بعد مقتل عضوين في حزب الله في أغسطس/آب الماضي، توعد نصر الله بالرد إذا قتلت إسرائيل أي مقاتل آخر من صفوف الحزب (AP)
تابعنا

لقي مقاتل من حزب الله اللبناني حتفه في هجوم إسرائيلي بسوريا، وهو أول عضو من الجماعة المدعومة من إيران يُعلَن عن مقتله هناك منذ حذر زعيم الحزب حسن نصر الله العام الماضي من أن سقوط أي قتيل آخر من الحزب في سوريا سيلقى رداً.

وقُتل علي كامل محسن، وهو من جنوب لبنان، في ضربة جوية إسرائيلية قرب مطار دمشق حسبما ورد في بيان مقتضب ينعاه.

والهجوم المقصود يشير فيما يبدو إلى ضربة وقعت مساء الاثنين وقالت مصادر بمخابرات غربية إنها أصابت مخزن ذخيرة رئيسياً مدعوماً من إيران على مشارف العاصمة السورية، حسب وكالة رويترز.

وينشر حزب الله مقاتلين في سوريا في إطار مساع مدعومة من إيران لمساندة رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد اندلاع ثورة على حكمه عام 2011.

وبعد مقتل عضوين في حزب الله في أغسطس/آب الماضي، توعد نصر الله بالرد إذا قتلت إسرائيل أي مقاتل آخر من صفوف الحزب بسوريا.

وعادة لا يعلن حزب الله عن مقتل أو تشييع أفراد له قتلوا في سوريا، من خلال بيانات رسميّة، وفي غالبيّة الأوقات تُسرّب هذه الأخبار عبر وسائل إعلاميّة موالية له أو عبر مجموعات عبر تطبيق واتس آب.

إسرائيل تتأهب

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، عن تعزيز قواته على الحدود الشمالية، في إشارة إلى "تصعيد محتمل" في سوريا أو لبنان.

وقال جيش إسرائيل في تصريح "نظراً لتقييم الوضع الذي يجرى في الجيش، تقرر إرسال تعزيز معيّن بقوات مشاة الى القيادة الشمالية العسكرية".

ولم يدلِ الجيش الإسرائيلي بمزيد من التفاصيل عن هذا القرار.

ولكن صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية قالت إن القرار جاء بعد إعلان حزب الله اللبناني مقتل أحد أعضائه في هجوم جوي منسوب لإسرائيل، في العاصمة السورية، دمشق، مساء الاثنين.

وقالت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية "تخشى إسرائيل من رد حزب الله، بعدما أعلن التنظيم مساء الثلاثاء مقتل أحد عناصره ويدعى علي كامل محسن في الهجوم المنسوب للطيران الإسرائيلي"، ومع إعلان "حزب الله"، بدأت إسرائيل في الاستعداد للرد، وفق المصدر ذاته.

كما ألغى الجيش الإسرائيلي، تمريناً عسكرياً واسع النطاق كان من المقرر أن يجريه على الحدود الشمالية، تحسباً لرد انتقامي من قبل "حزب الله" اللبناني على الهجوم المنسوب لإسرائيل بالعاصمة السورية دمشق قبل يومين، حسب إعلام عبري.

وقالت القناة (12) الخاصة، مساء الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب بعد تهديد "حزب الله" اللبناني بالرد على مقتل أحد عناصره في قصف بمحيط مطار دمشق الدولي، الاثنين.

وفي هذا الإطار، قرر الجيش الإسرائيلي إلغاء التمرين الذي كان من المقرر إجراؤه بالحدود الشمالية، "لمنع التصعيد وتقليل خطر الاحتكاك في المنطقة"، بحسب المصدر ذاته.

ولم تحدد القناة الموعد الذي كان مقرراً لانطلاق التدريب، لكنها نقلت عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: "يدرس الجيش التوقيت المناسب لتنفيذ التمرين في الشمال".

وقالت القناة إن "حزب الله" نشر مقطعاً مصوراً يظهر فيه خلية للحزب تستعد لإطلاق النار، فيما أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من الحزب أن الأخير رفع حالة التأهب في أعقاب الحادث.

وقالت القناة: "في الماضي، عندما أطلق حزب الله تهديدات كان ينفذها، مثل إطلاق قذائف مضادة للدروع قبل عام على قرية أفيفيم".

المناوشات مستمرة

ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عدة صواريخ مضادة للدبابات من لبنان باتجاه قرية أفيفيم الحدودية الإسرائيلية، فيما ردت إسرائيل على أهداف في لبنان.

ونقلت تصريحات صحفية عن مصادر دبلوماسية غربية في بيروت قالوا فيها إن جميع المعطيات والتقارير تشير إلى وجود احتمال وقوع حرب في الصيف بين حزب الله وإسرائيل وأن التنظيم اللبناني يشعر بالحصار المفروض عليه من جميع الاتجاهات وأنه مستعد للذهاب بعيداً من أجل فك الحصار.

هذه التنبؤات قبل شهرين من الآن لها ما يدعمها أيضاً من الجانب الإسرائيلي، إذ ورد في تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن الحرب الثالثة مع حزب الله أن الحزب اكتسب الشجاعة والخبرة التي يمتلكها قادة الجيش الإسرائيلي، لكن ضابطاً كبيراً أكد أن إسرائيل ستدفع ضريبة دخول الحرب، ومهمة الجيش تخفيض هذه الضريبة، لأن الحزب يخطط لبعض المفاجآت في الحرب، فيما يتجهز الجيش لها بشكل مكثف لمنع ما حدث في معركة غزة 2014.

وحذرت إسرائيل في وقت سابق "حزب الله" اللبناني من حرب مدمرة في حال نشوب صراع جديد، وفق إعلام رسمي.

ونقلت "هيئة البث" العبرية عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية بالجيش (لم تسمهم)، قولهم إن "حزب الله، سيتكبد خسائر فادحة، وسيتم القضاء على وحداته المسلحة كافة، في حال نشوب حرب جديدة".

وأتت هذه التحذيرات الإسرائيلية بالتزامن مع مرور 20 عاماً على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

وخلال الأشهر الماضية، تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إثر تسجيل خروقات برية وجوية وبحرية من قبل الطرفين، فيما دعت الأمم المتحدة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وعاد التوتر فجأة إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعدما خرقت الأخيرة مجدداً قواعد الاشتباك في سوريا، ونفذت غارة أوقعت قتيلاً من الحزب.

جدير بالذكر أنه في توقيت شبه مماثل من العام الماضي سادت حالة من التوتر على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، لطبيعة ما ستؤول إليه المنطقة بعد هجوم إسرائيلي على عدة أهداف لحزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية، وداخل سوريا.

وتوعد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، بالرد على "إسرائيل" بعد استهدافها هدفاً للحزب داخل سوريا ومقتل اثنين من عناصره، وتنفيذها هجوماً بطائرة مسيرة على هدف آخر في الضاحية الجنوبية، ولكن مع تدخلات دولية وأزمات داخلية لم يزد الحزب في رده، وهو ما يدفع بالتساؤل مجدداً مع هذه الموجة من التوترات بين الحزب وإسرائيل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً