طائرات النظام السوري تواصل قصفها على مدينة إدلب وتدمير البنية التحتية (AFP)
تابعنا

منذ نهاية أبريل/نيسان الماضي، تشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها في محافظات حلب وحماة واللاذقية، تصعيداً في القصف السوري والروسي بشكل شبه يومي.

يحاول النظام السوري فرض سياسة الأمر الواقع في الشمال الذي لم يستطع السيطرة عليه منذ سنوات، فيما تنجر روسيا إلى ذلك على الرغم من الاتفاقات بينها وبين تركيا حول المنطقة، والتي ساهمت في وقف إطلاق النار لمدة.

القصف المتواصل يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة، إذ تتنبأ تقديرات الأمم المتحدة بكارثة إنسانية كبيرة في حال استمرار استهداف المدنيين.

لجوء جديد

أعلنت الأمم المتحدة أن الآلاف من المدنيين السوريين فروا نحو الحدود التركية، خلال اليومين الماضيين؛ بسبب استمرار الضربات الجوية والقصف شمالي غربي سوريا، ما أسقط 35 قتيلاً.

وبالتزامن مع عملية برية، يشن النظام السوري وحلفاؤه، منذ 26 أبريل/نيسان الماضي، حملة قصف شرسة على منطقة "خفض التصعيد"، التي توصلت إليها الدول الضامنة لمسار أستانا، منتصف سبتمبر/أيلول 2017.

وأعرب فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن "قلق بالغ بشأن سلامة المدنيين وحمايتهم شمالي غربي سوريا".

وأضاف حق خلال مؤتمر صحفي، أن "ما لا يقل عن 35 شخصاً، بينهم ثلاثة من العاملين الصحيين، قتلوا في نهاية هذا الأسبوع وحده، في سلسلة غارات جوية وقصف على المناطق الحضرية المكتظة بالسكان في الأراضي التي تسيطر عليها القوات غير الحكومية".

وتابع حق "تضم منطقة شمالي غربي سوريا حوالي ثلاثة ملايين من النساء والأطفال والرجال العالقين وسط تبادل إطلاق النار، وبلغ عدد القتلى، منذ 28 أبريل/نيسان الماضي، أكثر من 500 قتيل، وشُرد ما يزيد عن 440 ألفاً آخرين".

ومضى المتحدث الأممي قائلاً إن "التقارير أفادت بأضرار جسيمة في المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية، شملت سبع مدارس وعيادة صحية وسوقاً ومخبزاً".

وشدد على أن "الأمم المتحدة تذكّر جميع أطراف النزاع، وأولئك الذين لديهم تأثير عليهم، بالتزامهم بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقاً للقانون الإنساني الدولي".

رعب إدلب

اختارت صحيفة لوريان لوجور الفرنسية توصيف الهجوم على إدلب "بالرعب" الذي لا يزال مستمراً بعد ثلاثة أشهر من القصف المكثف.

تقرير الصحيفة حمّل طائرات النظام وحليفته روسيا مسؤولية هذا الرعب، بسبب غاراتها على المحافظة والمناطق المجاورة لها مثل حلب وحماة واللاذقية، ما أسفر عن نزوح أكثر من 400 ألف شخص حتى الآن.

وتشير الصحيفة إلى أن الغارات الجوية والقصف المدفعي أسفر عن مقتل نحو 740 مدنياً خلال ثلاثة أشهر، مستهدفة الأسواق والمنازل والعيادات ومراكز الدفاع المدني في المدينة التي يسكنها حوالي ثلاثة ملايين شخص من فصائل المعارضة المختلفة.

وتنسب الصحيفة إلى مصور في معرة النعمان القول بعد مقتل 38 شخصاً من بينهم أحد رجال الإنقاذ، إن "الوضع أسوأ مما كان عليه منذ ثلاثة أشهر، لكنني أحاول تغطية أكبر قدر ممكن على الرغم من الخطر".

وتنقل الصحيفة عن محمد، وهو صحفي في سراقب، "لقد مر أسبوعان والأسواق والمتاجر لا تفتح إلا في المساء، أو في وقت مبكر جداً من الصباح، عندما يكون الوضع هادئاً، أما بقية الوقت فهو عرض مستمر من الطائرات الروسية".

ويضيف أنه في الوقت الذي يتحدث فيه وصله إشعار تحذير من ثلاث طائرات روسية أقلعت لتوها من قاعدة حميميم الجوية.

ويضيف محمد أن "الحقول في سراقب أحرقت جزئياً الشهر الماضي، لكن لحسن الحظ، أصبح إنتاج الشعير والقمح والعدس آمناً تقريباً".

وتقول الصحيفة إن تصاعد العنف أودى بحياة 180 طفلاً وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة غير الحكومية، مضيفة أن هذا الأسبوع هو الأكثر دموية منذ بداية الهجوم، مستشهدة ببعض الصور والقصص على وسائل التواصل السورية.

وتنسب الصحيفة إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية القول في تقرير له إن أكثر من 400 ألف من السكان نزحوا تحت وطأة القصف، وإن البلدات والقرى تبدو كلها قد أُفرغت من سكانها، وإن النازحين يغادرون بشكل أساسي جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماة.

وعودة إلى محمد الذي يقول "لقد وقعنا بين نارين. نحن ننتظر أجلنا، فإما أن نموت، أو نبقى هائمين كالأحياء الأموات في محيطنا الصغير دون أمل"، فهو يشير إلى أن تركيا لا تتوانى ولكن لا يوجد حل في الأفق.

وتختتم الصحيفة بأن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في سبتمبر/أيلول 2018 بين روسيا وتركيا، والذي يدعم بعض جماعات المعارضة، لم يمنع النظام من شن هجوم كبير على إدلب.

وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن مباحثات أستانا 13 التي ستنعقد في العاصمة الكازاخية يومي 1 و2 أغسطس/آب المقبل، ستتناول قضايا مهمة.

وأضاف "يجب أن نحافظ على رباطة الجأش ونولي المزيد من الاهتمام للعملية السياسية".

TRT عربي
الأكثر تداولاً