لعمامرة استهل جولته الخارجية بزيارة العاصمة الروسية موسكو (AFP)
تابعنا

تجددت الاحتجاجات في الجزائر، الثلاثاء، في مشهد يعتبر ردّ فعل على رسالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الجديدة، التي قرر فيها التمسك بخطة الانتقال الديمقراطي، التي سبق وطرحها في رسالة سابقة.

وخرج آلاف الطلاب وأساتذة الجامعات والعاملين في القطاع الطبي في العاصمة، الثلاثاء، في مظاهرات لمطالبة بوتفليقة بالتنحي. فيما نُشرت تعزيزات أمنية وقوات حفظ الأمن، في عدد من الشوارع والساحات الرئيسية في العاصمة، كما نشرت تعزيزات أمنية مشددة حول قصر المرادية الرئاسي، وحول المجلس الدستوري.

لعمامرة يبحث عن الدعم الخارجي

بدأ نائب رئيس الوزراء الجزائري رمطان لعمامرة جولة خارجية إلى عدد من الدول الحليفة لطلب الدعم وشرح خارطة الطريق السياسية الجديدة. واستهل لعمامرة زياراته، الثلاثاء، بالعاصمة الروسية موسكو.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا قلقة من الاحتجاجات في الجزائر، وترى فيها محاولات لزعزعة استقرار الوضع.

ودافع لعمامرة عن مقترحات بوتفليقة للإصلاح، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف إن بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب.

وأضاف لعمامرة أنه سيكون مسموحاً للمعارضة بالمشاركة في الحكومة التي تشرف على الانتخابات، وأن الحكومة استجابت للمطالب المشروعة للشعب الجزائري.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الجزائرية إن الجولة ستشمل أيضاً دولاً في الاتحاد الأوروبي، والصين التي استثمرت مليارات الدولارات في الجزائر.

وكان لعمامرة قد التقى رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي، وقال إن "الجزائر تطمئن شركاءها الدوليين بأن الظرف الذي تمر به البلاد شأن داخلي".

وفي تصريح للإذاعة الجزائرية اتهم لعمامرة قوى ومنظمات لم يسمّها بـ"محاولة التدخل في شؤون الجزائر"، وقال إن بلاده "ستقف كرجل واحد في وجه المطامع الأجنبية".

الجيش غير بعيد عن الصورة

دعا رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الإثنين، إلى "التحلي بالمسؤولية، لإيجاد "الحلول في أقرب وقت" للأزمة السياسية في البلاد، وتعهّد بأن "الجيش سيكون دوماً، وفقاً لمهامه، الحصن الحصين للشعب والوطن في جميع الظروف والأحوال".

وأوضح قايد صالح، الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الدفاع، أنه "على يقين تام أن الشعب الجزائري، الذي لطالما وضع مصالح البلاد فوق كل اعتبار، يحوز ويملك الإمكانيات الضرورية لجعل بلده يتفادى أيّ وضع صعب، من شأنه أن تستغله أطراف أجنبية لإلحاق الضرر به".

وأضاف "ثقتي في حكمة هذا الشعب، وفي قدرته على تجاوز كافة الصعاب مهما كانت طبيعتها، غير محدودة بل ومطلقة".

تكتّل سياسي جديد

من جهتها، تأسست مجموعة سياسية جديدة تحت اسم "التنسيقية الوطنية من أجل التغيير"، برئاسة زعماء سياسيين وشخصيات معارضة ونشطاء، ووجهت دعوة إلى الجيش بعدم التدخل في السياسة كما حثت بوتفليقة على التنحي ودعت الحكومة للاستقالة.

وفي أول رسالة مباشرة إلى الجيش، قالت التنسيقية إنه يتعين على الجيش "ضمان مهامه الدستورية دون التدخل في خيارات الشعب".

على الجيش ضمان مهامه الدستورية دون التدخل في خيارات الشعب

التنسيقية الوطنية من أجل التغيير

ومن بين الشخصيات البارزة التي تشملها التنسيقية الجديدة المحامي مصطفى بوشاشي، والقيادي المعارض كريم طابو، ووزير الخزانة السابق علي بن واري، والسياسيان مراد دهينة وكمال قمازي اللذان ينتميان إلى حزب إسلامي محظور.

وقالت التنسيقية في بيانها "بوتفليقة داس على الدستور الحالي، بالإعلان عن رغبته في تمديد ولايته الرابعة"، وأضافت أنه يتعين على بوتفليقة التنحي قبل انتهاء ولايته في 28 أبريل/نيسان كما ينبغي للحكومة الاستقالة فوراً.

بوتفليقة يرفض التراجع

تحدى بوتفليقة، الإثنين، الاحتجاجات التي تطالبه بتقديم استقالته على الفور، مؤكداً تصميمه على تنفيذ خطة لانتخاب خليفة له بعد عقد ندوة وطنية، واعتماد دستور جديد للبلاد.

وأضاف بوتفليقة، في تصريح بُث بعد وقت قصير من تصريح رئيس أركان الجيش، أن هذه الندوة ستتخذ "قرارات حاسمة"، وأن الدستور الجديد سيمهّد الطريق أمام اختيار رئيس جديد للبلاد.

وقال أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر عبد العالي رزاقي، إن رسالة بوتفليقة لا معنى لها بالنسبة للشارع، وإن كل ما تقوم به السلطة لا يعدو أن يكون "مجرد مناورات".

وأضاف رزاقي في حديثه لـTRT عربي أن الحديث الذي يروَّج له بخصوص التدخل الخارجي "لا سند أمنيّاً له". وعن زيارة عمامرة الخارجية قال رزاقي "هي محاولة من النظام للترويج لنفسه على أنه نظام طبيعي".

رئيس أركان الجيش الجزائري تعهد بأن يكون الجيش حصناً للشعب في جميع الظروف (Reuters)
خرج آلاف الطلاب وأساتذة الجامعات والعاملين في القطاع الطبي في مظاهرات لمطالبة بوتفليقة بالتنحي (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً