الحكومة النيوزيلندية وافقت على تشديد قوانين حيازة السلاح بعد أيام من أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ البلاد الحديث (Reuters)
تابعنا

ما المهم: وافقت حكومة نيوزيلندا، الإثنين، على تشديد قوانين حيازة الأسلحة في البلاد، بعد أيام فقط من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين وأدى إلى مقتل 50 شخصاً.

وقالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إن تفاصيل هذه الإجراءات ستُطرح قبل اجتماع الحكومة، الإثنين المقبل، مؤكدة أنه "يجب التحرك الآن".

تتزامن هذه القرارات مع بدء محاكمة منفذ الهجومين الإرهابيين الأسترالي برينتون تارنت الذي قال إنه لا يريد محامياً وسيتولى الدفاع عن نفسه أمام المحكمة، حسب ما قاله محاميه السابق.

المشهد: توصلت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن مع نائب رئيس الوزراء وينستون بيترس، وهو شريكها في التحالف الحكومي، إلى اتفاق يقضي بإجراء تعديلات على القوانين المنظمة لحمل السلاح.

وكان بيرتس، زعيم حزب نيوزيلندا أولاً، عارض في وقت سابق تلك التعديلات، إلا أن الهجومين الإرهابيين الأخيرين جعلاه يعدل عن رأيه، ما عبّر عنه بالقول إن "عالمنا تغيّر إلى الأبد بعد الساعة الواحدة ظهر الجمعة، وكذلك يجب أن تتغير قوانيننا".

وفي سياق متصل، قال المحامي ريتشارد بيترز الذي عينته المحكمة لتمثيل منفذ الهجومين الإرهابيين برينتون تارنت إن المتهم يريد أن يمثل نفسه أمام المحكمة دون الحاجة إلى محامٍ.

وأكّد بيترز أن تارنت لا يعاني من اضطرابات عقلية، مضيفاً أن "الطريقة التي قدمها كانت عقلانية و(تنبيء عن) شخص لا يعاني أي إعاقة عقلية".

ومثل مدرّب اللياقة البدنيّة السّابق والناشط اليميني الأسترالي برينتون تارنت، السبت، وهو مكبّل اليدين ويرتدي قميصاً أبيض يلبسه المعتقلون أمام المحكمة. ولم يتقدّم بطلب للإفراج عنه بكفالة، وبالتالي سيظل في السجن حتّى مثوله مجدداً أمام المحكمة في 5 أبريل/نيسان المقبل.

وقال مفوض الشرطة في نيوزيلندا مايك بوش، الإثنين، إن السلطات تأكدت أن مهاجماً واحداً فقط هو من نفّذ الهجوم على المسجدين في كرايستشيرش، الجمعة.

وأضاف بوش في مؤتمر صحفي "أريد أن أؤكد أننا نعتقد أن مهاجماً واحداً فقط هو المسؤول عن هذا الحادث الشنيع"، مستدركاً بأن "هذا لا يعني استبعاد إمكانية أن يكون أناس آخرون قدّموا الدعم له، وهذا ما يزال جزءاً مهماً للغاية من تحقيقنا".

الدوافع والخلفيات: شهدت مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، الجمعة، هجوماً إرهابياً بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف مسجدي النور ولينوود؛ ما خلف 50 قتيلاً ومثلهم من الجرحى.

وألقت السلطات النيوزيلندية، بعد دقائق من تنفيذ الهجومين، القبض على منفذهما برينتون تارنت، الذي تبيّن أنه مواطن أسترالي يبلغ من العمر 28 عاماً ويحمل أفكاراً متطرفة.

وأثار الاعتداء الإرهابي، الذي وُصف بأنه الأسوأ في تاريخ نيوزيلندا الحديث، موجة استنكار واسعة، إذ أعرب معظم قادة العالم عن إدانتهم للعمل الإرهابي، وإن تباينت ردود الفعل بين من اكتفى بالشجب والإدانة ومن عدّ الحادث جزءاً من موجات كراهية المسلمين وتزايُد الحوادث العنصرية ضدهم في العالم الغربي.

بين السطور: كتب منفّذ الهجومين برينتون تارنت بياناً مطوّلاً من 74 صفحة بعنوان "مانيفستو الاستبدال العظيم.. نحو مجتمع جديد"، شرح فيه الأسباب التي دفعته إلى القيام بعمله الإرهابي.

وورد في البيان قوله إنه نفّذ الهجوم "كي يدرك الغزاة أن أرضنا لن تكون أبداً أرضهم، فما دام الرجل الأبيض على قيد الحياة، فلن يتمكنوا من غزو أراضينا أو استبدال عرقنا".

وأضاف "نفّذت الهجوم لأنتقم لمقتل مئات الآلاف من شعبنا ممن قضوا على أيدي الغزاة الأجانب الذين قدموا إلى أوروبا على مر التاريخ… وكي أنتقم لإبا أكرولند"، وإبا هي طفلة سويدية كانت إحدى ضحايا هجوم إرهابي نفذه مهاجر غير شرعي في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 2017.

وأكّد تارنت أنه ليس مدعوماً من قبل أية مجموعة، لكنه يستلهم التاريخ القديم والحديث للصراع بين الغربيين والشرقيين.

TRT عربي
الأكثر تداولاً