جنود هنود يقفون بجوار مروحية هندية تم إسقاطها، الأربعاء، في شطر كشمير الهندي (Reuters)
تابعنا

ما المهم: أعلن الجيش الباكستاني، الأربعاء، أنه أسقط مقاتلتين هنديتين في إقليم كشمير، بدعوى اختراقهما لمجال باكستان الجوي، وأكد أنه أسر 3 طيارين هنود.

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الباكستانية، الأربعاء، بياناً قالت فيه إنها "لا تنوي التصعيد" مع جارتها الهند على خلفية توترات تشهدها المناطق الحدودية، مضيفة أنها مع ذلك "مستعدة تماماً للقيام بذلك إذا اقتضت الضرورة".

وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في كلمة تلفزيونية ألقاها الأربعاء، إن الغارة الباكستانية داخل الجزء الهندي من إقليم كشمير لم تهدف إلى إيقاع ضحايا، لكن فقط لإظهار القدرة على الرد، ودعا خان الهند "للحوار وتحكيم العقل".

وكانت الهند أعلنت، الثلاثاء، أنها نفذت ضربة جوية داخل باكستان استهدفت معسكراً لتدريب عناصر جماعة "جيش محمد"، وأن طائراتها الحربية قتلت "عدداً كبيراً جداً" من المقاتلين في المعسكر، فيما نفت باكستان وقوع ضحايا، لكنها توعّدت بالرد على "العدوان الهندي".

المشهد: يتواصل التصعيد العسكري المتبادل بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.

فبعدما شنّت طائرات هندية، الثلاثاء، غارات استهدفت أشخاصاً يُشتبه بأنهم متشددون داخل باكستان، قال متحدث عسكري هندي لرويترز إن القوات الهندية والباكستانية تبادلت إطلاق النار على الحدود في كشمير، متهماً إسلام آباد بأنها خرقت هدنة وقف إطلاق النار.

الجيش الباكستاني بدوره أعلن، الأربعاء، إسقاط مقاتلتين هنديتين "اخترقتا" المجال الجوي لباكستان، فضلاً عن أسر ثلاثة طيارين هنود.

وذكر بيان صادر عن الجيش الباكستاني أن "إحدى الطائرتين سقطت في آزاد كشمير (الذي يتبع باكستان) فيما سقطت الأخرى داخل جامو وكشمير (الذي تسيطر عليه الهند)".

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، الأربعاء في بيان، إن "القوات الجوية الباكستانية نفّذت ضربات عبر خط المراقبة من المجال الجوي الباكستاني"، مؤكدة أن "الغرض الوحيد من الضربات يتمثل في إظهار حقنا وإرادتنا وقدرتنا على الدفاع عن النفس".

من المستبعد أن يهدأ التوتر بين البلدين ما لم تتدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لحلحلة الأزمة.

جاسم تقي ـ رئيس مؤسسة الباب للدراسات الإستراتيجية في إسلام آباد

الدوافع والخلفيات: تصاعدت حدة التوتر بين الهند وباكستان إثر استهداف مجموعة مسلحة قافلة أمنية هندية في جامو وكشمير، وهو الجزء الخاضع لنيودلهي من إقليم كشمير.

وأسفر الهجوم الذي أعلنت جماعة "جيش محمد" مسؤوليتها عن تنفيذه منتصف فبراير/شباط الجاري، عن مقتل 44 من قوات الشرطة الاحتياطية المركزية.

وقدّمت نيودلهي مذكرة دبلوماسية لإسلام آباد، تطالب فيها الأخيرة بالتحرك ضد الجماعة المذكورة، بزعم أنها تنشط انطلاقاً من الأراضي الباكستانية.

وعلى الرغم من تنديد إسلام آباد بالهجوم، فإنها رفضت "أي تلميح إلى تورط البلاد فيه دون تحقيقات"، وأعلنت الحكومة الباكستانية، فيما بعد، منح الجيش ضوءاً أخضر للرد على أي "عدوان هندي".

يُذكر أن البلدين اللذين يمتلكان أسلحة نووية، تقاسما إقليم كشمير، بعد نيلهما الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، وتطلق إسلام أباد على الجزء الذي يتبعها من الإقليم "آزاد كشمير"، فيما تطلق نيودلهي على الشطر الذي تسيطر عليه "جامو وكشمير".

ردود الفعل: قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء، إنه أجرى مكالمتين هاتفيتين مع نظيره الهندي سوشما سواراج والباكستاني شاه محمود قريشي، وشدد على ضرورة خفض التصعيد وابتعاد الجانبين عن الحلول العسكرية.

ووصف بومبيو قصف مقاتلات هندية لأهداف بالجانب الباكستاني من إقليم كشمير بأنه "عملية ضد الإرهاب".

ودعا الاتحاد الأوروبي، الأحد، باكستان إلى تهدئة التوتر القائم، حيث قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني إنها أجرت اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي.

وشددت موغيريني، بحسب بيان أصدره الاتحاد الأوروبي، على ضرورة "الخفض الفوري للتصعيد"، لافتة إلى أن "الاتحاد الأوروبي على اتصال كذلك بالنظراء الهنديين".

كما أعربت تركيا عن قلقها إزاء تصاعد وتيرة التصعيد، ودعت الطرفين إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الأربعاء، إن "تركيا ترغب دائماً في المساهمة من أجل تهدئة التوتر".

ما التالي: قال رئيس مؤسسة الباب للدراسات الإستراتيجية في إسلام آباد جاسم تقي إنه لا يتوقع أن يهدأ التوتر بين البلدين ما لم تتدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لحلحلة الأزمة.

وأضاف تقي، في حديث لـTRT عربي أن "الهند لن تقبل أية وساطات من دول أو منظمات إسلامية، لذلك فإن الأمم المتحدة قد تكون الجهة الوحيدة القادرة على التدخل على نحو فعّال"، وأبدى استغرابه من عدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي أية خطوات جادة حتى الآن على الرغم من أن "تفاقم الأمور يشكّل خطراً كبيراً على الأمن العالمي".

وتابع المحلل السياسي، "رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان تحدّث بلغة هادئة ودبلوماسية، لكن من المستبعد أن توافق الهند على الدخول في مباحثات ثنائية ما لم يمارس المجتمع الدولي عليها ضغوطاً كبيرة".

وقال تقي إن إسلام آباد بدأت في اتخاذ خطوات بهدف طمأنة الجانب الهندي، لافتاً إلى القرار الذي أصدرته إسلام آباد بحظر جماعة "جيش محمد"، التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات كشمير.

واستدرك تقي بالقول إن "قرار الحظر اتُّخذ متأخراً، كما لم يتم إلقاء القبض حتى الآن على أيٍّ من عناصر وقيادات التنظيم"، وأرجع ذلك إلى أن "الحكومة الباكستانية ربما لا تريد أن تظهر أمام الرأي العام الداخلي وكأنها رضخت للضغوط الهندية".

عمران خان يؤكد استعداد بلاده للحوار والتعاون مع الهند في التحقيقات حول تفجيرات كشمير (AA)
TRT عربي
الأكثر تداولاً