كلّف الرئيس التونسي قيس سعيد مساء السبت، وزير الداخلية الحالي هشام المشيشي، تشكيل الحكومة الجديدة، بعد نحو عشرة أيام من قبول سعيد استقالة إلياس الفخفاخ من رئاسة الحكومة.
وجاءت الاستقالة بعد أزمة سياسية تصاعدت حدتها مؤخراً، نتيجة تصاعد الخلافات بين الفرقاء السياسيين، وشبهات "تضارب مصالح" أجبرت الفخفاخ على الاستقالة.
ويأمل كثيرون أن ينجح المشيشي في إنهاء الخلافات، لا سيما وأنه يُعرف بكونه شخصية مستقلة، وبعدم انتمائه إلى أي حزب أو قوة سياسية، كما لم يرشّحه أي من تلك القوى ضمن الترشيحات التي طلبها سعيد للمنصب.
وأوضح رئيس الدولة أن هذا الاختيار يأتي بعد الاطّلاع على المقترحات التي تلقتها رئاسة الجمهورية من ممثلي الاحزاب والكتل النيابية، وطبقاً للفصل 89 من الدستور.
ولا يفرض الدستور التونسي على رئيس الجمهورية التقيد بترشيحات الأحزاب والكتل البرلمانية بعد استشارتها، غير أن التحدي الذي سيواجه المشيشي سيتمثل في حصوله على تزكية أغلبية البرلمان لفريقه الحكومي.
وقال سعيد خلال تكليف المشيشي، إن "الوقت حان لمراجعة الشرعية في البلاد"، في إشارة إلى النظام السياسي القائم.
رئيس الوزراء الشابّ
ويعوّل كثيرون على المشيشي، الذي عُيّن وزيراً للداخلية في حكومة الفخفاخ فبراير/شباط الماضي، لكونه رجل قانون ودارساً للعلوم السياسية، إضافة إلى كونه في سن الشباب (46 عاماً).
ووُلد المشيشي في يناير/كانون الثاني 1974، وحصل على الأستاذية في الحقوق والعلوم السياسية بتونس، وعلى الماجستير في الإدارة العمومية من المدرسة الوطنية للإدارة بستراسبورغ.
وتَخرَّج في كلية العلوم السياسية بتونس سنة 2007، وشغل منصب مدير ديوان لوزير النقل سنة 2014، ثم شغل نفس المنصب على التوالي في وزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة.
وشغل المشيشي أيضاً منصب مستشار أول لدى رئيس الجمهورية مكلفاً الشؤون القانونية، قبيل تعيينه على رأس وزارة الداخلية، كما تقلد منصب رئيس ديوان بوزارات المرأة والنقل والصحة والشؤون الاجتماعية، وعُيّن مدير الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات، وعمل أيضاً خبيراً مدققاً باللجنة الوطنية لمكافحة الفساد.
ويقف المشيشي، غير المتحزب، اليوم أمام تَحدٍّ كبير لتشكيل حكومة جديدة تتسلّم مقاليد الأمور في تونس بعد نيل الثقة في البرلمان، غير أن غياب السند الحزبي قد يطرح عائقا كبيراً أمامه، ويتطلب منحه الثقة توافقات بين الأحزاب والكتل البرلمانية على اختلاف توجهاتها.