يقوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، منذ الثلاثاء 19 مارس/آذار الجاري، بجولة زيارات في الشرق الأوسط تشمل الكويت وإسرائيل ولبنان، وتهدف بالأساس إلى الترويج لموقف واشنطن المتشدد من إيران، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات الأخرى.
بومبيو يؤكد التزام بلاده بالدفاع عن إسرائيل
تلقى بومبيو رسالة من إسرائيل أعربت فيها عن شعورها بالقلق من أن تكون قد أصبحت مرة أخرى محط أنظار حزب الله، المدعوم إيرانياً، لا سيما بعد تراجع نشاطاته في سوريا في الفترة الأخيرة، وتزايد نفوذه داخل الحكومة اللبنانية.
وأكّد بومبيو أن الولايات المتحدة ستحمّل لبنان المسؤولية إذا ما بدر عن حزب الله أي سلوك عدائي.
في السياق نفسه، قال بومبيو إن الولايات المتحدة هي "أفضل صديق لإسرائيل"، مضيفاً أن بلاده "لديها التزام أخلاقي وسياسي لمنع القوى المعادية من تمثيل تهديد على الاستقرار الإقليمي".
وخاطب بومبيو الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين قائلاً "أنت تعلم أنه ليس لإسرائيل صديق أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية، هذه ليست مجرد كلمات، هذا ما نقوم به على أساس يومي لمصلحتنا على حد سواء".
الرئيس الإسرائيلي من جهته قال "يقلقنا ما يقوم به الإيرانيون في سوريا ولبنان والعراق، فضلاً عن تطوير قدراتهم الصاروخية".
وسيتوجه بومبيو، الجمعة، إلى لبنان آخر محطات جولته حيث يُتوقع أن يمارس ضغوطاً على لبنان من أجل دفعها لتقليص الدور المتنامي لحزب الله في البلاد وما يسببه من تخوفات لدى الإسرائيليين.
في هذا الصدد، قال الباحث في المركز العربي بواشنطن جو معكرون إن "واشنطن يجب أن تكون حريصة على عدم دفع لبنان إلى حافة الهاوية، لأن حزب الله سيرد إن بات بقاءه موضع شك".
وأضاف معكرون لوكالة أسوشيتد برس أن الطريقة الأكثر فعالية لكبح جماح حزب الله ضمن المعايير المعقدة للنظام السياسي اللبناني، تتمثل في السعي لاحتوائه.
الأزمة الخليجية
قال بومبيو من الكويت التي استهل بها جولته في الشرق الأوسط إن "الأزمة الخليجية لا تصب بمصلحة المنطقة والعالم".
وأضاف، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن "الولايات المتحدة ملتزمة بأمن الكويت"، وأشاد بدور أميرها في محاولة حل الأزمة الخليجية.
ويقوم أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بجهود وساطة لحل الأزمة الخليجية التي اندلعت في يونيو/حزيران 2017، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، متهمة إياها بـ"تمويل الإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة.
انحياز لإسرائيل
أكّد بومبيو خلال زيارته إلى إسرائيل استمرار واشنطن في سياستها المنحازة لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.
وزير الخارجية الأمريكي هاجم حركة حماس بشدة، ووضعها في سلة واحدة مع حزب الله وجماعة الحوثيين اليمنية، معتبراً المجموعات الثلاث "كيانات تشكل خطراً على الاستقرار في الشرق الأوسط وفي إسرائيل".
وزار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، حائط البراق في القدس الشرقية المحتلة برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال دبلوماسيان أميركيان سابقان إنه لم يسبق أن قام مسؤول أميركي رفيع المستوى بزيارة حائط البراق مع رئيس وزراء إسرائيلي، وهو ما يمكن اعتباره موافقة ضمنية على سيادة إسرائيل على هذا الموقع.
وتأتي الزيارة قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية التي يواجه فيها نتانياهو تحدياً صعباً من تحالف وسطي بقيادة رئيس الأركان السابق بيني غانتس.
وقال بومبيو للصحفيين قبيل الزيارة "كنت قد تحدثت مع رئيس الوزراء نتنياهو بشأن القيام بجولة إلى حائط "المبكى" منذ بعض الوقت. إنها فرصتنا الأولى للذهاب إلى هناك معاً".
وأضاف "أعتقد أنه أمر رمزي أن يقوم مسؤول أميركي بزيارة إلى هناك مع رئيس وزراء إسرائيل، إنه مكان مهم للعديد من الأديان".
من جهته، انتقد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ذلك قائلاً إن "الزيارة المشتركة لحائط البراق في القدس الشرقية المحتلة يشكل تغييراً جذرياً فى السياسة الأميركية".
وأضاف أنه "إذا استمر ذلك، فإنه سيشكل وصفة أكيدة لاستمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لقرن آخر".
