تصريحات السيسي جاءت بعد أسابيع متواصلة من تحقيق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس (AFP)
تابعنا

أثارت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول التدخل في ليبيا جدلاً واسعاً وردود فعل دولية معارضة.

وقال السيسي إن مصر قد تتدخل عسكرياً في ليبيا، وإن أي تدخل مباشر قد تقوم به "باتت تتوفر له الشرعية الدولية".

تصريحات السيسي جاءت بعد أسابيع متواصلة من تحقيق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لمدينتَي طرابلس وترهونة وكامل مدن الساحل الغربي وقاعدة الوطية الجوية وبلدات في الجبل الغربي، وتقدُّمه باتجاه مدينة سرت وقاعدة الجفرة التي قال السيسي بشأنها إن "تجاوُز سرت والجفرة خط أحمر".

وخلال اليومين الماضيين، لقيت تصريحات السيسي استنكاراً من الجانب الليبي بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

الوفاق: إنها "إعلان حرب"

قالت حكومة الوفاق الوطني الليبية في بيان الأحد، إن تصريحات السيسي "بمثابة إعلان حرب"، وأوضحت أن "التدخل في الشؤون الداخلية والتعدي على سيادة الدولة سواء كان من خلال التصريحات الإعلامية لبعض الدول كما حدث من قبل الرئيس المصري أو دعم الانقلابيين والمليشيات والمرتزقة أمر مرفوض ومستهجن".

وأكدت الحكومة أن هذا الأمر يعد أيضاً "عملاً عدائياً وتدخلاً سافراً"، وشددت على أنها "تذكِّر الجميع بأنها الممثل الشرعي الوحيد للدولة الليبية ولها وحدها حق تحديد شكل اتفاقياتها وتحالفاتها ونوعها".

وشددت الحكومة الليبية على أنه "مهما كان الخلاف بين الليبيين فلن نسمح باستخدام لغة التهديد والوعيد، وليبيا كلها خط أحمر والخطوط الحمراء تحددها دماء الشهداء لا التصريحات النارية".

في غضون ذلك، بحث رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فائز السراج الاثنين، مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) الجنرال ستيفن تاونسند، التنسيق المشترك في محاربة الإرهاب وضرب فلوله، ضمن التعاون الاستراتيجي بين ليبيا والولايات المتحدة.

في هذا الصدد، قال عضو مجلس النواب الليبي علي رمضان أبو زعكوك إن التهديدات المصرية لعبٌ بالنار وليبيا كلها خط أحمر، مشيراً إلى أن اجتماع السراج مع قيادة "أفريكوم" يأتي لتهيئة دخول قوات حكومة الوفاق الشرعية إلى سرت والجفرة.

وأضاف أبو زعكوك في مقابلة مع TRT عربي، أن حكومة الوفاق من حقها أن تبسط سيادتها على التراب الليبي كافة، وأن وقوف مصر مع حفتر طوال السنوات الخمس الماضية لم يأت بأي نتيجة.

تفاعل إقليمي ودولي

وفي التفاعل الدولي مع تصريحات حفتر، جدد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو دعوته الأطراف في ليبيا لإنهاء العنف ووقف الأنشطة العسكرية، مضيفاً أن تصريحات الأطراف الخارجية مؤخراً حول ليبيا والعنف المتزايد مثيرة للقلق.

وتابع: "يتوجّب خفض التوتر بشكل عاجل في ليبيا"، وشدد على ضرورة تركيز الأطراف الخارجية على خفض التوتر في ليبيا بدلاً من تصعيده.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الاثنين، عن قلقه من الوضع في ليبيا، مؤكداً أن بلاده ستسعى لحماية ليبيا من التقسيم.

وقال مايو إن "الوضع في ليبيا يقلقنا، وسنحمي ليبيا من جميع محاولات التقسيم".

يأتي ذلك بعد يومين من إعراب السعودية والإمارات السبت، عن تأييدها لمصر بعد تصريحات السيسي، إذ قالت الرياض إن "السعودية تقف إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها، وتعبر المملكة عن تأييدها" لما صرح به السيسي بشأن "حق مصر في حماية حدودها الغربية" مع ليبيا.

من جانبها، أعربت الإمارات التي تدعم مليشيات خليفة حفتر الانقلابية عن تأييدها لما ورد في خطاب السيسي بخصوص ليبيا، وأكدت أنها "تقف إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا".

محاولات لإنقاذ حفتر

وفي قراءة للتهديد المصري وتصريحات السيسي، قال عضو مجلس النواب الليبي سعد الجازوي لـTRT عربي إن "تهديد السيسي بالتدخل في بلادنا يعدّ بمنزلة رد اعتبار لحفتر"، وإنه جاء بعد الانتصارات الكثيرة التي حققتها حكومة الوفاق في الغرب الليبي الذي شهد هزيمة حفتر.

من جهته، قال المستشار السابق في المجلس الأعلى للدولة بليبيا صلاح البكوش إن "تصريحات السيسي تعبّر عن انهيار كامل لمشروع خليفة حفتر"، وإن معنى التصريحات قد يُفهم منه أن حفتر لم يعد قادراً على الدفاع حتى عن مدينة في وسط ليبيا.

وأضاف البكوش في مقابلة مع TRT عربي، أن حكومة الوفاق عليها أن تستوعب أن دخولها سرت والجفرة وبسط سيطرتها على كامل الأراضي الليبية هو فرصتها لإنهاء الصراع في البلاد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً