الصين والولايات المتحدة أعلنتا أن مباحثات التجارة المستمرة لنحو عام لم تثمر عن اتفاق نهائي (AP)
تابعنا

تتواصل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، اللذين يعدان أكبر اقتصادين في العالم، بعد تعثّر المباحثات الثنائية التي انتهت، الجمعة، دون التوصل إلى اتفاق.

ما المهم: في اليوم التالي لانتهاء المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين دون التوصل إلى اتفاق، أعلن الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، السبت، في بيان، أن الرئيس دونالد ترمب أمر ببدء زيادة الرسوم على جميع الواردات المتبقية من الصين، المقدرة بـ300 مليار دولار، بعد يوم من زيادة الرسوم من 10% إلى 25% على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار.

تبع ذلك توجيه ترمب تحذيرات للصين من تبعات الرد بالمثل على زيادة الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن مؤخراً على واردات بكين، مؤكداً أن هذا من شأنه الإضرار بالصين وليس ببلاده.

ولم تمر ساعات قليلة على تحذيرات ترمب حتى أصدرت الحكومة الصينية بياناً قالت فيه إنها عازمة على فرض رسوم على بضائع أمريكية قيمتها 60 مليار دولار،‎ لتدخل التعريفات الجمركية الجديدة، والتي تتراوح نسبتها بين 5% و25% حيز التنفيذ بدءاً من مطلع يونيو/حزيران المقبل.

النمو الذي حدث في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 3.2% خلال الربع الأول من هذا العام ربما أقنع ترمب بأن الاقتصاد الأمريكي يسير على نحو جيد، ولن يتأثر كثيراً بفرض الصين رسوماً جمركية إضافية

باتريك تشوفانيك - خبير اقتصادي متخصص في الشأن الصيني

المشهد: ازدادت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة شراسة في الأيام القليلة الماضية، مع دخول المفاوضات المستمرة بين الجانبين لنحو عام إلى طريق مسدود.

الرئيس الأمريكي من جانبه أكد أن عدم التوصل إلى اتفاق لن ينعكس سلباً على بلاده بقدر ما ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الصيني، ويقول ترمب إنه "لا يوجد سبب يدفع المستهلك الأمريكي لتحمل تكلفة الرسوم الجمركية المفروضة مؤخراً على الصين".

ويضيف مخاطباً المستهلكين الأمريكيين "يمكن تجنب الرسوم الجمركية تماماً إذا ما اشتريتم واردات دول معفاة من الرسوم، أو بضائع مُنتجة في الولايات المتحدة (وهذا أفضل)".

ومثلما كان متوقعاً، لم تقف بكين مكتوفة الأيدي أمام قرارات ترمب، إذ أصدرت وزارة المالية الصينية، الإثنين، بياناً أعلنت فيه فرض رسوم جمركية جديدة على بضائع أمريكية يتجاوز عددها خمسة آلاف وتقدر بقيمة 60 مليار دولار، ووصف البيان الخطوة بأنها "تأتي رداً على قرار الولايات المتحدة أحادي الجانب وميلها نحو الحمائية التجارية".

على الرغم من ذلك، أصدرت الوزارة بياناً منفصلاً قالت فيه إن "المستوردين والشركات يمكنهم التقدم بطلب إعفاء جمركي على بضائع مدرجة في القرار. وبمجرد الموافقة على طلباتهم، ستصبح تلك البضائع مستثناة من القرارات الجديدة"، وفقاً لوكالة بلومبيرغ.

في هذا الصدد، يوضّح الخبير الاقتصادي المتخصص في الشأن الصيني باتريك تشوفانيك، أن "النمو الذي حدث في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 3.2% خلال الربع الأول من هذا العام ربما أقنع ترمب بأن الاقتصاد الأمريكي يسير على نحو جيد، وبالتالي فإن الضرر الذي قد تلحقه رسوم إضافية (على البضائع الأمريكية) سيكون ضئيلاً".

ويضيف تشوفانيك في مقابلة أجرتها معها صحيفة فورين بوليسي الأمريكية أنه يعتقد على الرغم من ذلك أن "الاقتصاد الأمريكي به مواطن ضعف لا تظهر في المؤشرات والأرقام الكبرى".

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن "البيئة التجارية العدائية لن تكون مفيدة كذلك بالنسبة إلى الصين، وإن لم يكن الملف التجاري هو أبرز مشكلاتها".

بالأرقام:25%: نسبة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات صينية تُقدّر بـ300 مليار دولار.

من 10 إلى 25 %: مقدار الزيادة في الرسوم الجمركية الصينية على 2493 منتجاً من الواردات الأمريكية.

من 10 إلى 20%: مقدار الزيادة في الرسوم الجمركية الصينية على 1078 منتجاً من الواردات الأمريكية.

من 5 إلى 10%: مقدار الزيادة في الرسوم الجمركية الصينية على 947 منتجاً من الواردات الأمريكية.

من 0 إلى 5%: مقدار الرسوم الجديدة المفروضة على قطع غيار السيارات والتي كانت معفاة من قبل.

الدوافع والخلفيات: بدأت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بعد إعلان ترمب في 22 مارس/آذار 2018 عن نية بلاده فرض رسوم جمركية بقيمة 50 مليار دولار أمريكي على الواردات الصينية، بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، والتي تحدد "الممارسات التجارية غير العادلة" وسرقات الملكية الفكرية.

من جهتها، ردّت الحكومة الصينية بفرض رسوم جمركية على أكثر من 128 منتجاً أمريكياً. ودخل الطرفان عقب ذلك في مفاوضات طويلة، شهدت تعثرات عدة قبل أن يُعلن وفدا التفاوض، الجمعة، عن إخفاقهما في التوصل إلى اتفاق نهائي.

على الرغم من ذلك، نقل التلفزيون الرسمي الصيني عن نائب رئيس الوزراء، ليو هي، وهو أيضاً كبير المفاوضين بالمحادثات، قوله "المفاوضات لم تنهر، بل على العكس تماماً، أعتقد أن حدوث نكسات صغيرة أمر طبيعي وحتمي خلال المفاوضات بين البلدين، ولكن عندما ننظر إلى الأمام فإننا لا نزال نشعر بتفاؤل حذر“.

في المقابل، قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في تصريحات لشبكة CNBC، الجمعة، إنه لا توجد محادثات أخرى مزمعة مع الصين حتى الآن.

TRT عربي
الأكثر تداولاً