السعودية بقيادة بن سلمان وصلت إلى قناعة أنها لن تستطيع عرقلة تطوير إيران لأسلحة نووية وقررت أن تجد لنفسها موطئ قدم في الطريق النووي، حسب هآرتس (AFP)
تابعنا

في 4 أبريل/نيسان 2019، أظهرت صور أقمار صناعية لمحرك غوغل، ولأول مرة، صور مبنى مفاعل نووي سعودي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا قرب الرياض، قيل إنه صغير وقد يكون مخصصاً للأغراض البحثية فقط، وإنه يحتاج إلى عام حتى يستكمل بناءه، حسب ما صرّح به روبرت كيلي الخبير في مجال التكنولوجيا النووية حينها.

اليوم وبعد مرور أكثر من عام على ذلك، عاد الحديث عن البرنامج النووي السعودي إلى الواجهة من جديد، وركّز الإعلام الإسرائيلي بالخصوص على ذلك، لافتاً إلى سيناريوهات وجود قوتين نوويتين في الشرق الأوسط في الرياض وطهران (بالإضافة إلى إسرائيل)، وملقياً الضوء على الدور الصيني المساعد للجانبين معاً.

سيناريو السعودية النووية

أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأربعاء، إلى أن السعودية تعمل على تسريع مشروع امتلاكها خبرة نووية بمساعدة صينية، مضيفة أن السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان وصلت إلى قناعة مفادها أنها لن تستطيع عرقلة تطوير إيران لأسلحة نووية بالاعتماد على الولايات المتحدة أو إسرائيل، وبسبب هذه القناعة يبدو أنها (السعودية) قررت أن تجد لنفسها موطئ قدم في الطريق النووي.

من جهتها، كشفت صحيفة وول ستريت الأمريكية قبل أسبوع، أن السعودية باتت تمتلك منشأة لاستخلاص مسحوق اليورانيوم من اليورانيوم الخام المستخرج من مناجم توجد على أرضها، وأن الرياض استطاعت بناء منشأتها هذه بمساعدة صينية.

ولفتت وول ستريت إلى أنه ومنذ سنوات، كانت السعودية تقول إنها ستطوّر أسلحة نووية في حال سمح لطهران بذلك، مشيرة إلى تصريح عبد العزيز بن سلمان شقيق ولي العهد ووزير الطاقة قبل عام، قال فيه إن بلاده تريد شراء الخبرة المعرفية اللازمة للتحكم الكامل بكل مكونات المسار النووي ومراحله.

بدوره، لم يستبعد محمد بن سلمان إنتاج سلاح نووي في السعودية، وصرح لـشبكة CBS الأمريكية عام 2018، قائلاً: "لا ترغب المملكة العربية السعودية في امتلاك أي قنبلة نووية، لكن إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن من دون شك".

وحاولت السعودية منذ سنوات شراء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، ستمكّنها أيضاً من امتلاك المعرفة والتكنولوجيا والمعدات والمواد والبنية التحتية اللازمة لبرنامج نووي عسكري محتمل، غير أن الولايات المتحدة اشترطت عليها أن تتعهد بعدم بناء منشآت لتخصيب اليورانيوم، وهو ما رفضته الرياض ساعتها، حسب صحيفة وول ستريت.

سعي صيني وتوجّس إسرائيلي

وفي الوقت الذي ترتفع فيه مخاوف من سيناريو تصبح فيه الرياض والسعودية تمتلكان قوة نووية في المنطقة، يبدو أن الصين لا تأبه لذلك كثيراً، وتقدم المساعدة للطرفين، سواء فيما يتعلّق بالمعرفة النووية بالنسبة للرياض، أو غيرها من المجالات ذات الصلة بالتكنولوجيا والطاقة بالنسبة إلى طهران.

في هذا الصدد، أشارت صحيفة هآرتس إلى أن قدرة الصين واستعدادها للانخراط في تعاون استراتيجي مع البلدين العدوين في الآن ذاته، يمثّل تصرفاً لقوة عظمى. وقالت إن هذا الأمر يحدث في الوقت الذي تضعف فيه الولايات المتحدة بالإضافة إلى أن الرئيس الأمريكي لا يخفي أنه ليس لديه أي اهتمام بالشرق الأوسط المزعج له، لأن بلاده لم تعد في حاجة ملّحة إلى نفط المنطقة كما في السابق، ولأنه لا يريد وجوداً عسكرياً أمريكياً في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن قوّة الصين لا تأتي فقط من ضعف قوة أمريكا في العالم، بل من استراتيجيتها الاستشرافية ورؤيتها طويلة الأمد للوصول إلى وضعية تصبح فيها قطباً دولياً وأقوى قوة عالمية.

ففي سياق التنافس بين طهران والرياض، وقعت الصين مع إيران في يونيو/حزيران الماضي، مسودة اتفاق تعاون استراتيجي لمدة 25 عاماً في مجالات الاقتصاد والأمن بقيمة تقارب 600 مليار دولار بمعدّل 17 ملياراً لكل عام.

وبموجب الاتفاق، ستبيع إيران النفط للصين بسعر مخفّض في مقابل أن تمنحها بكين الأولوية فيما يخص الاستثمارات الصينية في المبادرات المتعلقة بالنقل والطاقة والاتصالات والتكنولوجيا، وهو ما يخيف الغرب الذي يرى في الاتفاق "خبراً سيئاً"، حسب تعبير مجلة فورين بوليسي الأمريكية.

في المقابل، تبدو إسرائيل الأكثر توجّساً، إذ إن صحيفة تايمز أوف إسرائيل روّست تقريراً لها حول الموضوع بعنوان: "إذا حصل عدو عدوي على القنبلة: خطة السعودية النووية توجع رأس إسرائيل".

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تخشى التقارير التي تشير إلى رغبة عدو إيران في الحصول على أسلحة نووية، غير أنها تحافظ على الصمت في الوقت الذي تعمل فيه على توثيق علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية.

في الرابع من أبريل/نيسان 2019، أظهرت صور أقمار صناعية لمحرك غوغل صور مبنى مفاعل نووي سعودي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا قرب الرياض (Google Earth)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً