تأتي هذه المساعي في ظل استمرار نظام الأسد في استهداف عناصر الجيش التركي في نقاط المراقبة شمال سوريا - صورة أرشيفية (AP)
تابعنا

ما زالت المساعي التركية الهادفة إلى إحلال السلام في سوريا مستمرة، ففي ظل تدهور الأوضاع في مدينة إدلب واستمرار هجمات النظام السوري وحلفائه على المدنيين الذين راحوا بين قتل ونازح، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت، عقد قمة رباعية حول إدلب في 5 مارس/آذار المقبل، تجمعه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون.

واعتبر أردوغان أن قضية إدلب مهمة لبلاده بقدر أهمية عفرين ومنطقة نبع السلام، وأكد لنظيره الروسي إصرار أنقرة في هذا الموضوع، إلا أن اختراق النظام السوري لاتفاق "منطقة خفض التصعيد" الذي وقع في مايو/أيار 2017، بين تركيا وروسيا وإيران، يطيح دائماً بكل الجهود السلمية المبذولة.

وتزامنت تصريحات الرئيس التركي مع اتصال هاتفي بين وزير الدفاع التركي خلوصي أقار ونظيره الروسي، بحثا خلاله الوضع في إدلب التي تتجه إلى كارثة إنسانية.

وتأتي هذه المساعي في ظل استمرار نظام الأسد في استهداف عناصر الجيش التركي في نقاط المراقبة في شمال سوريا حسب الاتفاقيات، ففي آخر مرة استشهد جندي تركي ليرتفع عدد شهداء الجيش التركي إلى 16 خلال شهر واحد.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنها ردّت على استشهاد أحد جنودها في محافظة إدلب شمالي سوريا السبت، بتدمير 21 هدفاً للنظام السوري.

وبدأ صبر أنقرة ينفد مع كل هذه التجاوزات للنظام السوري، إذ قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون السبت، إن صبر تركيا إزاء ممارسات النظام السوري من قتل أبرياء شعبه وزعزعة استقرار المنطقة قد نفد.

وأضاف ألطون في تغريدة عبر تويتر، أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعرب عن قلقه بخصوص الوضع في إدلب خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، موضحا أن "الممارسات الرهيبة لنظام الأسد تؤدي إلى قتل أرواح بريئة، وزعزعة استقرار منطقتنا. إن صبرنا نفد بالفعل، لكننا نثق بتعاون روسيا".

معارك مستمرة

ميدانيّاً قال أحمد سعيد مراسل TRT عربي في هاطاي، إن عمليات القصف الجوي والمدفعي مستمرة من قوات النظام والقوات الموالية له، في ظلّ تقدم لقوات النظام في ريف إدلب الجنوبي، فيما تصدت فصائل المعارضة لها.

وأضاف أن المعارضة تحدثت عن حشد النظام الكبير على محاور ريف إدلب الجنوبي وشمال مدينة معرة النعمان باتجاه بلدات جبل الزاوية والتي تمهد للسيطرة على طريق M4.

وأعلنت فصائل المعارضة عن تدمير عدد كبير من آليات النظام باستهدافها بالمدفعية، وإيقاع مجموعة من قوات النظام بين قتلى وجرحى في منطقة الشيخ سليمان.

ووصلت جثث 34 عنصراً من المليشيات المدعومة من إيران إلى مدينة دير الزور السورية، قُتلوا خلال مشاركتهم في هجمات قوات الأسد على مناطق "خفض التصعيد" في إدلب.

من جانبه قال الصحفي السوري أنس تريسي لـTRT عربي، إن غارات جوية كثيفة شنّها الطيران الروسي على ريف إدلب، فيما حشدت قوات النظام قرب كفرنبل للسيطرة عليها.

وأكّد تريسي أن فصائل المعارضة حشدت قوات ضخمة في منطقة جبل الزاوية، مما يشير إلى أن المنطقة مقبلة على اشتباكات عنيفة جدّاً.

موت بين القصف والبرد

أما على الصعيد الإنساني، فمن لم يقتله القصف قتله البرد في مخيمات النزوح, وتستمر معاناة العائلات الفارّة من قصف النظام وحلفائه في أرياف إدلب وحلب، وتجد هذه العائلات صعوبة في إيجاد مراكز إيواء لها وتوفير خيام.

وفي قرية كلبين على الحدود السورية التركية، تنتشر عشرات المخيمات العشوائية التي تؤوي العائلات الفارّة. وقالت إحدى العائلات لـTRT عربي، إنهم يجدون صعوبة في إيجاد مراكز إيواء، إذ تسكن ثلاث عائلات أو أكثر في خيمة واحدة، فيما تفتقر المنطقة إلى الخدمات والطعام والغاز والخبز.

وأكدت أم أنور لـTRT عربي أن 9 من أفراد عائلاتها يسكنون خيمة واحدة، مشيرة إلى سوء أوضاع المخيم الذي تقطنه، وأن آلافاً غيرهم يعيشون ظروفاً مشابهة وأسوأ.

ويدّعي نظام الأسد وداعموه استهدافهم غير المدنيين في حربهم على آخر معاقل المعارضة السورية في مناطق خفض التصعيد، إلا أن صحيفة ديلي تلغراف البريطانية كشفت عبر تقرير حصري تَعمُّد قوات نظام الأسد إطلاق النار على مدنيين مُسنّيين في شمال غربي سوريا.

ووثّقت ديلي تلغراف هذه الانتهاكات باتصالات لاسلكية مترجمة اطّلعت عليها الصحيفة، إذ تكشف كيف أطلق الجنود من الفرقة 25 للجيش السوري -قوة المهمة الخاصة النخبوية المعروفة بقوات النمر- النار على مجموعة من النساء العجائز.

ووفقاً لما ورد في التسجيلات التي حصلت عليها ديلي تلغراف، تعقب جنود القوة الخاصة النساء في سيارة تقف خارج منزل قريب من كفر حلب في حلب الغربية يوم 11 فبراير/شباط الجاري، وكان يبدو أن النساء يجمعن ملابس ومتعلقات أخرى وهن يستعددن للهرب من تقدُّم قوات النظام.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً