الخطاب المتطرف المحرض على الفلسطينيين العنوان الرئيسي لانتخابات إسرائيل (AFP)
تابعنا

على الرغم من ملفات الفساد المتراكمة لدى المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت النائب في مبنى وزارة العدل في القدس المحتلة، ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تعتبر في أي صراع سياسي ورقة رابحة ضد المنافس، إلا أن هذه الملفات لم تكن الوجبة الدسمة بالنسبة لمعارضيه في سياق دعايتهم الانتخابية.

وفي ظل الانقسام الكبير في الشارع الإسرائيلي والتقارب الذي أظهرته استطلاعات الرأي بين حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو وتحالف أزرق أبيض الذي يتزعمه رئيس الأركان السابق بيني غانتس والسياسي يائير لبيد، فإن أسلوب التعامل مع الفلسطينيين أمنياً وقانونياً وعسكرياً، كان الملف المتفق عليه بين الفرقاء السياسيين، والذي يبدو أنه مفتاح الفوز بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات.

ومع اقتراب ساعة الصفر للانتخابات، والتي تجرى الثلاثاء، تصاعد الخطاب السياسي قبل يوم من الصمت الانتخابي بالوعيد للفلسطينيين وبالوعود الكبيرة لسكان المستوطنات.

الضفة الغربية.. الملعب المفتوح

قاد بنيامين نتنياهو، مرشح حزب الليكود الحاكم، حملته الأخيرة بالعديد من الخطوات التي صُمِّمت لاستقطاب قاعدته اليمينية المتطرفة، والتي بدأها بالتحريض على العرب، إضافة إلى اتخاذ سلسلة خطوات عملية مثل وقف مهمة حفظ السلام الدولية في الخليل، والتي كانت تشكل مصدر استفزاز طويل الأمد للمستوطنين اليهود هناك حسب مجلة فورين بوليسي.

نتنياهو ذهب لأبعد من ذلك في الساعات الأخيرة للحملة الانتخابية، حيث أفصح عن نيته ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى إسرائيل.

الانتقال من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة البناء الكبيرة ثم إلى مرحلة تطبيق القانون على المستوطنات، حسب لفظ نتنياهو، يأتي قبل 24 ساعة من الانتخابات الإسرائيلية، وهي الخطوة التي أشار إلى أنها "ستتم بشكل تدريجي وبموافقة أمريكية".

واعتبر "بيبي" - كما يحلو لمريديه أن يسموه – أن السلام الحقيقي مع الفلسطينيين سيكون "بدافع القوة، وليس بسبب التنازلات وهز الرأس"، مشدداً على أنه "لن يخرج أي مستوطن إسرائيلي من الضفة الغربية بالقوة".

ومن المفارقة أن نتنياهو عندما قدم نفسه رئيساً للحكومة لأول مرة عام 1996،اختار شعاراً انتخابياً يقول "أمن شخصي، وسلام حقيقي، فقط الليكود يمكنه تحقيق ذلك"، في إشارة منه لتحقيق السلام وحل الدولتين، إلا أنه اختار هذا العام أن يقصي حتى كلمة السلام، التي كانت دائماً محركاً أساسياً للعملية السياسية في تل أبيب، ويبدّلها بشعار "اليمين القوي".

الحل: إعدام الفلسطينيين!

في مخيم المعارضة، لا يبدو الخطاب أكثر هدوءاً وعقلانية تجاه الفلسطينيين؛ فزعيم حزب يسرائيل بيتينو أفيغدور ليبرمان، يتبنى مواقف يمينية ليست أقل تشدداً من نتنياهو؛ حيث دعا إلى حلّ الدولتين مع تبادل سكاني.

ومع اقتراب موعد الاقتراع، صعّد حزب ليبرمان في خطابه تجاه الفلسطينيين، إذ دعا إلى إلحاق حكم الإعدام بحقّ الأسرى ومنفذي العمليات، مع المفاخرة بإنجازه في عدم تقصير محكومية الأسرى من أصحاب المؤبدات إلى الثلث.

كما يقدم ليبرمان تصوراً جديداً للمستوطنات، حيث يسميه "التبادل السكاني وخطة الترانسفير"، ويعكس هذا البوستر ملامح خطة ليبرمان إذ جاء فيه كلمات "أرئيل"، “إسرائيل” بخط بارز وكبير، و"أم الفحم"، فلسطين بخط صغير ومكان هامشي، وهو ما يشير إلى مساعيه إلى ضم مدن داخل الخط الأخضر إلى مناطق نفوذ السلطة الفلسطينية، مقابل ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل.

لا دولة فلسطينية

ويأتي اليمين الجديد، بقيادة أيليت شاكيد ونفتالي بينت بعد استقالتهما من البيت اليهودي، بتوجه يدعو إلى شراكة علمانية دينية تعارض إقامة الدولة الفلسطينية مهما كانت صورتها.

واتهم بينت نتنياهو بالعمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإعداد مسودة مشروع يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية، وذلك في الخطة الأمريكية المرتقبة منذ فترة طويلة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، معتبراً أن هذه الخطوة تُعد تهديداً لوجود إسرائيل.

من جانبه، تعهد تحالف أزرق – أبيض، بتبني سياسة الانفصال عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة دون الإشارة إلى دعم هدف الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة.

وفي برنامجه الانتخابي يرى التحالف أنه بمجرد أن يصل إلى السلطة سيجري محادثات مع دول عربية "ويكثف عملية الانفصال عن الفلسطينيين مع ضمان الالتزام التام بأمن إسرائيل القومي"، مشدداً على أن "تحتفظ إسرائيل بسيطرتها على غور الأردن وكتل استيطانية في الضفة الغربية".

التفاخر بالقتل

نشر بنيت غانتس، زعيم تحالف أزرق أبيض على صحفته الرسمية على موقع فيسبوك أربعة مقاطع فيديو، من ضمنها ثلاثة وصفت بأنّها مُحرضة على الفلسطينيين ومُشجّعة على القتل. ويتباهى رئيس هيئة الأركان السابق في أحد المقاطع بعملية اغتيال أحمد الجعبري القيادي في كتائب القسام عام 2012، وينهي الفيديو بجملة "القوي هو من ينتصر فقط، إسرائيل قبل الجميع".

وبالعودة لليكود، حزب نتنياهو والذي يؤمن بفكرة "أرض إسرائيل الكاملة"، وبشكل أدقّ لا يعرّف حدود إسرائيل، هاجم الحزب اليسار الإسرائيلي، باعتباره يسعى لتقسيم القدس، والقصد أن الليكود سيحقّق حلم القدس كاملة، ضارباً بالهوية العربية للمدينة عرض الحائط.

شاكيد ستنتصر على المحكمة العليا، وبينت سينتصر على حماس، اليمين الجديد
أريئيل لإسرائيل وأم الفحم لفلسطين، البيت اليهودي-ليبرمان 
TRT عربي
الأكثر تداولاً