تكمن أهمية الزيارة بعد التقارب الكبير في علاقات البلدين اللذين تجاوزا الآثار التي فرضتها الأزمة الخليجية قبل ثلاث سنوات (DPA)
تابعنا

عادت العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر تسير نحو تقدم كبير خاصة بعد تبادل عودة السفراء بين البلدين، منتصف العام الماضي، وتقديم قطر مساعدات للمملكة بقيمة 500 مليون دولار.

وتكمن أهمية الزيارة بعد التقارب الكبير في علاقات البلدين اللذين تجاوزا الآثار التي فرضتها الأزمة الخليجية قبل ثلاث سنوات، ورغم مرورهما بأزمة فإن البلدين حافظا على العقلانية في إدارتها، فقد فرض الحصار الكبير على الدوحة ضغوطاً كبيرة على عمان من قبل الدول المُحاصِرة، في محاولة من الأخيرة قطع علاقات البلدين، إلا أن تلك الضغوطات لم تُجدِ نفعاً وقوبلت برفض واتخاذ إجراءات مخففة ومؤقتة مع بقاء قنوات اتصال بين البلدين.

وبعد الزيارة الأخيرة التي أجراها أمير قطر إلى الأردن في 30 مارس/آذار 2014، ضمن أول جولة خارجية له بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد، منتصف 2013، بدت العلاقات فاترة لتعود الآن تتوطد من جديد، إذ بدأ أمير قطر جولته العربية بزيارة الأردن، لتكون المملكة المحطة الأولى له في أول نشاطاته الخارجية خلال 2020.

الزيارة التي أثمرت اتفاق بين الدولتين على تفعيل اللجنة العليا المشتركة لتعزيز التعاون المشترك في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم العالي، عكست حرص الزعيمين على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها.

وبالإضافة إلى تبادل الخبرات والتدريب ضمن التحضيرات القطرية لتنظيم بطولة كأس العالم 2022 في قطر، وعدت قطر بتوفير 10 آلاف فرصة عمل للمواطنين الأردنيين، إضافة إلى عدد الوظائف التي وفرها للأردنيين سابقاً، كما حرصت قطر على دعم صندوق التقاعد العسكري الأردني بمبلغ 30 مليون دولار.

العلاقات بين قطر والأردن عادت إلى طبيعتها، وهناك تنسيق بين البلدين على المستويين السياسي والاقتصادي

أمجد العضايلة - وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني

علاقات استراتيجية

ووصفت صحيفة الشرق القطريةالعلاقات القطرية الأردنية بالتاريخية والمتينة، وأن المباحثات التي أجراها الزعيمان سترتقي بها إلى آفاق أرحب من التعاون والشراكة الاستراتيجية، وعرجت إلى اهتمام البلدين المشترك بالقضية الفلسطينية لنيل حقوقه المشروعة واستقرار المنطقة ومحاولتهما التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تواجهها المنطقة للحفاظ على أمنها واستقرارها.

وشرحت الصحيفة كيف تعزز أوجه التعاون بين قطر والأردن العلاقات الثنائية في شتى المجالات، وكيف تعدت الدوحة الحصار ولاقت الترحيب الرسمي والشعبي، وهو ما أشارت إليه الكاتبة ابتسام آل سعدفي مقال لها بجريدة الشرق، واصفة محاولات دول الحصار الضغط على الأردن لقطع علاقتها بقطر بالحماقات.

وقالت الكاتبة إن "الأردن سَمَت فوق المراهقة السياسية وحافظت على علاقاتها المتميزة مع قطر رغم علمها أن ذلك يمكن أن يعود عليها بالخسارة الكبيرة، ولكن أبت إلا أن تحافظ على مبدأ العلاقة الأخوية، وتبقى العلاقة التاريخية".

توطيد العلاقات الخارجية

وفي الصحيفة ذاتها، أكد الباحث والكاتب الأردني خالد وليد محمود، أن "السياسة الخارجية القطرية تبنّت خلال العامين الماضيين استراتيجية مبنية على التحرك السريع في كل الاتجاهات، لتحقيق أهدافها بنجاح"، مشيراً إلى أن الجولة الخارجية أدت إلى تنامي الدبلوماسية القطرية وزيادة قوتها الخارجية.

وتحدث الباحث عن أن الجولات الخارجية التي قام بها الأمير القطري جاءت من "أجل تعزيز حضور قطر الدولي ودعم علاقاتها مع الخارج، وهو ما جعلها محط أنظار كثير من دول العالم"، مشيراً إلى "تبني قطر لسياسة خارجية مبنية على الانفتاح على جميع دول العالم، بمختلف القارات، وتنويع وتعزيز علاقاتها بالمجتمع الدولي، وهي العلاقات التي ازدادت قوة وتأثيراً بعد فرض الحصار عليها".

في المقابل، استفاد الأردن من هذه الزيارة في "مقاربة علاقاته الخارجية ومصالحه الوطنية، وهي مقاربة لا تضر أحداً بل تضمن علاقات طيبة مع الجميع، حسب ما قاله الكاتب فهد الخيطان في موقع عمون الأردني.

وشدد الكاتب على اعتقاد السياسيين بأن الخطوة الأردنية باتجاه الدوحة، مقدمة لخطوات مماثلة على مسارات دبلوماسية أخرى، "خاصة بعد أن عانى الأردن طويلاً من صراعات المنطقة وحروبها، ودفع ثمناً باهظاً من اقتصاده ومستوى معيشة شعبه".

وأضاف "منذ حرب الخليج الأولى عانى الأردن من سوء الفهم لعلاقاته ومواقفه حيال دول الخليج، وقد عمل لسنوات طويلة لتجاوز هذه الحالة، وبناء علاقات متوازنة وقوية مع جميع الدول بصرف النظر عن مواقفها من قضايا المنطقة والعلاقات البينية. ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، هو تأكيد على هذا المبدأ. ليس إلا".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً