المشروع الذي من المتوقّع أن يوقّع عليه ترمب يعتبر بمثابة هزيمة للرئيس الأمريكي (Reuters)
تابعنا

ما المهم: وافق مجلس النواب الأمريكي، الجمعة، على مشروع قانون بشأن تمويل الإدارات الفيدرالية، يدعمه الحزبان الديمقراطي والجمهوري ويهدف إلى تفادي إغلاق جديد للحكومة، وأرسله إلى الرئيس دونالد ترمب لتوقيعه ليصبح قانوناً سارياً.

المشروع الذي من المتوقّع أن يوقّع عليه ترمب الجمعة، جاء بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المفاوضات، غير أنه يعدّ بمثابة هزيمة للرئيس الأمريكي، في حين سيكون إعلان حالة الطوارئ بمثابة أزمة سياسية جديدة في البلاد.

المشهد: أقرّ مجلس النواب الأمريكي بأغلبية 300 صوت مقابل 128 مشروع قانون لتمويل الإدارات الفيدرالية يجنّب البلاد إغلاقاً حكومياً وشيكاً، وذلك بُعيد إقراره بأغلبية ساحقة في مجلس الشيوخ.

هذا النص الذي توصّل إليه الحزبان الديمقراطي والجمهوري بعد مفاوضات شاقة يؤمّن التمويل اللازم لعمل الإدارات الفيدرالية، لكنه لا يوفر التمويل الكامل الذي طلبه الرئيس دونالد ترمب لبناء جدار حدودي مع المكسيك.

ولا يوفر مشروع القانون الذي أقره مجلس الشيوخ في وقت سابق، الخميس، بأغلبية 83 صوتاً مقابل 16، سوى ربع المبلغ الذي طلبه الرئيس الجمهوري لتمويل بناء الجدار الحدودي الذي يريد تشييده على الحدود مع المكسيك، والذي يعارضه الديمقراطيون بشدة.

ويشمل مشروع القانون تمويل إقامة حواجز جديدة عند جزء من الحدود الأمريكية المكسيكية، لكن لا يتضمن التمويل الذي طالب به ترمب وقدره 5.7 مليارات دولار.

واستبق البيت الأبيض إقرار النص في الكونغرس بالقول بأن الرئيس سيوقّع عليه وينشره عندما يحال إليه، لكنه في الوقت نفسه سيعلن حالة الطوارئ الوطنية لتمويل بناء الجدار الحدودي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن "الرئيس ترمب سيوقع مشروع التمويل الحكومي، ومثلما أقر من قبل، سيصدر أمراً تنفيذياً آخر، بما في ذلك إعلان الطوارئ الوطنية، لضمان عدم تعريض الأمن القومي للخطر، وعدم حدوث أزمة إنسانية عند الحدود".

من جهتها، ندّدت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي على الفور بتحرك ترمب.

وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن الرئيس "أعلن أنه مستعد لتوقيع" مشروع الموازنة، و"سيعلن في الوقت نفسه حالة طوارئ وطنية"، مؤكداً أنه يدعم هذا الإجراء الذي يسمح للرئيس بتجاوز الكونغرس لجمع الأموال.

ولقي قرار ترمب، على الفور، انتقاداً حادّاً في المعسكر الديموقراطي، وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر "سيكون أمراً سيئاً للغاية".

الخلفيات والدوافع: كان ترمب قد طلب تمويلاً بقيمة 5.7 مليارات دولار لبناء الجدار وتحقيق أحد أبرز وعوده الانتخابية، لكن مشروع الموازنة لم يوفّر سوى ما يقارب 1.3 مليار دولار، كما أن النص تجنّب كلمة جدار واستعاض عنها بـ"سياج" أو "حاجز".

ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، استجاب ترمب لضغوط الحزب الديمقراطي من أجل إنهاء أطول إغلاق حكومي جزئي في تاريخ الولايات المتحدة، باتفاق لم يتضمن تمويل الجدار العازل، وأُعلن ساعتها أن الاتفاق يقضي بإنهاء الإغلاق الحكومي الجزئي لمدة 3 أسابيع حتى 15 فبراير/شباط المقبل.

واستمر أطول إغلاق حكومي في التاريخ الأمريكي مدة 35 يوماً منذ 22 ديسمبر/كانون الأول 2018 إلى غاية 25 يناير/كانون الثاني 2019، ومس الإغلاق قرابة 800 ألف موظف فيدرالي لم يتلقوا رواتبهم، فيما اضطر جزء آخر إلى العمل بدون راتب، وهو ما حاول ترمب تفادي تكراره هذه المرة.

ما التالي: إذا لم يوقّع ترمب على هذه الموازنة وينشرها قبل منتصف ليلة الجمعة، فإنّ البلاد ستشهد أزمة إغلاق حكومي جديدة، الأمر الذي يعني أن ربع الإدارات الفيدرالية ستضطر إلى غلق أبوابها مجدداً بسبب عدم وجود موازنة لتمويل عملها.

وإذا كان مشروع قانون الموازنة هذا لم يلبِّ طلب ترمب بتمويل بناء الجدار، فإن الرئيس الجمهوري قرر استخدام صلاحياته بإعلان حالة الطوارئ الوطنية، لتوفير المال اللازم لإتمام مشروعه، وهو ما قد يقود إلى أزمة سياسية جديدة.

الأزمة لن تخرج عن نطاق حرب الاستقطاب بين الديمقراطيين والجمهوريين، فحينما سُئلت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عما إذا كانت سترفع دعوى قضائية ضد إعلان الطوارئ، قالت "ربما أفعل.. هذا خيار".

بين السطور: قال مراسل TRT عربي في واشنطن محمد جمعة، إن ترمب بدا له وكأنه "سيتلاعب بالجميع"، إذ إنه حصل أولاً على قرابة 1.3 مليار دولار من الموازنة التي أقرها الكونغرس، وسيقوم ثانياً بالحصول على مبالغ إضافية حالة إعلان حالة الطوارئ، والتي بموجبها سيكون قادراً على أخذ "مبالغ من مخصّصات وزارة الدفاع" لتمويل الجدار.

من جهته، أشار موقع Vox الإخباري الأمريكي إلى أن عدم توفير ميزانية كاملة للجدار يعدّ هزيمة للرئيس الأمريكي، وأنه يحاول تدارك ذلك بإعلان حالة الطوارئ ليبدو كأنه انتصر.

من جهتها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بشكل ساخر "بالنسبة لترمب، لم تكن المفاوضات حقاً حول إيجاد طريقة للفوز، بل كانت حول إيجاد طريقة للخسارة، ليقدّم هزيمته النهائية وكأنها انتصار".

وأضاف موقع Vox أن إعلان ترمب حتى لو عدّهُ انتصاراً فلن يكون "انتصاراً سهلاً"، وأشار إلى أن "الحصول على التمويل عن طريق قانون الطوارئ، من المتوقع أن يواجه تحديات قانونية عديدة".

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز "الرئيس ترمب سيصدر أمراً تنفيذياً بإعلان الطوارئ الوطنية، لضمان عدم تعريض الأمن القومي للخطر" (Reuters)
حينما سُئلت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عما إذا كانت سترفع دعوى قضائية ضد إعلان الطوارئ، قالت "ربما أفعل.. هذا خيار". (AFP)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً