صورة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جانباً من احتجاجات أساتذة الجامعات في الخرطوم 
تابعنا

ما المهم: تقترب الاحتجاجات في السودان من نهاية أسبوعها الثامن، على الرغم من سعي السلطات إلى تقييدها والسيطرة على رقعة اتساعها، ما تسبب في ارتفاع أعداد المعتقلين.

وشهدت العاصمة الخرطوم مظاهرات متفرقة في عدد من الأحياء خلال الأسبوع الأخير، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط الرئيس السوداني عمر البشير، فيما ردّت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع في مسعى إلى تفريقهم.

وعلى الرغم من تصريح الرئيس عمر البشير، الذي أشار فيه إلى أنّ الشعب السوداني يمارس حقه في التعبير وفقاً للقانون، إلا أن التضييق على الإعلاميين، وأساتذة الجامعات ما زال مستمراً، وهو ما تؤكده الاعتقالات التي طالت 14 أستاذاً جامعياً، تظاهروا، الثلاثاء، خارج جامعة الخرطوم، إضافة إلى اعتقال عدد من الإعلاميين قبل بدء وقفة احتجاجية في الخرطوم.

المشهد: قال شهود عيان إن قوات الأمن السودانية ألقت القبض على 14 أستاذاً جامعياً تجمعوا للاحتجاج في الخرطوم، الثلاثاء.

وأشار الشهود، إلى أن الأمن اعتقل عدداً من أساتذة الجامعات، أثناء تنفيذهم وقفة احتجاجية داعمة لمطالب المتظاهرين بإسقاط النظام وتنحي الرئيس عمر البشير، وفق وكالة الأناضول، وذلك بدار أساتذة جامعة الخرطوم وسط العاصمة.

وأفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن عدد المعتقلين من أساتذة الجامعة بلغ 14 أستاذاً، فيما تم تنفيذ الوقفة.

في سياق متصل، ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن شهود عيان أن أطباء تجمعوا خارج مستشفيات حكومية وخاصة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى احتجاجاً على حكم الرئيس عمر حسن البشير، فيما خرج نقابيون وطلاب ونشطاء من المعارضة وغيرهم للاحتجاج.

وأظهرت صور نُشرت على الإنترنت، الثلاثاء، أشخاصاً يحملون لافتات كُتب عليها "حرية.. عدالة.. سلام" و"لا لقتل وتعذيب المتظاهرين" وغيرها من الشعارات. وفي وقت سابق الثلاثاء، نفذ الأطباء والصيادلة واختصاصيو المختبرات الطبية وقفات احتجاجية في 9 مدن سودانية.

وذكر "تجمع الإعلاميين السودانيين" أن عدداً من الإعلاميين تعرضوا للاعتقال قبل بدء وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الإعلام في الخرطوم، للمطالبة بـ"الحريات وحرية الصحافة والإعلام".

ردود الفعل: قال تجمع سوداني مستقل وشهود عيان، إن القوات الأمنية اعتقلت، الثلاثاء، عدداً من أساتذة الجامعات والإعلاميين، على هامش وقفتين احتجاجيتين منفصلتين بالعاصمة الخرطوم، دعا إليهما تجمع المهنيين السودانيين.

وأوضح بيان صادر عن تجمع الإعلاميين السودانيين أن القوات الأمنية اعتقلت عدداً من الإعلاميين، قبل بدء وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الإعلام بالخرطوم، تطالب بالحريات وحرية الصحافة والإعلام.

وأضاف البيان، أن عدداً من الإعلاميين وأساتذة الإعلام، توافدوا إلى موقع الوقفة، لكن القوات الأمنية اعتقلت الإعلاميين: أبوبكر عابدين، ووائل محمد الحسن، وعزيزة عبد الكريم، وآخرين، لم يتبين عددهم وهويتهم بعد، فيما لم تُنفذ الوقفة.

قال الرئيس السوداني عمر البشير إن الشعب السوداني يمارس حقه في حرية التعبير وفقا للقانون. وأضاف "القوانين نصّت على إنشاء المجلس القومي للصحافة والمطبوعات لمتابعة أداء الصحف وفقاً للقانون، و"التنسيق مع أهل المهنة، مما ضاعف من عدد الصحف اليومية في بلادنا".

وأضاف البشير في كلمة ألقاها في الجلسة المغلقة للقمة العادية للاتحاد الأفريقي، التي تحتضنها أديس أبابا أن "السودان تبني برنامج إصلاح شاملاً لدولاب العمل الحكومي وتجويد الأداء في كافة مرافق الدولة".

بين السطور: قالت الإعلامية السودانية ميادة كمال الدين لـ TRTعربي إن "الأجهزة الأمنية تبرر اعتقالاتها، فضلاً عن سحب تصاريح بعض الإعلاميين، بأنه يندرج ضمن إطار تقديراتها الخاصة". وأشارت إلى أن الإعلاميين تعرضوا لمثل هذه المعاملة في كثير من الدول العربية "والسودان ليس استثناء"

وأضافت "السلطات السودانية سعت إلى سحب تراخيص عدد من الإعلاميين، للأسف الشديد، والأجهزة الأمنية تقول إن السودان يمر بظروف استثنائية".

ولفتت إلى أن الإعلاميين غير مستهدفين بالاعتقال "إلى الدرجة التي تحاول بعض الوكالات إظهارها، ولكن أكثرهم يتعرض للإيقاف والتحقيق".

وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أدانت "الحملة القمعية" التي تشنها السلطات السودانية ضد وسائل إعلام على خلفية قيامها بتغطية الموجات الاحتجاجية التي تجتاح البلاد. وأشارت إلى أن السلطات قامت بسحب رخص مزاولة المهنة من مراسلي بعض الشبكات والوكالات.

ودعت المنظمة السلطات السودانية "أن تكف عن ممارساتها الرامية لانتهاك حرية الرأي والتعبير والاعتداء على حرية الصحافة".

TRT عربي
الأكثر تداولاً