الهجمات الأخيرة لنظام الأسد قطعت آخر الأغصان التي يتمسك بها المدنيون، بحسب بيان العفو الدولية (AA)
تابعنا

ستة عشرة مستشفى خرجت عن الخدمة خلال ثلاثة أسابيع، نتيجة قصف وهجمات قوات النظام السوري في إدلب وحماة التي تندرج في إطار اتفاق خفض التصعيد، رغم الإعلان الروسي لوقف إطلاق النار من طرف واحد منذ منتصف ليلة الثامن عشر من الشهر الجاري، وهو ما بدا جلياً أنه لم يتحقق على أرض الواقع.

خلقت هجمات النظام حالة من عدم السيطرة على الوضع الإنساني في مناطق خفض التصعيد، مما أدى إلى ارتفاع الأصوات المنادية بضرورة التدخل الإغاثي العاجل لوقف الهجمات العسكرية التي تسببت في نزوح ما يقرب من نصف مليون إنسان.

وقال مراسل TRT عربي أحمد سعيد إن 400 ألف نازح هربوا نتيجة عمليات القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي والشمالي.

وأكد المراسل لعديداً من المناطق والقرى المجاورة بقي فيها أهلها دون مراكز صحية، بعد تعرض أغلب المراكز للتدمير، موضحاً أن عوائل بعشرات الآلاف ما زالت تفترش العراء، ولا توجد خيام تستوعب الأعداد الكبيرة من النازحين.

وتعاني منطقة ريف إدلب الشمالي من الاكتظاظ بالنازحين نتيجة حملات سابقة للنظام على مناطق مختلفة في حمص والغوطة.

بدورها استنكرت منظمة العفو الدولية هجمات النظام السوري على المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى في محافظتي إدلب وحماة، وعدتها "جرائم ضد الإنسانية".

وقالت مديرة بحوث الشرق الأوسط في المنظمة لين معلوف، في بيان إن قصف المستشفيات، التي تقدم الخدمات الصحية، يعد "جريمة حرب"، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة قطعت آخر الأغصان التي يتمسك بها المدنيون الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية لتبقيهم على قيد الحياة.

ونقل البيان عن شهود عيان قولهم إن هجمات عديدة للنظام استهدفت مستشفى نبض الحياة في قرية حاس، ومستشفى بلدية كفرزيتا، ومستشفيي الجراحي والشام في كفرنبل خلال الفترة ما بين 5 و11 مايو/أيار الحالي.

وأضافت: "سابقًا استُهدفت المراكز الصحية مرارًا في هجمات ممنهجة ضد المدنيين، والهجمات الأخيرة مثال على ذلك، وتأتي ضمن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية".

ولفت البيان إلى أن المنظمة التقت 13 موظفاً صحياً تضرروا من الاشتباكات، ودعمت شهاداتهم بمقاطع فيديو. ونقل البيان عن شهود عيان قولهم إن هجمات عديدة للنظام استهدفت مستشفى نبض الحياة في قرية حاس، ومستشفى بلدية كفرزيتا، ومستشفيي الجراحي والشام في كفرنبل خلال الفترة ما بين 5 و11 مايو/أيار الحالي.

وشدد البيان على أن تلك المراكز التي كانت تقدم خدماتها الصحية لـ300 ألف شخص على الأقل في الريفين الشمالي والغربي لحماة والجنوبي لإدلب، لم تعد تعمل وتوقفت عن تقديم الخدمات.

الأزمة الإنسانية في مناطق خفض التصعيد تتفاقم نتيجة هجوم النظام وروسيا، إذ ذكرت جمعية "منسقو الاستجابة في الشمال أن 191 ألفاً و674 يتيماً على الأقل يعيشون في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا.

من جهة أخرى، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أقار مع نظيره الروسي سيرغي شويغو هاتفيا، الإثنين، مستجدات الأوضاع في إدلب السورية والتدابير الواجب اتخاذها لتهدئة التصعيد الحاصل هناك.

وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية أن الوزيرين بحثا مواضيع أمنية إقليمية، وعلى رأسها آخر المستجدات في منطقة إدلب، وسبل تهدئة التوتر في المنطقة، في إطار تفاهم سوتشي.

بدوره قال المحلل العسكري السوري فايز الأسمر إن تركيا تعد في دائرة المواجهة وتحت الضغط من أجل وقف إطلاق النار.

وأكد لـTRT عربي أنه لا يسع الفصائل السورية إلا الصمود في وجه الهجمة التي أدت إلى تهجير المدنيين، وهناك إجراءات عسكرية لتأمين مناطقهم.

وفي مايو/أيار 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب.

وفي إطار الاتفاق، أُدرِجَت إدلب ومحيطها (شمال غرب)، ضمن "منطقة خفض التصعيد"، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية.

وعلى خلفية انتهاك وقف النظام السوري إطلاق النار، توصلت تركيا وروسيا لاتفاق إضافي بشأن المنطقة ذاتها، بمدينة سوتشي، في 17 سبتمبر/أيلول 2018.

ورغم اتفاق سوتشي، واصل نظام بشار الأسد هجماته على المنطقة بمساعدة داعميه، فازدادت كثافة تلك الهجمات منذ الاجتماع الـ12 للدول الضامنة في العاصمة الكازاخية نور سلطان (أستانة سابقا)، يومي 25 و26 أبريل/نيسان الماضي.

ويقطن منطقة "خفض التصعيد" نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف ممن هجّرهم النظام من مدنهم وبلداتهم بعد سيطرته عليها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً