المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا قال إنّ الزيارة هدفها تهنئة لبنان بتشكيل الحكومة (Reuters)
تابعنا

ما المهم: بعد يوم من انتهاء زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لبيروت، وصل المستشار الملكي السعودي نزار العلولا، إلى العاصمة اللبنانية، في زيارة قال إنّ هدفها "تهنئة لبنان بتشكيل الحكومة" بعد تسعة أشهر على تأخرها.

ورغم أنّ هاتين الزيارتين تحملان معهما عروضاً ووعوداً بالمساعدات للحكومة اللبنانية، فإنهما تعكسان مشهد الانقسام الإقليمي، ويُخشى أن تعيدا حال التجاذب إلى الشارع اللبناني في وقت تتحضّر فيه الحكومة الجديدة للانطلاق بأعمالها.

المشهد: غداة وصوله إلى بيروت، زار المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، الأربعاء، الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بالإضافة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري.

وفي ختام هذه الزيارات الثلاث قال السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، "بتلخيص سريع للقاءات موفد خادم الحرمين الشريفين سعادة المستشار نزار العلولا، تمّ تقديم خالص التهاني والتبريكات" بتشكيل الحكومة نهاية الشهر الماضي.

وفي نقطة أخرى قال السفير بخاري إنّ الرياض "ترفع تحذيرها للمواطنين المسافرين إلى الجمهورية اللبنانية، سواء كان من المملكة أو من أي جهة دولية أخرى"، بما يعاكس تحذيراً كانت السلطات السعودية أعلنت عنه في فبراير/شباط 2016.

وكان العلولا قال فور وصوله إلى مطار بيروت، الثلاثاء، إنّ الزيارة هدفها تهنئة لبنان بتشكيل الحكومة، متمنياً أن يشكّل هذا الحدث "فأل خير على اللبنانيين، وعلى العرب كلهم، لأنه إذا نهض لبنان ينهض العرب كلهم". ونقلت عنه وكالة الأنباء اللبنانية أنّ "المسار الإيراني مختلف تماماً عن المسار السعودي، ولا تنافس أو تعارض".

وفي بداية الأسبوع الجاري غادر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بيروت بعد زيارة استمرت ليومين، التقى خلالها رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء، ونظيره اللبناني جبران باسيل، بالإضافة إلى استقباله في سفارة بلاده وفوداً سياسية حزبية، ووفوداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في لبنان. وإلى جانب هذه اللقاءات زار ظريف، الإثنين، أمين عام حزب الله حسن نصر الله.

وركّزت زيارة ظريف على إعلان استعداد بلاده للتعاون مع لبنان، مشيراً إلى أنّه "ليس هناك من قانون دولي يحظر على لبنان وإيران أو أي بلدين آخرين التلاقي والانفتاح والتعاون معاً".

وأجاب ظريف عن سؤال صحفي حول استعداد بلاده لمدّ لبنان بسلاح الجو، بالقول: "مستعدون تماماً للتعاون والانفتاح مع الحكومة والجيش اللبنانيين في أي مجال يريان أنّه من المفيد والحيوي أن يتعاونا معنا فيه".

الخلفيات والدوافع: استضافت بيروت في منتصف الشهر الماضي، الدورة الرابعة من القمة الاقتصادية العربية. وبينما كانت السلطات اللبنانية تأمل في أن تشكّل هذه القمة فرصة لإعادة الحضور العربي إلى بيروت، فإنّ غالبية الرؤساء العرب اعتذروا في اللحظات الأخيرة عن عدم الحضور، مما خلّف انتكاسة دبلوماسية.

غير أنّه بعد تشكيل الحكومة، بدأت الوفود الإقليمية والأوروبية تعود إلى بيروت، إذ سبقت زيارتي الوزير الإيراني والمسؤول السعودي، زيارة رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، وزيارة أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

وفي المرحلة الماضية، شكّلت بيروت "مسرحاً للخصومة السعودية مع إيران في المشرق"، وفق تقرير سابق لمركز كارنيغي للدراسات. وفي عامي 2016 و2017 اتخذت السعودية مساراً غير مسبوق في طبيعة علاقاتها بلبنان، إذ حذرت مواطنيها، في فبراير/شباط 2016، من السفر إلى لبنان لأسباب قالت إنّها أمنية. وجاء ذلك التحرك بعد أقل من أسبوع على إعلانها تعليق مساعدات للجيش اللبناني، قيمتها ثلاثة مليارات دولار.

ما التالي: يشرح الصحفي اللبناني أمين قمورية، أنّ المناسبة المتمثلة بتشكيل الحكومة اللبنانية، توضح أسباب الزيارتين، مذكّراً في حديث لـTRT عربي بأنّ الوزير الإيراني "كان أوّل المهنئين للرئيس ميشال عون حين انتُخب في نهاية عام 2016".

ويرى قمورية أنّ تزامن الزيارتين خلال أسبوع واحد يشير إلى "وجود نوع من التسابق الإقليمي مجدداً على لبنان، فالكل يحاول إعادة لبنان إلى مظلته في ظل التجاذبات الإقليمية الحالية".

ويقول قمورية إنّه رغم أنّ لا وزن اقتصادياً أو سياسياً كبيراً للبنان في المنطقة، فإنّه "ذو تأثير سياسي كبير بسبب موقعه على حدود فلسطين المحتلة، ويمثّل مدخلاً مهماً لما يجري في سوريا".

ويشرح قمورية أنّ هذا التأثير يجعل "العين الخارجية" حاضرة دوماً على لبنان، مضيفاً أنّ هذه العين الخارجية لا تقتصر على السعودية وإيران بل تشمل أيضاً دولاً خليجية أخرى غير السعودية وأخرى أوروبية، بالإضافة إلى روسيا في ظل دورها الإقليمي الكبير حالياً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً