الأسرى الفلسطينيون أعلنوا عن خطوات تصعيدية بعد قمعهم بشكل عنيف من قبل القوات الإسرائيلية
تابعنا

ما المهم: تحتل قضية الأسرى مكانة عميقة لدى الشعب الفلسطيني، وتمثل قيمة معنوية وسياسية كبيرة لدى الفلسطينيين على مختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية.

انتهاكات مصلحة السجون الإسرائيلية المتكررة بحق الأسرى، وما تقوم به من قمع ممنهج، وحرمان من أدنى المتطلبات الإنسانية، قد يقود إلى حراك كبير داخل السجون تمتد آثاره إلى خارجها.

المشهد: أعلن الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، نيتهم خوض إضراب مفتوح عن الطعام لانتزاع حقوقهم.

وقال بيان للحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة "تجهزنا لمعركة الكرامة وأخذنا بأسباب الظفر بإحدى الحسنيين وما زال باب التطوع والتضحية مفتوحاً أمام كافة إخواننا من الحركة الأسيرة لنخوض معركة الكرامة موحدين وبأكبر قدر ممكن من جنود الوطن المخلصين".

وأضاف البيان "نؤكد أننا ماضون نحو نزع كرامتنا من عدونا وحفظ حياتنا من أن تهان فدون المذلة نفوسنا ونسبة الكرامة لا يفاوض عليها".

وأشارت الحركة إلى أن الأسرى يتعرضون لهجمة شرسة من قمع وتنكيل يومي ورفع لوتيرة الاعتداءات والإجراءات العقابية، وتعميق لسياسة الإهمال الطبي المتعمد، وحملة تحريض إعلامي واسعة لم يعهدوها من قبل.

الدوافع والخلفيات: رفع الأسرى من مستوى المواجهة مع إدارة السجون منذ بداية العام الجاري، بعد سلسلة عمليات قمع نفذتها في حقهم، تبعها نصب أجهزة تشويش في محيط عدد من الأقسام في محاولة لتقييد استخدام الهواتف المحمولة المهربة إلى داخل السجون من قبل الأسرى.

التشديدات الإسرائيلية الأخيرة بدأت في سجن النقب في 13 شباط/فبراير وامتدت إلى باقي السجون.

ويخشى الأسرى الفلسطينيون من أن تؤدي الإشعاعات الخطرة المنبعثة من هذه الأجهزة إلى حدوث تشوهات وراثية أو إلى أمراض سرطانية.

تأتي إجراءات إدارة السجون الإسرائيلية تنفيذاً لتوصيات لجنة "أردان" التي شكّلها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، وأعلنها في 2 يناير/كانون الثاني 2019، والتي أوصت بحرمان الأسرى من استقلاليتهم في السجون، وعدم السماح لهم بإعداد طعامهم بأنفسهم.

وفي سياق متصل، قال قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى، الإثنين، إن عشرات المعتقلين "أصيبوا الأحد، بجراح وبحالات اختناق جراء اقتحام قوات خاصة إسرائيلية لعدد من السجون".

وذكر أبو بكر أن 15 معتقلاً على الأقل، نُقلوا للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية، ووصفت حالتهم بين متوسطة وخطيرة، موضحاً أن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت سجن النقب، وقمعت المعتقلين مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات.

وكانت الحركة الأسيرة قد أصدرت بياناً في 22 آذار/مارس دعت خلاله الأسرى إلى "الاستنفار والتأهّب"، للدخول في مرحلة جديدة للتصدّي لما تحاول إدارة السجون فرضه عليهم.

ما التالي: تشهد الساحة الفلسطينية وقفات تضامنية واسعة مع الأسرى، امتدت من قطاع غزة إلى مناطق الضفة الغربية المحتلة، ومدن الداخل الفلسطيني مثل حيفا والناصرة.

من ناحية أخرى، كشف الأسير المحرر عبد الرحمن شديد في تصريحات صحفية أن الأسرى قرّروا في الأيام المقبلة البدء بإضراب مفتوح عن الطعام، سيطلق عليه "إضراب الكرامة 2"، على غرار "إضراب الكرامة 1" عام 2012.

وقال شديد "من بين السيناريوهات التي قد يلجأ إليها الأسرى إعلان الإضراب عن الماء في شكل جماعي، وهي سابقة في إضرابات الأسرى الجماعية، بعدما حدثت في الإضرابات الفردية، إضافة إلى اتخاذ قرار برفض الخروج إلى ساحة السجن (الفورة)، وغيرها من الإجراءات".

وإلى غاية 17 نيسان/أبريل الذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني، يمكن أن تشهد السجون الاسرائيلية تطورات قد تفضي إلى خوض الأسرى لإضراب مفتوح عن الطعام في محاولة لانتزاع حقوقهم المشروعة.

ويصل عدد الأسرى الفلسطينيين إلى نحو 5700 أسير، وفق إحصائيات رسمية لهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً