمكنوا من استيطانها. إسرائيل رفضت أن تتخلى عن الغمر، وبعد المفاوضات، تم إدراجها تحت نظام خاص، بحيث ينطبق عليها ما ينطبق على الباقورة في اتفاقية معاهدة السلام. 

معاهدة السلام وعقود الإيجار:

نصت معاهدة السلام التي وقعت بين الأردن وإسرائيل عام 1994، ضمن الملحق ١(ب) و ١(ج)، أن المنطقة تقع تحت السيادة الأردنية وفيها حقوق ملكية أراض خاصة ومصالح مملوكة إسرائيلية لمدة 25عام، وعليه سيمنح الأردن حرية غير مقيدة للمتصرفين بالأرض وضيوفهم أو مستخدميهم بالدخول والخروج منها واستعمالها والحركة ضمن حدودها، وأن يسمح للمتصرفين بالأرض بالتخلي عن حقوقهم بالتصرف بالأرض، وعلى ألا يطبق الأردن أي تشريعات جمركية ، على المتصرفين بالأرض أو ضيوفهم أو المستخدمين الذين يستخدمون الأرض لأغراض الزراعة أو السياحة.

نقطة التحول جاءت في المادة رقم (6) من المعاهدة والتي تنص على أن : يستمر هذا الملحق نافذ المفعول لمدة خمس وعشرين عام، ويجدد تلقائيا لفترات مماثلة ما لم يخطر أحد الطرفين الطرف الآخر بنيته بإنهاء العمل بهذا الملحق قبل سنة من انتهائه وفي هذه الحالة يدخل الطرفان في مشاورات حيالها بناء على طلب أي منهما.

في مفاوضات وادي عربة، رفضت "إسرائيل" إعادة أراضي الباقورة المحتلة، ووافق المفاوض الأردني على وضعها تحت نظام خاص يسمح لـ"إسرائيل" بالسيطرة عليها. لكن كيف صارت #الباقورة محتلة أصلًا؟ #أراضينا #الباقورة_والغمر

Posted by ‎أراضينا: الحملة الوطنية لاستعادة الباقورة والغمر‎ on Sunday, 18 March 2018

معنى قرار الإلغاء:

قرار إلغاء ملحقي الباقورة والغمر الذي أبلغ به الجانب الأردني بتاريخ 21أكتوبر / تشرين الأول الجانب الإسرائيلي، يعني أن تدخل الأردن بحيز من المفاوضات بين الطرفين، ومن ثم قد يعمل بطلب أحد الطرفين إما بالتجديد أو الإلغاء.

في ظل ذلك، فقد صرح بالأمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه سيتفاوض مع الأردن من أجل تمديد استئجار الأراضي بمقتضى معاهد السلام، رافضاً قرار الإلغاء الذي اعتبرته تل أبيب "مفاجئ".

الردود الإسرائيلية:

توالت ردود غاضبة من قبل وسائل الإعلام العبرية عقب تصريح الملك عبد الله الثاني، فقد ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن القرار الأردني لم يشكل مفاجأة "ولا قيمة استراتيجية له "وإن المشكلة هي في توقيت وشكل الإعلان الأردني للتنصل من روح اتفاق السلام.

ووضح الباحث في الشؤون الإسرائيلية نواف الزرو ل TRTعربي، "أن ردة الفعل هذه من الجانب الإسرائيلية هي طبيعية ومتوقعة."

"هناك تسريبات من اليمين الإسرائيلي أنهم يسعون للضغط على الأردن من أجل التفاوض مجدداً على تجديد الاتفاقية، وسيسعى نتنياهو بكل طاقته للوصول للتجديد."

نواف الزرو الباحث في الشؤون الإسرائيلية

فيما هدد وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أريئيل، بقطع المياه عن العاصمة الأردنية عمان، رداً على إعلان إلغاء الملحقين، حيث أشار لنا الزرو أن " حديث وزير الزراعة هو مجرد كلام في الهواء وحرب إعلامية، فلن يتمكنوا من اتخاذ كهذه الخطوة بسبب وجود معاهدة سلام بين الأردن وإسرائيل وفي حال اتخذت فهي ستقود لحرب لن تكون لصالح أحد".

منطقة مساحتها ٤٠٠٠ دونم تقع بالكامل داخل حدود #الأردن، وضعتها معاهدة وادي عربة تحت نظام خاص يعترف للمستوطنين بـ"حقوق استعمال إسرائيلية خاصة" فيها، بعدما احتلتها "إسرائيل" عام ١٩٦٨. #الغمر #أراضينا

Posted by ‎أراضينا: الحملة الوطنية لاستعادة الباقورة والغمر‎ on Monday, 26 March 2018

ماذا سيحل بالأراضي المتنازع عليها؟ خيارات الأردن في التفاوض

يبقى السؤال هنا ما لذي سيحل بالمشاريع المقامة على أراضي الباقورة والغمر، في حال استمر قرار إلغاء الاتفاق تجديد استئجار الأراضي لصالح إسرائيل، فهل ستكون للحكومة الأردنية الحق في السيطرة على هذه المشاريع، واستغلال المنتجات الزراعية التي تصدر عبر هذه الأراضي للاستفادة منها؟

الأمين العام لوزارة المياه والري والمشارك في مفاوضات السلام عام 1994سليم البطاينة يوضح لTRTعربي، أن "أمام الأردن خيارين منفصلين حول موضوع الباقورة والغمر، فسيتم معاملة كل منهما على حدى."

 وبحسب البطاينة فإن "الباقورة هي أرض مباعة منذ الانتداب البريطاني ومملوكة "بقواشين" لملاك يهود، فعلى الأردن المفاوضة إما على مبادلتها بأراضي أخرى أو إعادة شرائها من الجانب الإسرائيلي والتي ستكون مهمة صعبة بالتفاوض مع الإسرائيليين."

 "أما الغمر فهي أرضي أردنية خالصة، ومسجلة في سجلات الخزينة الأردنية، واحتلت بحجة إنشاء مراكز بحثية لتطوير المنتجات الزراعية من قبل الجانب الإسرائيلي، وقد كنت حاضراً في تلك المفاوضات، التي اقترح خلالها عدد من الباحثين الإسرائيليين لإنشاء مراكز بحثية في أراضي الغمر."

"تعرضنا لخدعة من قبل الإسرائيليين لأنهم قاموا بالتوسع والاستيطان في الأرض. وعلى هذا سيكون على الأردن المفاوضة لاسترجاع الغمر بشكل خالص".

سليم البطاينة أمين عام وزارة المياه والري ومشارك في مفاوضات السلام عام 1994
فإلى أين ستقود هذه المفاوضات؟!
المناطق الحدودية التي حصلت عليها اسرائيل بموجب معاهدة السلام مع الأردن عام 1994 منها أراضي الباقورة والغمر (Others)
TRT عربي
الأكثر تداولاً