اعت إسرائيل لتشيلي في الفترة بين 1975 و1988 أنظمة رادار وصواريخ جو-جو ومعدّات بحرية وأنظمة جوية ومضادات صواريخ (Reuters)
تابعنا

لا تزال تشيلي تعيش على وقع احتجاجات يومية مناهِضة للحكومة ومطالبة بإسقاط الدستور، بعد أن انطلقت رفضاً لرفع أسعار المواصلات بنسبة 4٪، وقُتل فيها ما يقارب 30 شخصاً وجُرح المئات واعتُقل الآلاف.

في هذا الصدد، كشفت مجلة لوريان 21 الرقميّة الفرنسية أن الحكومة التشيلية تستخدم أسلحة وتقنيات مراقبة إسرائيلية، في قمعها للمظاهرات التي تعم البلاد منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

علاقة من عهد بينوشيه

أشارت المجلة إلى أن تشيلي تتمتع بصلات وثيقة بإسرائيل، وتشتري منها الأسلحة والتقنيات العسكرية، منذ عهد الديكتاتور أوغستو بينوشيه، كما أكدت ذلك وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA رُفعت عنها السرية عام 2013.

وقالت المجلة إن هذه العلاقة استمرت مع الحكومات الديمقراطية بعد عهد بيونشيه؛ إذ حافظت حكومات يسار الوسط واليمين على هذه العلاقة، واستغلت الأسلحة والتقنيات التي اقتنتها من إسرائيل، لمواصلة قمع المقاومة في البلاد والسكان الأصليين المعروفين باسم "المابوتشي".

تشيلي التي اعترفت بإسرائيل عام 1949، كانت دوماً هدفاً رئيسياً لتل أبيب، خصوصاً بعد نهاية الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، واتجاه إسرائيل نحو أمريكا الجنوبية بعد أن بدأت الدول الإفريقية في قطع علاقاتها بتل أبيب، حسب المجلة.

باعت إسرائيل لتشيلي في الفترة بين 1975 و1988 أنظمة رادار وصواريخ جو-جو ومعدّات بحرية وأنظمة جوية ومضادات صواريخ. وكان دافع نظام بينوشيه في اختياره لإسرائيل إعجابه بجيشها، وتطور أسلحتها، بالإضافة إلى أن تل أبيب لم تكن تضع شروطاً سياسية في مقابل بيع الأسلحة.

وتضيف المجلة أن إسرائيل كانت تقدّم، إلى جانب عقود البيع، خدمات للجانب التشيلي، سواء بمساعدتها على الاطلاع على الصناعات الإسرائيلية العسكرية، أو من خلال تدريب طياريها وضباطها.

من الفلسطينيين إلى المابوتشي

يرفع المحتجون في تشيلي اليوم شعارات تطالب برحيل الرئيس اليميني سبستيان بنييرا ونظامه النيوليبرالي، وإسقاط الدستور الموروث عن الديكتاتور الراحل بينوشيه، والذي يُشرّع قمع السكان الأصليين.

كما أن قوانين مكافحة الإرهاب التي لا تزال سارية إلى اليوم في البلاد، تساعد السلطات على تبرير احتجاز السكان الأصليين، وهو ما تراه مجلة "لوريان 21" في تقريرها، مشابهاً لنظام الاعتقال الإداري الذي تطبقه إسرائيل على الفلسطينيين، إذ إنه في كلتا الحالتين يتم احتجاز المقاومين دون توجيه تهمة لهم ولا محاكمة مع تمديد فترة الاعتقال دورياً.

وأشارت المجلة إلى أن السلطات التشيلية تستخدم اليوم أساليب مراقبة ضد المابوتشي، وهي أساليب شبيهة بما يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، كما أنها استخدمت في منطقة آروكانيا تقنيات مراقبة اشترتها من إسرائيل.

وكشفت المجلة أن شركات الصناعة العسكرية الإسرائيلية Elbit وIAI وRafael هي المزود الرئيسي للحكومة التشيلية، وهي نفسها التي تقدم خدماتها لتُستخدم ضد الفلسطينيين.

وقالت المجلة إن إسرائيل اعتادت الترويج لأسلحتها بالقول إنها "جُرّبت في الميدان"، إذ إن الفلسطينيين ،خصوصاً في قطاع غزة، يمثّلون حقل تجارب إنسانياً لتجريب هذه التقنيات العسكرية، فيما يبدو أن تشيلي وسكانها الأصليين حقل إضافي للتجريب، حسب المجلة.

يرفع المحتجون في تشيلي اليوم شعارات تطالب برحيل الرئيس اليميني سبستيان بنييرا ونظامه النيوليبرالي (Reuters)
TRT عربي
الأكثر تداولاً