الرئيس السوداني عمر حسن البشير في إحدى المظاهرات المؤيدة له (AP)
تابعنا

ما المهم: دخلت الاحتجاجات المتواصلة في عدة مدن سودانية أسبوعها الرابع، واتسعت رقعتها لتصل إلى دارفور للمرة الأولى.

وكانت صحيفة التايمز البريطانية نشرت، الخميس، تقريراً قالت فيه إن الحكومة السودانية تستعين بمرتزقة روس من أجل قمع المظاهرات في العاصمة الخرطوم.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر معارضة أن شركة "واغنر" الروسية الأمنية الخاصة، تنشط بين صفوف القوات التي تقمع المتظاهرين، وتمد قوات الأمن والمخابرات السودانية بالدعم الإستراتيجي والتدريب العملي.

ونشرت الصحيفة صوراً لأشخاص ذوي بشرة بيضاء مرتدين زياً مموهاً يتم نقلهم في شاحنات، ويراقبون التظاهرات المعارضة للحكومة.

من جهته، نفى وزير الداخلية السوداني أحمد بلال عثمان صحة المعلومات التي أوردتها التايمز البريطانية، وقال في تصريحات لصحيفة العربي الجديد إن "ما أرودته الصحيفة البريطانية عارٍ تماماً عن الصحة، بل مجرد فِرية القصد منها الإساءة إلى الحكومة"، مشيراً إلى أنه "لو كان هناك روس موجودون في الميدان لأخبر عنهم المتظاهرون".

المشهد: قال شهود إن قوات الأمن السودانية اشتبكت مع محتجين في ثلاث مدن، الأحد، مع تواصل المظاهرات ضد حكم الرئيس عمر البشير للأسبوع الرابع.

وأفاد شاهد لوكالة رويترز أن قوات الأمن طاردت مجموعات من المحتجين في شمال الخرطوم وتعقبتهم في الشوارع الجانبية وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في عدة مناطق.

وواجه رجال الشرطة المحتجين بالغازات المسيلة للدموع في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وفي نيالا كبرى مدن إقليم جنوب دارفور، للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات.

وطوقت قوات من الشرطة والأمن والدعم السريع منطقة المحطة الوسطى في الخرطوم بحري، بعدما حددتها المعارضة مكاناً لانطلاق موكبها الذي يُعدّ السادس من نوعه منذ الشهر الماضي، إلا أن المتظاهرين نجحوا في كسر الحواجز الأمنية، والتظاهر داخل عدد من أحياء المدينة، ومنها الشعبية والدناقلة والديوم وشمبات والمزاد، وترديد هتافات تطالب بإسقاط النظام.

ونشرت صفحة تجمع المهنيين السودانيين، إحدى المجموعات المعارضة، على فيسبوك جانباً من مظاهرات الأحد في منطقة بحري في العاصمة الخرطوم.

ثوار بحري و الرقص على أنغام الهتاف بالحرية .. #مدن_السودان_تنتفض #موكب13يناير

Posted by ‎تجمع المهنيين السودانيين‎ on Sunday, 13 January 2019

الخلفيات والدوافع: يشهد السودان احتجاجات اندلعت في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب ارتفاع الأسعار وشح السلع، إلا أنها تطورت لتأخذ طابعاً سياسياً حيث طالب المتظاهرون بإسقاط النظام.

واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع لفض المظاهرات واعتقلت محتجين وشخصيات معارضة. قالت لجنة حكومية لتقصي الحقائق إن عدد قتلى الاحتجاجات بلغ 24، فيما أكدت منظمة العفو الدولية أن عدد القتلى وصل إلى 40 على الأقل.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير دعا معارضيه إلى الانتظار ومنافسته في انتخابات 2020 إن أرادوا تغييراً سلمياً وتداولاً للسلطة.

ما التالي: قال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني راشد سيد أحمد الشيخ، إن "شركة واغنر التي أشار إليها تقرير جريدة التايمز هي شركة أنشئت على غرار بلاك ووتر الأميركية، التي كان معروفاً أنها تجند ضباطاً وجنوداً متقاعدين للقيام بمهام عسكرية وأمنية مقابل المال".

وأضاف المعارض السوداني في حديث لـTRT عربي، أن "نظام البشير قائم على القمع الممنهج عبر العديد من الأذرع العسكرية والأمنية، والنائب السابق لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه تحدث قبل ذلك عما يُعرف بكتائب الظل، ولكن يبدو أن البشير لم يعد يثق ثقة تامة في تلك القوات والكتائب، لذلك أراد الاستعانة بتلك الشركة الروسية لتدريب الموالين له، وتأمين موقفه إذا ما أراد بعض رجاله التخلي عنه".

وفيما يتعلق بمستقبل الحراك الاحتجاجي الحالي، قال الشيخ إن "الثورات والانتفاضات الشعبية لا تسير دائماً في خط مستقيم، وإنما تسير خطوتين إلى الأمام ثم تتعثر وتعود إلى الخلف"، وتابع "الشعب السوداني الذي قام بأول ثورة شعبية عربية وأفريقية تطيح بنظام عسكري في 1964 لديه خبرة كبيرة في هذا المضمار".

ورأى المعارض السوداني أن "الحراك الحالي هو نتيجة لتراكم خبرات طويلة"، مرجحاً أن "تستمر الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبها بإسقاط النظام كاملاً وليس رأسه فقط ممثلاً في الرئيس البشير".

في المقابل، قال الرئيس السوداني عمر البشير، الإثنين، إن حكومته تعمل على حل المشكلة الاقتصادية التي أثارت احتجاجات شعبية على مدار الأسابيع الماضية.

وأضاف البشير أمام حشد جماهيري في ولاية جنوب دارفور قائلاً إن "هناك مشكلة اقتصادية نعمل على حلها، لكن ليس الحل عبر التخريب والحرق والنهب".

وتابع "أعداء السودان كثيرون ولا يعجبهم الاستقرار والأمن في السودان، لكننا سنوفر الأمن والاستقرار رغم أنفهم"، متوجهاً بالشكر إلى دول مصر وجنوب السودان وإثيوبيا وتشاد لإرسالهم وفوداً لدعم الحكومة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً