القضاء قرر استئناف التحقيق مع مسؤولين سابقين (AP)
تابعنا

بعد نهاية الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي فاز فيها رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، قرر القضاء الاستمرار في التحقيق بملفات الفساد المتعلقة بمسؤولين سابقين في نظام عبد العزيز بوتفليقة. في الوقت نفسه وصفت حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في الدولة، خطاب الرئيس المنتخب بأنه "جامع ويساعد على التخفيف من التوتُر ويفتح آفاق الحوار والتوافق".

استئناف التحقيق

استأنف القضاء الجزائري التحقيق في ملفات فساد تخص مسؤولين في نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وشهدت المحكمة العليا ومحكمة سيدي محمد بالعاصمة الأحد والاثنين، مثول عدد من كبار المسؤولين وأقربائهم خلال فترة حكم بوتفليقة للتحقيق معهم في قضايا فساد.

ومثل أمام محكمة سيدي محمد الاثنين، 3 من أبناء مدير الأمن الوطني الأسبق الجنرال عبد الغني هامل المسجون منذ أشهر في قضايا فساد، إلى جانب محمد جميعي الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني للتحقيق معهم في قضايا فساد، علماً بأنه مسجون منذ أشهر.

وبالتزامن مع ذلك مثل أمام قاضي التحقيق بالمحكمة العليا وزير الرياضة السابق محمد حطاب، وكذلك نجل جمال ولد عباس وزير التضامن الأسبق، والأمين العامّ الأسبق لجبهة التحرير الوطني، وخلادي بوشناق الأمين العامّ السابق لوزارة التضامن.

وحسب التليفزيون الرسمي، فإن القضاء يحقّق مع هؤلاء بتهم "تبديد المال العامّ" و"منح امتيازات غير مستحقة" و"سوء استغلال الوظيفة".

وكان محافظ وهران السابق مولود شريفي مثل يوم الأحد أمام المحكمة العليا وفق المصدر ذاته، للتحقيق معه في قضايا فساد، فيما مثل وزير النقل الأسبق عمار تو أمام نفس الجهة القضائية لتوقيع محضر حضور بعد وضعه قبل أشهر تحت الرقابة القضائية في تهم فساد.

خطاب جامع

بدورها، وصفت حركة مجتمع السلم، وهي أكبر حزب إسلامي بالجزائر، أول خطاب للرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، بأنه "جامع ويساعد على تخفيف التوتُر" في البلاد، إلا أنها اعتبرت أن ما يجري على أرض الواقع سيحكم على صدقيته.

جاء ذلك في بيان للحركة توج اجتماعاً لمكتبها التنفيذي وتضمن رد فعلها حول انتخابات الرئاسة التي جرت الخميس.

وقالت الحركة إن "هذا الاقتراع جرى في ظروف صعبة وحساسة شهدت انقساماً حادّاً بين رافض ومؤيد بشكل غير مسبوق من شأنه أن يهدّد الانسجام الاجتماعي ووحدة الشعب الجزائري".

وأضافت أن خطاب تبون عقب فوزه كان "خطاباً جامعاً يساعد على التخفيف من التوتُر ويفتح آفاق الحوار والتوافق، ولكنه ينبّه أن الجزائريين سبق لهم أن سمعوا من الحكام خطباً مماثلة تَجسَّد عكسُها على أرض الواقع".

وتابعت: "الحركة إذ لا تستبق المستقبل بسوء الظن ستكون حذرة وستحكم في ممارستها السياسية ومواقفها التي يخوّلها لها القانون على الوقائع الفعلية في الميدان خدمة للمصلحة العامة".

واعتبرت "مجتمع السلم" أن "استمرار الحراك الشعبي ضمن سمته السلمي، بعيداً عن الشحن والخصومات، وبشعاراته الجامعة بعيداً عن الاستقطاب والاختراقات الآثمة من كل الجهات والأجنحة، هو الضامن الوحيد في نجاح الحوار وفتح آفاق مستقبل آمن وزاهر للجزائر والجزائريين".

وأعلن تبون في أول خطاب له بعد إعلان نتائج الانتخابات الجمعة، أنه "يمدّ يده للحراك الشعبي للحوار سواء مباشرة أو عبر ممثليه".

كما تَعهَّد "بتغيير عميق للدستور وقانون الانتخاب عبر حوار مع جميع أطياف الطبقة السياسية".

صفحة جديدة

على صعيد آخر، دعا العاهل المغربي محمد السادس إلى "فتح صفحة جديدة" في العلاقات بين بلاده والجزائر، وذلك في برقية تهنئة وجَّهها إلى الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، وفق وكالة الأنباء المغربية.

وفي هذه البرقية القصيرة، دعا محمد السادس إلى "فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين، على أساس الثقة المتبادلة والحوار البناء"، علماً بأن أزمة الصحراء الغربية لا تزال موضع خلاف بين البلدين.

والحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ 1994، ويعود آخر لقاء بين زعيمَي البلدين إلى 2005.

والمحادثات حول مصير الصحراء الغربية معطلة منذ عقود رغم أن الأمم المتحدة حاولت إحياءها أخيراً.

وبعدما نجح مرتين في جمع المغرب وجبهة بوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى طاولة واحدة، غادر الممثل الخاص للأمم المتحدة هورست كولر منصبه في مايو/أيار الفائت "لدواعٍ صحِّية"، دون تعيين خلف له.

وفي 2018 عرض العاهل المغربي على الجزائر "آلية سياسية جديدة من الحوار والتشاور" لإحياء العلاقات، دون أن يلقى أي رد. وجاءت دعوته قبل بضعة أسابيع من جولة مفاوضات أولى برعاية المنظمة الأممية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً