فاعليات إحياء الذكرى تؤكد تمسُّك الفلسطينيين بحق العودة، ورفضهم مشروع التسوية الأمريكي (Reuters)
تابعنا

يحيي الفلسطينيون سنوياً منذ 71 عاماً في الداخل الفلسطيني والشتات ذكرى النكبة، مؤكّدين استمرارهم في مشروع التحرير، وتمسُّكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها قسراً عام 1948.

وتحلّ الذكرى هذه السنة في ظروف استثنائية، إذ تأتي قبل أسابيع قليلة من الموعد المرتقب لطرح خطة "السلام" الأمريكية المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، كما تأتي بعد سنة كاملة من التظاهر المتواصل في قطاع غزة تحت اسم "مسيرات العودة وكسر الحصار".

إبقاء الذاكرة حيّة

دعا رئيس الوزراء محمد اشتية، في بيان، الفلسطينيين إلى المشاركة في إحياء هذا اليوم، واعتبار ذكرى النكبة يوماً تعليمياً عن فلسطين وتاريخها "لإبقاء الذاكرة حيّة في قلب وعقل كل فلسطيني".

ويُطلق الفلسطينيون تسمية النكبة على عملية تهجيرهم من أراضيهم، على أيدي "عصابات صهيونية مسلحة" عام 1948، ويحيونها في 15 مايو/أيار من كل عام، بمسيرات احتجاجية ومعارض تراثية تؤكد ارتباطهم بأراضيهم وحقهم في العودة إليها.

وهجرت "العصابات الصهيونية"، عام 1948، قُرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني حينها، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، كما تم تهجير آلاف آخرين، لكنهم ظلوا داخل نطاق الأراضي التي خضعت لسيطرة إسرائيل لاحقاً.

في هذا السياق، قال رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير لـTRT عربي "قامت دولة إسرائيل قبل 71 عاماً لكن القصة لم تنتهِ، وهذه الدولة لا تزال تبحث عن اعتراف من الضحية".

من جهة أخرى، قال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، إن عدد الفلسطينيين تزايد 9 مرات منذ النكبة، ليبلغ بنهاية 2018 نحو 13.1 مليون نسمة، منهم 6.02 مليون لاجئ.

وأضاف الجهاز، في بيان بمناسبة الذكرى، أن نحو 28.4٪ من اللاجئين يعيشون في 58 مخيماً رسمياً يتبع لوكالة الأونروا الأممية، بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة الغربية والقدس، و8 مخيمات في غزة.

ولفت الجهاز إلى أن البيانات الحكومية لعام 2017 أظهرت أن اللاجئين يشكلون 43٪ من الفلسطينيين المقيمين في فلسطين، لكن هذه التقديرات تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، لأن عدداً منهم غير مسجل.

غزّة: مليونية عودة وإضراب شامل

بدأ إضراب شامل في عموم قطاع غزة، الأربعاء، بالتزامن مع انطلاق "مسيرات العودة وكسر الحصار" الحدودية، ظهر الأربعاء، إحياءً للذكرى الـ71 للنكبة الفلسطينية.

وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والخاصة أبوابها، صباح الأربعاء، تنفيذاً لقرار الإضراب، الذي أعلنت عنه الهيئة الوطنية العُليا للمسيرات، الخميس الماضي.

وقالت الهيئة في بيان "ندعو جماهير شعبنا للالتزام الكامل بإضراب يوم الأربعاء"، كما دعت الشعب الفلسطيني للمشاركة "الحاشدة في مسيرات العودة التي ستنطلق في مخيمات العودة الخمسة، شرقي قطاع غزة، إحياءً للذكرى 71 للنكبة"، التي أُطلق عليها اسم "مليونية العودة وكسر الحصار".

وحذّرت الهيئة "العدو الإسرائيلي من ارتكاب أي حماقات بحق المتظاهرين السلميين المشاركين في المسيرة".

الولايات المتحدة تخطط لتصفية قضية اللاجئين عبر صفقة القرن

محمد عليان - رئيس اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة

من جهتها، قالت حركة حماس التي تحكم القطاع، إن مليونية مسيرات العودة تؤكّد أن "شعبنا متشبث بحقوقه وثوابته الوطنية"، وأضاف الناطق باسم الحركة حازم قاسم، في بيان، "شعبنا الفلسطيني لن يتخلى عن حقه في العودة إلى دياره التي هجّرَته منها العصابات الصهيونية عام 1948".

وأكد قاسم أن خروج الفلسطينيين في المليونية "يحسم بشكل قاطع أن تقادم الزمن، لن يوقف مسيرة نضاله ضد الاحتلال، ولن يضعف من إرادته الصلبة التي تقف خلف تمسكه بحقوقه".

ولفت إلى أن مليونية العودة "تأكيد جديد أن المقاومة بأشكالها المختلفة، ووحدة الصف والكلمة، هي الوصفة الصحيحة لمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها صفقة القرن".

ذكرى على أبواب "صفقة" قادمة

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن "الفلسطينيين في الوطن والشتات يحيون ذكرى النكبة بمهرجانات وفاعليات تؤكد تمسُّكنا بحق العودة، ورفضنا أي مقترحات من شأنها تصفية قضية اللاجئين"، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.

وتابع أبو يوسف "لهذا العام خصوصية، في ظل مخططات تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، ومحاولة تفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين".

ودعا أبو يوسف إلى التصدي لخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي أعلنت واشنطن أنها ستكشف عنها بعد شهر رمضان الجاري، في الوقت الذي يتردد فيه أن الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين "بمساعدة دول عربية"، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بخاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.

وشدد أبو يوسف على أن "الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة الخطة، ومتمسك بحق العودة"، وأضاف أن "فاعليات مركزية تُنظَّم في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات تؤكّد تمسُّك الشعب بحق العودة".

من جهته، قال رئيس اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة محمد عليان، إن "الولايات المتحدة تخطط لتصفية قضية اللاجئين عبر صفقة القرن"، وشدد على أن "الكل الفلسطيني موحد ومتمسك بحقوقه، وفي مقدمتها حق العودة"، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.

في ذات الصدد، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـTRT عربي إن "الذي يُحضَّر للفلسطينيين على يد الولايات المتحدة وإسرائيل بمثابة نكبة جديدة، إذ تتم محاولة تصفية القضية الفلسطينية بكل مكوناتها عبر صفقة القرن".

بدوره، قال الباحث الفلسطيني هاني المصري إن "الشعب الفلسطيني الصامد على أرض وطنه، والمقاوم منذ أكثر من مئة عام، والذي يحمل قضيته في أماكن اللجوء والشتات، قادر على إحباط "صفقة ترمب" مهما بلغ الاختلال في موازين القوى، فلا يمكن عمل "صفقة" دون الطرف الآخر".

وأضاف المصري أنه في هذا التوقيت "أصبحت إعادة تعريف المشروع الوطني مسألةً ملحةً جداً، لأن الشعب لا يمكن أن يضع كل الخطط المناسبة إذا لم يعرف ما يريد تحقيقه".

أغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والخاصة أبوابها تنفيذاً لقرار الإضراب في غزة (AA)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً