مواطنة لحقوق الإنسان: القوات الإماراتية وجماعات مسلحة تابعة لها مسؤولة عن 419 من الاحتجازات التعسفية أو المسيئة (Getty Images)
تابعنا

دعت منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" اليمنية الأربعاء، جميع أطراف النزاع في اليمن، للإفراج عن جميع المحتجزين تعسفياً والمختفين قسرياً بشكل فوري وعاجل، في ظل المخاطر المترتبة على انتشار وباء كورونا في اليمن.

وأكدت المنظمة أن جميع أطراف النزاع احتجزت مئات اليمنيين في مراكز احتجاز غير رسمية، وأن محتجزين تعرَّضوا للاختفاء القسري والتعذيب، وبعض هذه الممارسات قد ترقى إلى جرائم حرب.

وطالبت القوات الإماراتية والجماعات المتحالفة معها بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي إضافة إلى جماعة الحوثي وحكومة عبد ربه منصور هادي والسلطات الموالية بحزب الإصلاح في مأرب وتعز، بالإفراج فوراً عن جميع المحتجزين تعسفياً والكف عن ممارسة التعذيب والكشف عن مصير المختفين قسرياً.

وكانت المنظمة أصدرت تقريراً بعنوان "في العتمة" كشفت فيه وقائع الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب في مراكز الاحتجاز غير الرسمية، وهو تقرير يوثق وقائع الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب خلال الفترة من مايو/أيار 2016 إلى أبريل/نيسان 2020، من قبل أطراف النزاع كافة.

ومنذ 2016، وثقت المنظمة 1605 وقائع احتجاز تعسفي و770 واقعة اختفاء قسري و344 واقعة تعذيب منها 66 واقعة وفاة في مكان الاحتجاز، مشيرة إلى أن القوات الإماراتية وجماعات مسلحة تابعة لها تتحمل المسؤولية عن 419 من الاحتجازات التعسفية أو المسيئة، و327 من وقائع الاختفاء القسري، و141 من وقائع التعذيب منها 25 واقعة وفاة في مكان الاحتجاز.

وحسب البيان، استخدم جميع أطراف النزاع في اليمن الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب ضد جميع معارضيها أو من تعتقد أنهم أتباع أو مناصرون لخصومها. كما مارست الأطراف هذه الانتهاكات ضد مدنيين لفرض سطوتها في المناطق التي تسيطر عليها.

لقد تعرَّض العديد من الضحايا لأنماط من التعذيب يندى لها الجبين.

رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان - رضية المتوكل

وقالت رضية المتوكل رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان: "لا تزال أطراف النزاع تمعن في إهانة كرامة اليمنيين بشكل متواصل، من خلال استمرا ممارسة انتهاكاتها بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب. لقد تعرَّض العديد من الضحايا لأنماط من التعذيب يندى لها الجبين".

وأضافت: "لا بد من التحرك العاجل للإفراج عن جميع المحتجَزين تعسفياً كإحدى خطوات الاستجابة لانتشار كوفيد-19 في مراكز الاحتجاز، في ظل المخاطر المحدقة بالمحتجزين".

وكشف التقرير أن "ظروف الاحتجاز في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك في مواقع الاحتجاز الرسمية، مروعة في كثير من الأحيان، فإن الوصول إلى مواقع الاحتجاز غير الرسمية بالنسبة إلى المراقبين المستقلين والأسر يكون عادة بين المحدود وغير المتاح. وفي هذه المواقع بشكل خاص ينتشر التعذيب وأشكال أخرى من المعاملة القاسية واللا إنسانية والمهينة، كما تُستخدم لإخفاء الناس لفترات طويلة".

واستخدمت أطراف النزاع "أنماطاً مختلفة للتعذيب وغيرها من أشكال المعاملة القاسية واللا إنسانية والمهينة من بينها الحرمان من الطعام والماء، والحرمان من النوم، والصعق بالكهرباء، والركل، والجلد بالسياط، والضرب بأعقاب الأسلحة، وضرب الأطراف بالمطارق، والضرب المبرح، والحرق بأعقاب السجائر، ونزع الأظافر، والإجبار على شرب البول، والتعليق في السقف لفترات طويلة".

ويشير التقرير إلى أن بعض الموقوفين تعرَّضوا لـ"حرق أعضائهم التناسلية، والإذلال الجنسي، والتهديد باغتصابهم أو باغتصاب ذويهم، في حين قال آخرون بأنهم تعرضوا لأشكال مهينة من المعاملة القاسية كالحرمان من أداء الشعائر الدينية، والإجبار على التعري".

اقرأ أيضاً

اليمن: الإمارات تدعم قوات محلية ترتكب انتهاكات

الإمارات في اليمن.. تعذيب وانتهاكات وسجون سرية

وإلى جانب ظروف الاحتجاز المروعة والحاطة من الكرامة واحتجاز العشرات في مقار وزنازين ضيقة، تتعرض هذه المقار للقصف الجوي من قبل طائرات التحالف، وهو ما حدث بالفعل لأربعة أماكن احتجاز على الأقل في ذمار والحديدة وصنعاء.

وكانت آخر هذه الهجمات حسب التقرير، مساء السبت 31 أغسطس/آب 2019، عندما قصف التحالف بقيادة السعودية والإمارات أربعة مبانٍ تابعة لكلية المجتمع في ذمار، التي يتخذ الحوثيون من مبنى واحد فيها على الأقل مركزاً للاحتجاز، ما أدى إلى قتل وجرح ما يقارب 170 من المدنيين والأسرى المحميين بالقانون الدولي الإنساني.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً