آبل وأمازون تنفيان تعرضها للاختراق من قبل رقاقات إلكترونية مدمجة من الصين (AA)
تابعنا

أسفرت محادثات بين وكالة بلومبيرغ والإدارة الأميركية في عهد باراك أوباما وفي ظل دونالد ترمب إلى كشف الوكالة عن تحقيقات تمت في سرية تامة أكدت وجود رقاقات إلكترونية صينية في أجهزة شركتي أمازون وآبل. 

ونشرت الوكالة تقريراً يكشف اختراقاً لأكثر من 30 شركة أميركية من خلال رقاقات إلكترونية في حجم حبة الأرز، مزروعة في لوحات البرمجيات الخاصة ببعض الأجهزة من شركتي أمازون وآبل، من بينها أجهزة خاصة بالتواصل مع وكالة الفضاء الدولية وأجهزة تصوير في الطائرات بدون طيار الخاصة بالاستخبارات المركزية الأميركية. 

اختراق لشركات وبنوك وحكومات

وكشف مسؤول أميركي لوكالة بلومبيرغ أن الاختراق شمل 30 شركة أميركية من بينها بنوك وشركات متعاقدة مع الحكومة الأميركية وشركة آبل. وكشف موظفون في آبل، رفضوا كشف هويتهم، أن الشركة كانت تخطط  لطلب أكثر من 30.000 من الخوادم (servers) لشبكة جديدة من المراكز المعلوماتية من الشركة المزودة (Supermicro)، إلا أن آبل قطعت علاقتها مع الشركة المزودة لتلك الخوادم لأسباب غير معلنة عام 2016. 

كان هدف الصين الأساسي من الاختراق هو سرقة معلومات من المستوى الرفيع خاصة بالمؤسسات الأميركية ومعلومات حساسة من الحكومة أيضاً، لا نعتقد بأن الاختراق يستهدف سرقة معلومات الزبائن

مسؤول أميركي لوكالة بلومبيرغ

وتأتي تداعيات الاختراق الصيني بعد العقوبات الأميركية التجارية على الصين التي ركز ترمب فيها على وضع عقوبات تحديداً على لوحات البرمجيات (motherboards) و المعدات البرمجية (hardware) ضد الصين، مما يؤدي إلى تحول الشركات الأميركية لاستيرادها من بلاد أخرى. 

يذكر أن الأجهزة المخترقة المزودة من شركة (Elemental server)، التي استحوذت عليها شركة أمازون عام 2015، كانت جزءاً من مشروعات أميركية للتجسس ومشروعات استثمارية للاستخبارات الأميركية  من خلال التصوير بالطائرات بدون طيار ومشروعات الوكالة ناسا ومهمات خاصة بالأمن الوطني الأميركي.

"اللوحات الأم" الإلكترونية مصدرها الصين

وتعد شركة "Supermicro " هي الشركة الأساسية المزودة بـ"اللوحات الأم" المُخترقة. تم تأسيس الشركة على يد مهندس تايواني، سهًل تعاون المصانع التايوانية ومن ثم الصينية مع شركات وادي السيليكون الأميركية لإنتاج لوحات ومعدات البرمجيات خارج الولايات المتحدة. 

تسيطر الشركة على أغلب خوادم لوحات البرمجيات حول العالم، وتسيطر على سوق اللوحات المصممة لأجهزة ذات استخدامات خاصة، مثل أجهزة الرنين المغناطيسي على سبيل المثال، وتستورد تلك الوحات من المصانع الصينية بينما تقع مقراتها الرئيسية في الولايات المتحدة وهولندا وتايوان. 

اختراق شركة Supermicro يعني الهجوم على العالم كله

مسؤول سابق في المخابرات الأميركية لوكالة بلومبيرغ

 آبل وأمازون.. نفي وتكذيب

نفى الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة أمازون ما ورد في تقرير بلومبيرغ. وقال في تغريدة على تويتر إن ما أثارته وكالة بلومبيرغ غير صحيح.

من جانبها، نفت شركة آبل ما ورد من معلومات على تقرير وكالة بلومبيرغ فيما تعلق بوجود رقاقات إلكترونية مدمجة للتجسس. وأكدت شركة آبل على عدم وجود اختراق لشبكاتها وأن تقرير وكالة بلومبيرغ "مخيب للآمال". 

انهيار في سوق الأسهم 

أسفر الجدل الذي أثاره تقرير وكالة بلومبيرغ عن انهيار في أسهم شركة "supermicro" اليوم بنسبة 40% بعد الأخبار المتداولة بالتلاعب الصيني في منتجات الشركة من لوحات ومعدات برمجية حول العالم، بينما انخفضت أسهم شركة آبل1% وشركة أمازون بنسبة 1.5%. 

يأتي ذلك تزامناً مع اتهام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الصين بمحاولتها التدخل في الانتخابات الأميركية مما يدعم ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمحاولة الصين التدخل في الانتخابات. 

وفي مؤتمر للأمن السيبيري، قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستين نيلسن "نحن نعلم أن الصينيين يمتلكون القدرة والإرادة ونحن في حالة تأهب مستمرة للمراقبة" مشيرةً إلى "أن الولايات المتحدة لا تملك مؤشر واضح لوجود "خصم أجنبي" يحاول تحطيم البنية التحتية الانتخابية".  

صرحت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستين نيلسن بحالة التأهب الأميركية تجاه قدرة الصين على اختراقها الأمني (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً