جنود إسرائيليون يرتدون أقنعة طبية خلال قمع احتجاج في الضفة الغربية (Reuters)
تابعنا

على الرغم من انتشار وباء كورونا في إسرائيل بشكل كبير وغير مسيطر عليه بسبب الأعداد المتزايدة للمصابين، التي وصلت إلى أكثر من 9 آلاف و60 حالة وفاة، حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن المستوى الرسمي الإسرائيلي لا يزال مصمماً على المضي بعمليات التهويد والاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية، مستغلاً انشغال العالم بأزمة كورونا.

وتأتي هذه الخطوات على الرغم من فشل إسرائيل بشكل نهائي، في شراء أجهزة تنفس اصطناعي من دول أخرى، واعتراف مسؤولين في جهاز الصحة الإسرائيلي بالفشل في زيادة عدد الفحوصات لتشخيص إصابات بفيروس كورونا، وأن العدد لم يصل إلى 10,000 يومياً، علماً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تعهد بالوصول إلى 30 ألف فحص يومياً.

الاستيطان واستغلال كورونا

وتعمل إسرائيل على كل الأصعدة ممارِسةً التهويد والاستيطان، إذ طرحت سلطات التخطيط الإسرائيلية مستغلة جائحة كورونا مخططاً لبناء نفق سكة حديد تحت الأرض في مدينة القدس المحتلة يصل إلى تخوم الحرم الشريف، حسب المركز العربي للتخطيط البديل،الذي أكد أن المخطط أُعلن عنه وبُدئ التحضير له في فترة الطوارئ التي أُعلن عنها مؤخراً، من قبل الحكومة الإسرائيلية خشية انتقال عدوى الكورونا.

ويتعلق المشروع الأول ببناء نفق سكة حديد تحت الأرض يصل ما بين غربي القدس ومنطقة باب المغاربة وصولاً إلى تخوم المسجد الأقصى المبارك، بينما يتعلق الثاني ببناء سكة حديد فوق الأرض في أحياء القدس المختلفة.

من جانب آخر، تستمر مساعي إسرائيل لفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة المحتلة، بموجب "صفقة القرن" الأمريكية، إذ جرى اتفاق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حزب أزرق-أبيض بيني غانتس، ينص على أن ضم مناطق في الضفة الغربية سيجري خلال شهرين ونصف من عمل الحكومة الجديدة المرتقبة، بموافقة الأمريكيين، حسب صحيفة هآرتس، التي أكدت أن نتنياهو وغانتس اتفقا في اجتماع الاثنين، على الشروط المتعلقة بكيفية ضم إسرائيل ضم أجزاء محتملة من الضفة الغربية من قبل حكومة بقيادة حزبيهما، لكن أزرق-أبيض أعلن لاحقاً عن وجود خلاف جديد بشأن تعيين القضاة.

ولا يقتصر الأمر على الضم، بل توجد مناطق فلسطينية مقدسة معرضة للتهويد والمصادرة من قبل إسرائيل، إذ حذّرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، من استغلال إسرائيل تفشّي فيروس كورونا، للسيطرة على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، مؤكدةً أن السلطات الإسرائيلية أقدمت على إغلاق المسجد، ومنعت دخول الحراس، فيما سمحت فقط بدخول المؤذن لرفع الأذان.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت أعلن الشهر الماضي، أنه أعطى الضوء الأخضر لإنشاء مشروع مصعد ضخم في المسجد الإبراهيمي، يتضمن مصادرة أراضٍ فلسطينية في الخليل، لإقامة طريق لمرور زوار الحرم الإبراهيمي من اليهود ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلًا عن إقامة مصعد لهم.

كما تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بفرض "السيادة الإسرائيلية" على الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وعلى مستوطنة "كريات أربع"، وعلى الحي الاستيطاني اليهودي في المدينة.

إغلاق المسجد الإبراهيمي من قِبل الاحتلال الإسرائيلي أمام موظفي الأوقاف، ما هو إلا محاولة للسيطرة الكاملة عليه في خطوة قد تستمر إلى ما بعد انتهاء أزمة كورونا.

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية

في السياق ذاته، شرع الاحتلال الإسرائيلي في إقامة جدار إسمنتي جنوب شرقي مدينة القدس الشرقية، توطئة لإقامة شارع يصل بين مستوطنات إسرائيلية. ويفصل الجدار الجاري تشييده بلدتَي الشيخ سعد وصور باهر الفلسطينيتين على الرغم من أنهما بمحافظة القدس.

وانتقدت صحيفة هآرتس ما يقوم به نتنياهو مستغلاً جائحة كورونا، في مقال للكاتب كيمي شاليف قال فيه إن "ذريعة ضم نتنياهو تضحي بحرب إسرائيل على فيروس كورونا"، مشيراً إلى أن "ما تسبب به الوباء من أزمات وطنية وطبية واجتماعية واقتصادية وإنسانية يتطلب وحدة الهدف وتجاهل القضايا والسياسيات الأخرى".

وينتقد الكاتب نتنياهو قائلاً إن الأمر الأكثر إلحاحاً في الفترة الحالية هو مسألة ضم غور الأردن والكتل الاستيطانية.

ويضيف: "إن إنذار نتنياهو إلى بيني غانتس بشأن الضم، الذي كان يعوق تشكيل ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية، أمر سخيف للغاية لدرجة أنه يقوي الشكوك واسعة النطاق بأنها خدعة. وحسب وجهة النظر هذه، زرع نتنياهو قنبلة الضم في محادثاته مع غانتس حتى يفجر محادثات التحالف في اللحظة الأخيرة ويقضي على فرص تشكيل حكومة طوارئ".

ويؤكد الكاتب أن "الطريقة التي يريد بها نتنياهو الحصول على أراض لإسرائيل هي الخداع بمباركة رئيس أمريكي متهور وتحت غطاء من مرض رهيب يصيب البشرية"، منوهاً بأن نتنياهو ورفاقه عازمون على بث الفرقة والخلاف حول الضم، فبدلاً من تركيز كل طاقة البلاد على محاربة الفيروس، فإن اليمين سيشعل التوترات الداخلية ويرفض الانتقادات العالمية باعتبارها معاداة صارخة للسامية.

تمييز ضد العرب

ومن استغلال إسرائيل لأزمة كورونا من أجل زيادة الاستيطان إلى التمييز ضد العرب، إذ حذر أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في الكنيست السبت، من "التمييز الذي تمارسه إسرائيل ضد فلسطيني الـ48 فيما يتعلق بإجراء فحوصات فيروس كورونا مقارنة بالسكان اليهود".

وقال عودة إن "الفجوات في إجراء فحوصات كورونا بين عامة الجمهور في إسرائيل والبلدات العربية يعرض السكان العرب أولاً للخطر، ولاحقاً جميع الإسرائيليين"، مشيراً إلى تكشُّف "أرقام صادمة فيما يتعلق بالتعامل مع الوباء داخل المجتمع العربي خلال انعقاد لجنة مواجهة كورونا في الكنيست".

ليس لدى منظومة الصحة الإسرائيلية أية فكرة عن عدد مرضى كورونا في البلدات العربية.

رئيس القائمة العربية المشتركة - أيمن عودة

وأوضح أنه منذ بدء تفشِّي الوباء، وحتى اللحظة أجريت 4 آلاف فحص فقط في البلدات العربية، مقارنة بنحو 7 آلاف فحص تُجرى يومياً في عموم إسرائيل، كما شُخصت 105 إصابات فقط داخل القطاع العربي مقارنة بأكثر من 7 آلاف مريض مؤكد في جميع أنحاء إسرائيل.

إسرائيل تطرح مخططاً لبناء نفق سكة حديد تحت الأرض في القدس يصل إلى تخوم الأقصى (المركز العربي للتخطيط البديل)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً